الدونا ( العشق المنبوذ الجزء الثاني ) مكتملة

الفصل العشرون(العشق المنبوذ)

وقفت أمام مرآة غرفتها تطالع وشمها الذي تفننت في اخفاؤه عن العين كلما خرجت، خوف ان يعلم انه لازال هنا منقوش على قلبها كأنها سك ملكية وسمت به لمنبوذها الأوحد، وشمان حافظت عليهم واحدا أعلنت به ملكية جسدها له والآخر أعلنت به ملكية قلبها فسارت مجرد قيمة على ما يملكه من الاساس

*********
خطة وضعت بلحظات غيظ سيكون وقعها رهيب على الجميع، خلاص لابد منه ليتحرروا جميعا من عشق منبوذ من أطراف متعددة، احداه تريد أن يخلو لها وجه حبيبها فتنعم به واخرى تريد تشف وانتقام من امرأة لا ذنب لها
-لن افعل ذلك، لم وافقتها من الاساس

فوضى حلت بكتبها أثر هياجها الغير معتاد فلطالما كانت ذات طباع رصينة لا تظهر ما تشعر به، ندم حل بقلبها حين وافقت تلك البيضة بما خططته بل واتصلت بأحد رجالها هي لينفذ الخطة وحين قررت التراجع كانت الخطة قد نفذت بالفعل، كرهت سلطتها واموالها التي جعلت أمرها يطاع بلحظتها دون تردد فبليلة واحدة نفذ ما طلبته وانتهينا والان ستنتظر موتها البطيء الذي سيسعد السادي بتنفيذه اذا ما علم انها هي من يقف وراء ما حدث اما الاخر فقد سبق وهددها ان فرصتها تلك لن تعاود اذا ما اخفقت.

**********
صراخ وبكاء ملء قصر بنيني أثر اختطاف ابنه العزيز، ام مكلومة فقدت ابنها بلحظة فتسابق الدمع باعينها حين رأت غرفته خاوية عدا من أغراضه، أسرعت بتجاه زوجها تبكي وتستنجد به
-فعلتها الدونا، اختطفت ابني ستفان، لم تنجح قديما بقتله والان عادت لتنفذ ما فشلت به
دموع وشهقات جعلته يفقد تركيزه للحظات قبل أن يقرر خطوته التالية، ترك قصره الذي رغم تأمينه الا ان احدهم تجرأ وخطف ابنه من بين رجاله الذين سعد بإطلاق النار عليهم بطريقه للمغادرة تاركا خلفه جيش من الرجال فاقدي الوعي فهو لم يفرغ منهم بعد ليقتلهم ببساطة حتى يعود بابنه اولا ثم يعود لمحاسبتهم مرة أخرى.

**************
ساعات مرت منذ اختفاء انطونيو بنيني علمت العائلة خلالها بما حدث، فرد منهم اختفى فتعددت الاتهامات بكل اتجاه، اعداء كثر سيكونون صوب أعينهم حتى ظهور الصغير مرة أخرى والا كانت بحور دماء ستغرق معها المدينة.
-هل عثروا عليه
تساءلت جينا وهي تلحق بشقيقها الذي يهرول مسرعا للداخل كي يقوم بتغيير ملابسه سريعا قبل المغادرة مرة أخرى
-لا، ولكن ليست تلك هي المشكلة
-وما المشكلة إذا؟
-الدونا أيضا مختفية وهذا لا يترك لاحد خيارا الا بالتفكير بأمر واحد
هزت رأسها رفضا لما يقوله شقيقها فتوبيا ابدا لم تكن لتفعل ذلك
-لا، توبيا لن تفعلها وان أرادت لم تكن تجعل احدهم يعلم بذلك
-اعلم ذلك، لهذا سأذهب بنفسي للبحث عنها واخفاؤها لحين انتهاء تلك المعضلة
-ولم؟
-لو أمسكها ستيفان الان لن يكون هذا بالامر الجيد
خوف من غضب استبد برجل حين يريد ان يعاقب احدهم قطعه اربا لمجرد انه مس عمله فما بال من تجرأت واختفت ابنه!

***********
أراد أن يكذب ادعاء نينا، تمنى ان تنفي هي تلك الفعلية عن نفسها، لكنها لم تفعل وذلك ببساطة لانها مختفية، شقتها على حالها، ابنتها بصحبة جدها كالعادة اما هي فقد اختفت ولم تظهر للان، لا أحد يعلم أين هي ومتى غادرت والي أين مما يعني أمرا واحدا انها هي الفاعلة
تعالت رنات هاتفه النقال فاجابه بفراغ صبر لكنه ما لبث واحتدت ملامحه حين سمع تلك الكلمة
-عثرنا عليهم
ألم اعتصر قلبه حين سمع ما قاله احد رجاله الذين أمرهم بتتبع سياراتها بكاميرا المراقبة على الطرق، عثر عليهم اذا هي فعلا من اختطف ابنه! لم تك مظلومة هذه المرة، لقد أخذته وذهبت تاركة الجميع خلفها حتى ابنتها!
-لن أرحمك هذه المرة توبيا

**********
رقم سري لا يعلمه أحدا غيره، خطة اتفقا عليها حين يطرأ أمرا ما يستخدم كلا منهم رقم لا يعلمه أحدا غيرهم للتواصل وقد حان الوقت لاستخدامه، اخرج شريحة هاتفه ووضع أخرى قلما استخدمها وقام بكتابة الرقم الذي حفظه عن ظهر قلب
-اين انت توبيا
-انا بمكاني الخاص، فرناندو
-كيف وصل الصبي إليك؟
ابتسمت حين حاك سؤاله بهذه الطريقة فهو لم يشك بها للحظة حتى وهو يعلم انها بالفعل أخطأت بما فعلته بعد ذلك
-لقد ارسلوه لي بأنفسهم، و فروا على خطتي كلها
-اعيدي الفتى توبيا
-لن افعل لقد انتظرت سنوات لافعل ذلك ولن أتراجع الان فانتقامي منها قد بدأ، لقد سلبتني حياتي وسأسلبها انا كل شيء
طلقات رصاص تبعها صرخة مكتومة أطلقها قبل أن يسقط الهاتف أرضا تبعه ارتطام جسد احدهم بالأرض، وكلمات رغم ابتعاد صاحبها الا نها كانت واضحة كفاية ليميز صاحبها
-وانا لن اسمح لك بذلك دونا، حياتك أصبحت عقبة بطريقي ويجب إزالتها
طلقة أخرى أصابت هدفها واخرى اغلقت الخط فلم يتبين حينها ما الذي حدث وان كان ما حدث لن يخرج عن صورة واحدة انها تأذت بطريقة أفضل ما بها انها بين الحياة والموت

**********
لم يستطع احدهم ان يوقف ماحدث، لم يفهموا ما سسب ما اقدمت عليه الدونا بخطف ابن طليقها ووضع نفسها مأزق كهذا، أما هو فلا يعلم كيف سيصد طوفان السادي المنذفع نحوها بشراسة فرغم كونه العراب لا ان الامر قد تعدي حدود سلطانه فالعائلة خط احمر ومن يتجاوز منهم يعتبر خائن وهي استحقت الوسم بجدارة

*********
بعتذر غياب وبارت قصير بس والله غصب عني