حــلــــــــــــــــــــــــــــــم المــــــدينـــــــــــــــــــــــــــــــــة
المدنية أسم أرتبط فى ذهني دائماً مع أنني فتاة قروية نشأت وتربيت فى القرية ،عائلتي عائلة ذات أصولٍ عريقة ،أبي كان إنساناً طيباً وما أروعه من أب ، أما أمي فهي كانت منبع حناني ، لي خالة وحيدة كانت متزوجة وتعيش فى المدينة كنت أحبها جداً وأفرح بزيارتها لنا فكانت لها طلة جميلة هى وأبنائها وبناتها اللاتي أخذن منها شرط الجمال ،لا أعرف لماذا كنت أحب كل شيئ فيهن ملابسهن شكلهن حتى عندما تزوجن حلمت أن يكون نصيبي مثلهن لا أعرف السبب بالرغم أنني لم أحرم من شيئ ولكن ربما لأختلاف مكانينا فأنا من القرية وهن من المدينة أيضاً لا أعرف سوي أنني عندما كنت أذهب إلى المدينة كنت أبهر بها وبجمالها.
وكبُرت وكبُر حلمي الوحيد معي وهو أن أتزوج فى المدينة وأصبح هذا الحلم راسخاً فى رأسي إلى أن أنهيت دراستي وبدأ يطرق بابناً الخطاب ولكنهم إما من قريتنا أو من القروي المجاورة لنا فبدأت أرفضهم وأختلق الأعذار والعيوب فيهم كما كانت بنات خالتي يفعلن فيمن يتقدم لهن إلى أن واجهتني أمي وقالت لي ذات مرة أستيقظي من حلمك يا إبنتي ولا تقارني نفسك ببنات خالتك فهن ورثن الجمال من أمهن ، وإذا ظللتي على حالك فى رفض هذا وذاك فسيمضي بك العمر وتبقين عانساً ...
وبدأت زوجة خالي تلثن بالكلام وتقول لأمي أن أبنتها الصغيرة تزوجت وأنا مازلت بدون زواج ، وزوجة أخي الكبير أصبحت تسمم أمي بالكلام السيئ كلما تقدم شاب إليَّ ورفضته إلى أن أقسمت أمي على أن تزوجني بأول شاب يطرق بابنا وبالفعل قالت ونفذت فقد تقدم لخطبتى شاب من قرية مجاورة لنا كان يعمل حلاق فى صالون بمنزلهم ، لم يعجبني منذ أن رأيته وتوسلت إلى أمي إلا توافق ولكنها أصَّرت عناداً فى خالي وزوجته وزوجة أخي .....
وكان ما أردته أمي وفي شهر كانت أمي قد أكملت جهازي كله وكنت زوجة له بعد شهر ودخلت بيته وفى ليلة زفافنا كلما حاول أن يقترب مني كنت أمنعه لدرجة أنني هددته بالمقص وقلت له إذا أقتربت مني سأقتلك فخاف وأبتعد عني .....
لم أغرم به أبداً فقد كان ضعيف الشخصية أمام أمه وبمعنى أدق عديم الشخصية ، أمه كانت إمرأة قوية ومتسلطه وكان الجميع يخاف منها حتي زوجها ،فهى بعد زواجي بأسبوع دخلت وفتحت خزانة ملابسي وأخذت مناشفي الخاصة ووضعتها فى صالون الحلاقة بدون إذني وعندما سألتها ثارت فى وجهي وقالت أي شيئ فى بيت ابني هو لي وأنت ليس من حقك الأعتراض فسكت إلى أن جاءت أمي وحكيت لها ما حدث وقالت لي لا تغضبي يا ابنتى وتحملي فهي مثل أمك ......
كان أبي يمر كل يوم عليَّ بعد عمله يحضر لي كل ما كان ينقصنى بما أن زوجي لا يعطيني نقود بحجة مادمت أعانده ولا أعطيه حقه فهو لن يعطيني قرش واحد، وكان أبي يحضر لي الفاكهة كل يوم وأمي كانت تأتي مرة كل أسبوع تحمل معها كل ما تشتهي الأنفس وتأخذه حماتي ولا نري منه إلا الفتات ......
أنت تقرأ
عندما يعجز الصمت
General Fictionالمــــلخــــــــــــــــــــــص من بداية الخلق وحواء كانت تشارك آدم أخطائه ، ألامه وأحزانه وأفراحه ، فأحبها آدم ولم يفرط بها أبداً فظلت حبيبة وشريكته حتى الممات ؛ ولكن بنو آدم مع العصور والأزمان تغيروا ، وأصبح لهم موقف آخر من المرأة ، تغير ،عَبرَّت...