الفصل العاشر

253 10 0
                                    


                                   أحــــــــــــــــــــــــــــلامُ مــنســــــــــــــــــــــــــــــــــــيـَّة

كانت وحيدة أبيها فهي ابنة واحدة على خمسة أولاد ،كانت صديقة طفولتي فقد كبُرونا سويةّ ، كانت تعيش كملكة فى بيت أبيها فهي وحيدته وسط أخوتها الذكور ،لم تكن تعلم هذه الملكة أن أباها سيموت يوماً وستتزوج أمها بغيره ،ولكنه حدث ،كنت أعرف أن زوج أمها كان يضايقها ولكن لم أكن أعرف إلى أي مدي كان يضايقها لأنني كنت قد تزوجت وسافرت مع زوجي وأنشغلت مع أبنائي الصغار وأكاد أكون نسيتها ونسيت غيرها فى دوامة الحياة .....

ولكن كنت عدت إلى بلدى فى عطلة مع زوجي وأبنائي وذات مرة كنت أنتظر الحافلة أنا وزوجي وكانت تقف بجواري إمرأة مع زوجها وأطفال صغار ومر رجل بجوارهم وسلم عليهم وكلمهم قليلاً ثم أنصرف ، وبعدها سمعت صوت هذا الرجل يعلوا ويسب زوجته ويشتمها بأبشع الكلمات فشدني الموقف فنظرت إليهم ودققت وُمَعنَّت النظر فى المرأة وتفاجأت أنها هي نفسها صديقة طفولتي ابنة الحي الذى كبُرونا ،فيه وفهمت من الموقف أنه كان يسبها ويعنفها لأنها مدت يدها وسلمت على الرجل عندما مد يده ليسلم عليهم حتى أنه تجرأ ولكمها فى صدرها فى الشارع ، فى الحقيقة فزعني الموقف وأبتعدت عنهم وذهبت أنا وزوجي فى طريقنا ولا أنكر أن هذا الموقف لم يذهب من بالي أبداً حتى أنه أزمَّني نفسياً حتى ذهبت إلى بيت شقيقتي وسألتها عن صديقتي هذه وحكيت لها ما شاهدته فى الشارع من زوجها فلم أجد شقيقتي متفاجئة أبداً بل قالت لي أن المسكينة بعد أن مات أبوها ساء حظها فى الحياة ، فأخذت عنوانها من شقيقتي وفى اليوم التالي كنت عندها فى البيت ،هي كانت متفاجئة من زيارتي لها وأنا أخذت أعانقها وأخذنا نبكي ونحن لا نصدق أننا أبعدتنا الحياة عن بعضنا بهذه الطريقة ؛ وجلست معها أسألها عن أحوالها وحياتها فلم تتمالك نفسها وراحت تفضفض لي عما حدث معها منذ أن تركتها وتَزوْجَتْ......

وقالت لي كل شيئاً فى حياتي بدأ يا صديقتى منذ أن توفي أبي رحمة الله أنتهي لم أعد ملكة كما كان يناديني ،فأمي تقدم لزواجها رجل من معارف خالتي وهي واقفت بالرغم من معارضة أشقائي الذكور لها ولكنها عاندتنا وتزوجته ولم تكن تعلم أن هذه الزيجة سيكون ضحيتها حياتي أنا ؛ فبعد زواجها بمدة بدأ زوج أمي يفتح باب غرفتي عليَّ من دون أستأذان وخصوصاً عندما أكون أغير ملابسي وأحياناً كان يتحين الفرص فى غياب أمي خصوصاً عندما تكون فى السوق يحاول فتح الحمام عليَّ وأنا أستحم وكنت أخاف من أخبار أخوتي الذكور فيفتكوا به ويضيع مستقبلهم بسبب هذا النذل الجبان فأضطررت ألا أخبرهم وأحترس منه فقط بقدر المسطتاع تفادياً لمصيبة كانت ستقع على رؤوس أخوتي فقط ....

وسارت أيامي تمضي على هذا النحو وأنا أعيش فى حالة خوف وقلق دائماً إلى أن تقدم لي زوجي هذا وكان إنسان مناسب لي إجتماعياً يشهد له الجميع بالأخلاق العالية والكريمة وخصوصاً بعد أن تدين ، فأعتبرت أن أنه سيكون فرصةً لي لأنه يتخذ كتاب الله منجهه وبهذا لن يكون هناك طريقٍ للخوف أو القلق فى حياتي ؛ ولكن مع الأسف فنحن دائماً نهتم بالشكل الخارجي قبل أن نعرف ما بداخل الصندوق !!!؟وبهذا يجب ألا نتفاجئ عندما نرى داخل الصندوق أشياء لا نتوقعها ، لأننا قد خدعنا بالمظاهر التى بهرتنا وزغللت أعيننا من الخارج ، وهذا ما حدث معي يا صديقتي فقد وقعت فى هذا الخطأ ولكن عذري الوحيد هو أنني أردت الهروب والتخلص من جحيم زوج أمي بأي شكلً كان ، وتزوجت به وكنت أرتدي حجاباً عادياً ولكنه بعد الزواج أجبرني على أرتداء الخمار ، لم أكن معترضة ؛ ولكني كنت معترضةً فى نفسي على الطريقة التى أجبرت بها على أرتداء الخمار وهذا لأنني مقتنعه أن ديني دين أقتناع لا أجبار ...

عندما يعجز الصمتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن