الفصل الرابع والعشرون (عشقها وجنونه)

1.6K 53 6
                                    

هروب لاذت به بعيدا عن الجميع، ابتعاد كانت بحاجته كي تعيد تقييم حياتها خاصة وهي تحمل جزءا جديدا منه، نطفة وضعها بلحظة ضعف منه هو وهي ولا تعلم ما الذي ستفعله به الآن هل ستبقى عليه أم تلفظه!
-تحبينه توبيا!
ابتسمت ساخرة من قول اماندا التي تابعت ترددها باتخاذ قرار الإجهاض فعلمت حاجتها له ولابيه أيضا، عشق حاولت وأده فنمى واستوطنها
-بل اعشقه اماندا، عشق لن يتركني إلا وأنا ميتة
-اذا احييه توبيا، اعيديه لك
-لقد حاول قتلي مرتين اماندا!
-بل تركك مرتين توبيا
تغضن وجهها حين سمعت قولها، كيف تركها فالمرة الأولى عاملها كعبدة أفضى لها ما به من ظلام، لكنه بقى بجواره!
والمرة الأخيرة لم يتركها حتى تأكد أن هناك من سينقذها!
-تركني!
-نعم تركك توبيا
تجمعت النقاط أمام أعينها وظهرت حقيقتها، كانت تعلم ما يمر به وما يعانيه، ظلامه الذي احكم سيطرته واستولي على روحه حين ظن انها ستفعل بابنه ما سبق وعاناه وكان سببا بما هو به للآن.

***********
ظلام حاوطه ولم ينفر منه، استلقي بفراشه متذكرا اياها، هدوءها، جنونها عشقها له، تحملها له بكل ما به من عيوب
لمستها له حين يجن جنونه بسبب عمله، عناقها له حين يعود بشوق ينسيه عالمه بعيدا عنها، قبلتها التي اذابت جليد قلبه كلما اقتربت ومحت بشهدها ما يجده من مرار الايام بحلقه، ابتسامتها الحنية التي تطل بها على وجهه العاب فتزيل غضبه بلحظة
-ستيفان
تردد صوتها بعقله حين نادته بحب لآخر مرة قبل انفصالهم، حين غضب من تعاملها الفج مع ابنه ووالدته، حينها اقتربت ضامة اياه من الخلف بحب كعادتها وهمست له بكلمات لم ينسها للآن
-لقد حفظت كل ما بك ستيفان، أما انت فلم تعلم من أنا للآن
تذكر تركه لها دون الالتفات لما قالته، ابتعاده عنها لأيام كي يريح عقله من الصراع الدائر به؛ بين عشقها و غيرتها التي ظن حينها انها ما يحركها، تذكر حين رآها تم بالبقاء ابنه من الشرفة، صرخات نينا واستنجادها به، محاولة توبيا نفي التهمة عن نفسها، ذهاب عقله الذي أفاق على اختفاؤها وعلمه انه عذبها لأيام، طلقها وتزوج نينا وهو لا يشعر!
لم يصارح احدهم بما حدث، لم يخبر أحدا انه لم يرى عشقه بل رأي باتريشا، اخرج سواده كله عليها واستحوذ شسطانن عليه فلم يرى نينا بل رأي والدته ونفسه بدلا عن ابنه، عوض نفسه عما عاناه وحين أفاق كان قد خسرها!
لم ينس حين رآها بالمشفى، الجميع يظن انه لا يعلم شيئا عن ابنته لكنه شهد كل شيء بنفسه بداية من ميلادها وحتى تقبل والدتها لها، غفوها باحضان والدتها بالكرسي المقابل لنافذة غرفة نومها، بكاؤها حين تشتاق لغناء حبيبته، ابتسامتها له حين تراه مجاورا لهن حين تغفو!
هو لم يكن غاضب بل نادم؛ فملاكه لم تستحق كل هذا وعذب نفسه بالبقاء عله يتب ويكفيه ان يعوض ابنه عما حرم هو منه ولكن يبدو أن حساباته كانت خاطئة كلها خاطئة

************
أنا بخير
كلمات مقتضبة ارسلت بها لوالدها عله يهدأ، لم تحاول أن تشرح لهم سبب اختفاؤها، ما الذي دفعها لذلك واين ذهبت اكتفت فقط بتلك الكلمات فعلموا انها عادت لوحدها التي ما لبثت وتركتها حتى عادت لها مرة اخري
-وما الذي سيحدث معها الآن؟
-ما الذي تقصده آدم؟
-حملها انسيتم ما حدث المرة الفائتة!
كيف لهم أن ينسوا ذلك فحين علمت بحملها حاولت لاشهر التخلص منه بكافة الطرق حتى كادت تودي بحياتها لولا تدخل تشارلوت حينها وطلبها منهم ان تسمع توبيا دقات قلب جنينها، حينها لم تتوقف عن البكاء حتى اغمى عليها وهي تعتذر لطفلتها والآن هي وحدها برفقة طفولتها وجنينها الذي لا يعلم أحدا اهي على علم به ام لا!

*********
نائمة باحضان كطفل  برئ لا يشغله عن العالم شيئا، عشقها فروضت الذئب بداخله وجعلته جرو لطيف يعمل على رغبتها، وصار هو مدمنها
فتحت أعينها لتجده يتاملها بوله تمنت لو رأته بعينيه تلك الليلة، اقفهر وجهها حين تذكرت كلماته ففطن هو لما دار بخلدها
-اسف آني
طالعته بعدم فهم فاسترسل يخبرها ما جال بباله
-آسف لكوني ابتعدت وجرحتك، حينها نظرت لك كما افعل الآن فخفت ان اعشقك، حين لمستك وكنت لي فقط علمت انك ستقدرين على ترويضي فخشيتك، لذلك لفظتك كي لا اركع لك حبيبتي
-ولم كل هذا؟
تنهد وهو يزيح خصلات شعرها للخلف
-عالمنا لا مجال به للضعف، عمي احب امرأة وغدرت به، ستيفان رباها وخانته، حتى ماثيو احب ووقع بالفخ خفت منك وعليك، لمت نفسي حينها لاقت ابي منك وتذوقي حبك، وحين ظننت إنني أسقطت اثبت لي العكس

احقا عشقها لهذه الدرجة، هل خاف منها لدرجة ان يعذبها بهجره بعد استيطانه لجسدها وقلبها؟
-وأكثر جميلتي وأكثر

عانقته بحب وهي تعده انها ستبقى بجواره مهما حدث
-انا لك مايكل وسأظل إلى النهاية
-بل انا هو من ملكا لك اميرتي

***********
غيابها اربك الجميع لكن الفتيات حافظن على عهدهن بها، واصلن عملهن واستمر ن بالاعتناء ببعضهن بغيابها
-آنا هلا توليت أمر مراجعة حسابات طونيو من فضلك؟
-ولم؟ أليس هو شقيقك؟
-نعم، ولكن يبدو أنه يصبو لشيء آخر  غمزت بنهاية جملتها وغادرت لتوقع بعض الأوراق الهامة مو العراب، ذلك الرجل الذي لا تعلم لم تشتاق لرؤياه كل يوم!

*********
اضجع للخلف يدخن سيجاره منتظرا حضورها، شابة تعلق بها ولا يعلم ماهية شعوره هذا احقا عشقها؟ ام انه يبحث عمن تشابه امرأته الهاربة، توبيا اودينى التي نسخت فتياتها على شاكلتها ولكن السؤال هنا لم جينا وليست اي واحدة أخرى ام ان للقدر كلمة أخرى بما يخصه!
قاطع شروده دخول مساعدته فظن ان فتاته قد حضرت لكنه فوجئ بزيارة أخرى

-لقد حضر السيد إيفان
-إيفان!، حسنا الدخليه وحين تحضر جينا اخليها على الفور
أومأ له مساعدته وغادرت كي تأذن للروسي بالدخول.

********
بعتذر البارت قصير بس عشان اواظب على مواعيد التنزيل
دمتم بود

الدونا ( العشق المنبوذ الجزء الثاني ) مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن