الفصل الخامس والعشرون(عودة العشق)

1K 52 1
                                    

عاشق تاه بدروب العشق، قلوب لم تكن تعلم للخوف طريق حتى عشقوا، كيف لهم ان يفروا من مصير محتوم؟!

ندمه على تعذيبها، احتياجه لها وغفرانه لها على ما أقدمت عليه بحقه او كما ظن حينها، لم تستحق كل ما لقته على يديه من عذاب ولكنه لم يستطع ان يمنع شياطينه، نسيها حين أحتل الماض تفكيره فانتقم لنفسه من زوجة ابيه وقتل ذكرايتها معه، لم يعط نفسه الفرصة ليفيق من أثر ما رآه، مبالاة واجه بها الجميع كى يريح قلبه من فراقها الذي احاله لشيطان سادي
-متى سينتهى كل هذا ستيفان؟!
باغته والده بسؤاله حين اصطحب إبنه معه ليضعه بمعية والدة وخالته
-ما الذى تعنيه أبي؟
تنهد والده بهدوء وجلس بكرسيه ونظراته الحادة مازالت تخترق حاجز إبنه الجليدى الذي أحاطه به منتظرا لحظة انتقضاضه بكلماته عليه
-لقد طالت فترة التيه التى اوقعت نفسك بها ستيفان
-تيه؟!
-نعم، لقد انتظرت كثيرا كى ارى ما ستفعله، انتظرت ان تفيق مما انت به
جلس هو الآخر بكرسي مقابلا لابيه وصمت للحظات وعاود حديثه بحزن استشعره والده
-لقد قبلت بصورة المنفي بعيدا عنها لسنوات، حتى ابنتى رضيت ان اكون جاهلا بوجودها امام الجميع فقط كى لا يربطنى بها شيئا، جنونى بها وغضبي منها وندمى على ما فعلته، شياطين احتلتنى أبي لم يعلم عنها أحدا
تعجب والده من مما يقوله ابنه، أهو حقا عاشقا لها لهذه الدرجة؟! أم انه غروره وكبرياؤه الذي لن يسمح له بالتقرب منها
-ولم كل هذا ستيفان؟!
-ببساطة باتريشا
لم يفهم والده ما يرمى إليه حتى جاءت كلمات حاملة كل ما يعتمل بصدره
-عشر سنوات وانا اتعذب بكذبتها كانت كفيلة لتطفئ اى نور اشعلته توبيا بقلبي، بلحظة نسيت توبيا ابي، نسيت عشقها، تحملها لى ولم أتذكر غير باتريشا وفعلتها، وللآن مازلت حائر أحقا هى فعلت ذلك أم لا لذلك لا تلومنى على ما أفعله فانا احارب شياطينى وحدى مرة أخرى وكان التجاهل هو سبيلى حتى عادت هى مرة أخري
ليتها لم تعد، فشعوره بالغضب من نفسه أرحم بكثير من شعوره بحاجته لها مرة أخرى، إنتقام من نفسه اقسم ان يبر به على ما فعله بها، وبات الانتقام ممن تسبب بما حدث اولوية قبل ان يطالبها بالسماح .

*********"
عادت لعملها فور الإطمئنان علي امور توبيا والصغيرة، حاولت ان تعوض الفترة التى انشغلت بها عن عملها علها تعيد ترتيب أمورها هى الأخرى، تعشقه لن تنكر لكنه لن يراها طالما ظلت تطارده كما تفعل دائما فيبدو ان هناك ما استقر بعقلها مما فعلته توبيا ان تنشغل بنفسها أولا يلى ذلك الآخرين
-عودا حميدا أماندا
ارتجف قلبها حين سمعت نبرته الهادئة، لم تشعر بدخوله لمكتبها بل وجلوسه بالاريكة المقابلة لمكتبها
-فرناندو!
اومأ لها وعيناه مسلطة عليها بتركيز اربكها، ظلت تدور بعينيها بالغرفة محاولة الفرارمن نظرته المسلطة عليها لكنها لم تنجح فبكلمة منه تصنم جسدها وسحبت نظرتها لتعود لوجهه الجامد
-لم فعلت بها هذا اماندا؟!
-ماذا تقصد؟!
بلحظة وجدته امامها لا يفصلها عنه غير انشات بسيطة ونبرته المتوعدة ارعبتها
-لقد ظننت انك نضجت اخيرا، حين ابتعدت عنك وأنت صغيرة لمت نفسي على الوقوع بغرام طفلة أما الآن فقد علمت أننى كنت محق فانت ستظلين مدللة لا تابهين لاحدا غيرك
حاولت ان تستوعب كلماته، هل حقا احبها منذ سنوات كما احبته هى؟! والآن يخبرها بما تمنت حين فقدته
-فرناندو انا....
قاطعها بصوته الهادر
-لا تنكرى أماندا فقد سمعت تلك الأفعى بنفسي وهى تخبرك بما قمتن به
-لم اكن اعلم انها تكذب
-ليس مبررا لقتل إنسانة اماندا لقد وصلت للحضيض حقا وكم انا سعيد اننى لم اغرق بوحلك هذا اكثر
تركها وابتعد وقبل أن يغادر مكتبها سعقها ببقية كلماته التى جعلت دموعها تتسابق على وجنتيها
-لقد ادخرت نفسي من اجلك اماندا ممنيا نفسي انك حين تنضجين ستكونين زوجة تليق بما انا عليه لكنك لا تستحقين ان تظلى بحياتى حتى كعدوة

**********
-لم أنكرت إذا علمك بكل هذا؟!
لم تستطع شارلوت ان تخفي تعجبها مما سمعته منه، كيف له ان يخفي كل هذا؟! خاصة ابنته
-لأننى عميت عن كل شيء، صدقت ما قد حيك لها فقد كانت باتريشا امامى لثلاثون عاما كأم فلم لا تكون توبيا مثلها؟! خفت ان يكون عشقي لها ضعفا يجعلها تقسو على من حولها دون ان اراها
-لكنها ليست كذلك فهى تعشقك؟!
-وباتريشا كانت عاشقة لوالدى
صمتت شارلوت وقد فهمت الآن ان ما تسببت به باتريشا أعمق بكيثر مما ظنت فهى قد دمرت ثقته بالبشر حتى من رضيت بظلامه فابتلعها

***********

غارق مع صغيرته لا يشعر بما حوله، تلك السمراء التى هزت كيانه، طفلته التى لم يكن أحد لينكر جمالها الخلاب وبشرتها الحنطية المثالية
-إنها مثالية
أبتسمت لورا التى ترى زوجها لا يستطيع ان يبتعد عن صغيرتهم إلا بشق الانفس
-بالفعل فقد اكتسبت اجمل ما فينا فليب، شعرى الاشقر وعيناك الزرقاء وبشرتها  التى توسطت بين لونى بشرتى الابيض وبشرتك الخمرية
مزيج رائع لجمال لاتينى خلاب جعل من الصغيرة آية جديدة للجمال تسطر حروفها بين صفحات العائلة
-أين انطون
تنهدت لورا بأسي على الصغير المزوى بعيدا عن الجميع منذ اتى به والدها به
-لا يكاد يخرج من غرفته، لا اصدق ان هذا الصغير لم يكمل سنواته الخمس بعد
-يبدو انه يعانى خطب ما، يجب ان يعالج لدى طبيب متخصص
-بالفعل، سأخبر والدى بذلك
-وماذا عن ستيفان اين هو الآن؟
-لا احدا يعلم فقد اودع الطفل لدى والدى واختفي كعادته
اومأ لها فيلب وعاد لمداعبة صغيرته لكن باله شغل بزوجين آخرين لم يتخيل يوما ان تكون تلك نهاية العلاقة بينهما فلطالما شعر ان ستيفان محظوظ بتوبيا وعشقها له وهى أيضا لكن يبدو ان للقدر رأى آخر بالامر

***********
استمر العمل كعادته بغيابها ولم ينقص منه شيئا، اهتمت آنا بجميع الملفات الخاصة بعمل طونيو والذي لم يوفر طاقته للتقرب منها بكل السبل وهى لم تصده لكنها تنظر الشكل المناسب لعلاقتهم

بوجه غاضب ينم عن امر جلل خطى ماثيو للداخل باحثا باعينه عن احدهم حتى وقعت على شقيقته فاتجه صوبها كالرصاصة
-آنا، ماهى علاقتك بطونيو فلاد القواد؟!
صدمت آنا من قول شقيقها وما اربكها هو سماع طونيو لما قاله شقيقها وطريقته التى تنم عن الكثير، حاولت ان تنهى المكالمة الهاتفية لكنها فوجئت بان طونيو قد اغلق الخط بالفعل!!

*********
هوبااا رجعت ليكم
عاوزة فوووت والجااى اقوى

الدونا ( العشق المنبوذ الجزء الثاني ) مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن