الفصل الحادي عشر (مواجهة)

1.2K 57 21
                                    

تعجبت حين علمت انها شقيقة طونيو فلاد ملك الرقيق بالبلاد وكم حزنت لذلك ورسم بوجهها حتى رأته صديقتها
-اعلم مايجول برأسك، انا ولكن هو اجبر على ذلك الطريق
استنكرت قول صديقتها فكيف يجبر رجل على عمل كهذا؟
-انه إرث عزيزتي كما كان والدك وأصبح أخيك
تعلم انها محقة فجميعهم ورثوا أعمال والديهم
-اذا لما ابعدك عن العائلة فأنا لم يسبق لي ورأيتك؟
-لم يسمح لي طونيو بالاختلاط خشية ان يهينني أحدهم
-لا أعتقد أن هذا وارد خاصة وان شقيقك ضبط عمله كثيرا عن السابق
أسعدها رأي صديقتها فكم خافت ان تبعدها حين تعلم من هي ولكنها لم تفعل مما اراحها حقا
إرث جعلهم جميعا تحت مقصلته ولا فرار، لكن ما حيرها فعلا لما ابتعد طونيو عن الجميع فإن كانت هي تشمئز من عمله فالبقية لن يفعلوا ذلك فجميعهم وان اختلفت المسميات اعمالهم ليست قانونية اذا ما استثنت توبيا وفتياتها لكنهم بالنهاية ينتمون للمافيا الايطالية الممتدة على ارجاء البلاد
سرحت بأحوال العائلة ولم تفطن لكونها تحدق فعليا بطونيو الذي اخذ يتأمل ملامحها السارحة، شعرها الناري، اعينها الزرقاء الفاتنة، وجسدها الذي يهلك فضيلة اعتدى الرجال

********
ذهبت على مضض لحفل اخت زوجها، مجبرة على تقديم المباركات والتهاني لأناس تتمنى ان يخسف بهم الأرض ولا يتبقى لهم ذكر
رأتها تقف بزهو كما اعتادت، يحيطها الرجال من كل صوب وهو مبتعدة عن الجميع ولا يقدر أحدهم ان يدوس طرفها، كرهتها منذ البداية، منذ رأت ترفعها وعدم انسياقها خلف رغبتها كما تفعل هي، تمنت لو كانت قوية مثلها وتستطيع ان تسيطر على نفسها لكنها لن تكون فرغم انها سرقت مكانها الا انها لم تملؤه كما فعلت صاحبته
-السيدة بنيني شرفتنا بحضورها
لم يعجبها نبرة الاستهزاء الصادرة من فم اخت زوجها لكنها لم تستطع ان تعترض فلورا سليطة اللسان ولن تقدر على الافلات من قبضتها لذا أثرت السكوت
-مبارك لورا، واتمني ان تكون الصغيرة بجمالك البهي
علمت ما ترمي اليه الافعى زوجة أخيها، لكنها لن تعطها الفرصة للسخرية من طفلتها
-الجمال مضمون نينا، ظاهرا وباطنا فلا امها ولا حتى ابيها يقلون جمالا عن بعضهم
تدخلت توبيا بهذه اللحظة مانعة لورا من الاسترسال باندفاعها فهي تعلم انها غاضبة الان وستكون نينا اكثر من مناسبة كهدف لتصب جام غضبها عليها
-لورا، والدك يسأل عنك عزيزتي هلا ذهبت اليه؟
اومأت لورا وذهبت فهي لا بال لها لنينا وسماجتها من الأساس
ما أن ذهبت لورا حتى استدارت توبيا لتقابل نينا بنظرة توعد اخافت غريمتها
-ما فات لم احاسبك عليه بعد، اما ان تبدأي من جديد فهذا ما لن اسمح به نينا
ضحكت باستهزاء من تهديد توبيا الذي رأته واهن
-لا تهددي دونا، فقد سبق واخذت مكانك، زوجك، لقبك، ولو لم ينقذك البرتو تلك الليلة لاخذت روحك
-صدقت لكنني سأوقعك يوما ما صدقيني، انتظري وسترين
انهت حديثها وكادت ان تمضي لولا أن اوقفتها نينا بسؤال جعل الدماء تتجمد بعروقها
-هل استمتعت حين جربتي ساديته؟
اقتربت منها حتي صارت ملاصقة لها واردفت
-هل استطعت ان تلمسي هوسه؟ هل رأيت الوجه الذي لطالما أراني اياه؟
هل تذوقت دماؤك على شفتيه؟
توسعت أعين توبيا حين سمعت ما قالته فقد أعادت لها ذكرى أسوأ كوابيسها حية مرة أخرى، ولم تكتفي بذلك بل اكملت
-اعلم كيف يكون ستيفان حين تتراقص شياطينه، وكم اسعدني ان تتذوقي جزء من جحيمه وخاصة قبلته التي خصك بها، فهو لم يقبل إحدى نساؤه قط ولم يفعل
تعجبت توبيا مما تقوله لما تخبرها بذلك؟
-كما عالجتيه بقبلة دمرته انا بنفس القبلة، كنت أعلم انه يكافح كي يبقى شياطينه محبوسة، واخرجتها بيدك
-لكنني لم أفعل لك شيئا لقد ساعدتك
-نعم، لكنك حصلت على كل شيء تمنيته
-انت المريضة، ليس هو
-ربما ولكن لا تحاولي فقد سبق وجعلتك ترى ما فعلته بك
-لقد كدت تقتلين طفلك
-لم أكن لافعل لكنني حصلت على مبتغاي حين حاولت انت انقاذه
لم تنس عدد المرات التي أنقذت بها الطفل المسكين من بين يدي والدته التي كانت تتفنن بتعذيبه، حينها لم تفهم لم تستخدم أدوات تخصها لكنها علمت بعد ذلك حين اتهمتها نينا باذية طفلها، حاولت أكثر من مرة ان تبعدها عنه وتقنع زوجها بذلك دون أن تدري ان هذا ما خططت له نينا من البداية، استغلت ماضي ستيفان ضدهم لتوهمه انها ستبعد ابنه او ستؤذيه اذا فشلت في أبعاد والدته عنه وهو ما حدث، فليلة الحادث تشاجرت مع زوجها بسبب مكوث نينا بالمنزل معهم رغم أنها من احضرتها لتساعدها لكنها فوجئت بها تخبرهم ان الطفل ابن ستيفان وهو ما تأكدا منه بعد ولادة الطفل
بتلك الليلة حاولت نينا ان تلقى الفتى من الشرفة ولكنها اوقفتها وهي تقذف الطفل فامسكت بقدميه بالكاد قبل أن يسقط
لم تفهم سبب صراخ نينا حينها فقد جنت وراحت تصرخ بها الا تفلته وانها ستنفذ ما تطلبه، ظلت تصرخ انها ستأخذ ابنها وترحل فقط أن تعيده للداخل
ما أن تمكنت من الصغير، ضمته لصدرها وعادت للداخل لتجد زوجها مذهول ونينا مرمية تحت قدميه تتوسله ان يدعها ترحل هي وابنها وانها لن تتحمل اكثر
افاقت توبيا من شرودها على تربيت أحدهم على ظهرها مما جعلها تجفل وتتمسك بذراع من وقف بجوارها دون أن ترى من هو
-دونا؟
جاءها صوت ألفريدو القلق فجعلها تتمسك به اكثر وتهمس برجاء
-اصحبني لأرضية الرقص ولا تتركني الفريدو حتى أهدأ
نفذ ما قالته وهم بالمغادرة وهو يرمق نينا بنظرة متوعدة لم تعبأ بها فهي منتشية بما رأته من ضعف توبيا التي يركع أمامها رجال

الدونا ( العشق المنبوذ الجزء الثاني ) مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن