الفصل الثالث والعشرون (عادت)

1.2K 57 16
                                    

كما سبق وحدث معها تغيب لأيام وتعود لواقعها علها لا تجده به لكنها تجد اثره باقي بداخلها شعرت به بلحظات هدوءها كأنه يأبى ان يتركها وحدها فتنساه فبقي بحولها حتى باللاوعي، أشرقت زيتونتيها على ضوء الغرفة الخافت فاغلقتهم للحظات وعادت لتفتحهم كي ترى أين هي، فآخر ما تتذكره هو طلقات الرصاص التي أُمطرت بها واستقريت إحداهن بجوار قلبها، و عيناه هو المذعورة حين رآها مضجرة بدماءها، لكنه تركها وغادر حين سمع صوت توقف سيارة احدهم بباحة المنزل الخلفية، لكنها لا تعلم هل تعمد تركها؟، هل هو من اعطي الأوامر بقتلها؟ احترقت أعينها بدموع حبيسة حين وصلت لهذه النقطة، كيف لها أن تحبه وهو من عذبها كل هذا العذاب؟ لكنها لن تفعل بعد الآن

******
اتصال وصله يعلمه باستعادتها لوعيها فأسرع بالذهاب للمشفى كي يراها، ايام مرت عليه وهو لا يعلم كيف تحمل ما اصاب صغيرته، و الأسوأ هو تورط من ظن انها احتلت كيانه، تلك الفتاه التي تغللت داخله منذ زمن لكنه لم يثق بقدرتها على استيعاب رجلا مثله وكم كان محقا، فهي اثبتت انها لا تصلح لذلك

وصل للمشفى ف جدهم يكادون يجنوا، مارك، إلينا وايضا فيرا
-ما الذي يحدث هنا؟
أسرعت فيرا اتجاهه تستنجد به
-لقد اختفت توبيا
-ماذا؟
-وصلنا لهنا فلم نجدها
أسرع للخارج كي يسأل الحراسة التي تركها لحمايتها فلم يجد منهم أحدا!
ووجد الكاميرا التي زرعها موجهة بعيدا عن باب الغرفة
-لقد خطفت! ولكن من فعلها!
لم يجد بدا غير مراجعة كاميرات المراقبة بالمشفى عله يعلم ما حدث مع صغيرته وكيف غادرت المشفى وحدها!
رآها تخرج بمفردها، تتبعها الحراسة التي وضعها لكن يبقى السؤال لم لم يتصل به احدهم واين ذهبت معهم!


********
بأحدي الضواحي ارتاحت توبيا بأحد الأسرة تريح جسدها الذي اونهك من التحرك بعد الركود لأيام عدة، تنفست بهدوء واعادت ترتيب أفكارها المبعثرة، ابنتها، عملها وايضا جنينها القادم!
-هل انت بخير الآن؟
ابتسمت توبيا لمرافقتها الجديدة التي ساعدتها على تنفيذ خطة هروبها
-نعم، شكرا اماندا
ابتسمت اماندا بخجل
-لا تشكريني توبيا بل سامحيني فما انت به بسببي انا
-لا تلومي نفسك اماندا، فنينا حية تخدع بسهولة بنعومة جلدها لكن قبلتها قاتلة
-لقد أخبرتني ان فرناندو هو والد طفلتك شعرت بالخيانة توبيا
-تحبينه؟
-اعشقه توبيا، لكنه لن ينظر لي بعد الآن
شعرت بندمها الحقيقي وحزنها، تعلم أن العشق قد يدمر صاحبه وهي دمرت بأكثر من طريقة
-لا تقلقي اماندا سينتهي كل هذا قريبا فيبدو ان تركي لهذه الحية لم يكن قرارا صائبا
-ما الذي ستفعلينه؟
-ساقطع رأس الحية!

**********
لم تفهم سبب نقله لابنها بمكان آخر بعيدا عنها، منذ إعادتها وهو يبعدها عنه بكل السبل، تحجج بحاجة الطفل لتأهيل نفسي بعد اختطافه ولم ينس ان يحملها مسئولية خطفه فهي لم تنتبه له، لم تشغل بالها فكل ما يعنيها الآن إن تكون اماندا قد قامت بمهمتها وتخلصت من هذه الدونا!
حضر احد الرجال الذين كلفهم زوجها بمراقبة المشفى ووجه يوحي بالكثير
-سيدي لقد اختفت
-ماذا!
راح يقص عليه ما حدث، بداية من وصولهم جميعا للمشفى واكتشافهم أيضا اختفاءها فور استعادة وعيها لكنه ارتبك حين أراد أن يخبره  بامر ما
-ماذا هناك؟
-لقد علمت ان الدونا حامل بشهورها الأولى
تعالت ضحكات نينا الفرحة بما قاله الرجل، اذا الدونا لم تكن قديسة كما شيع عنها ويبقى السؤال الآن من هو والد الطفل
-حقا! اذا القديسة تدنست بالنهاية ومن هو يا ترى صاحب الحظ السعيد اهو الفريدو ام فرناندو؟
ببرود سمع ما قاله رجله. وانتظر حتى انتهت زوجته من سخريتها وأمر رجاله بنسيان الأمر فقد انتهى من أمر هذه الدونا للابد
لم تفهم سبب بروده هذا، هي تعلم انه عاشق لها لن تنكر كما يفعل هو، لم يلمس امرأة غيرها، لم يحب كما تمنت ولو اي امرأة أخرى فكل ما فعله هو الإبتعاد وإطلاق شياطين وحين يسمع انها حامل من غيره لا يأتي بايه رد فعل!

********
غادر القصر وهو يغلي حرفيا، أين ذهبت؟ ومن اخرجها من المشفى بحالتها هذه، كان ألبرتو يتابع الموقف دون حديث حتى انفرد برذيسه بسيارته بعيدا عن زوجته الغبية
-انت تعلم انها حامل منك؟
-اعلم
-اذا؟
تنهد ببطء وهو لا يعلم ما سيقوم به بعد ذلك، ما حدث منذ ايام جعله محتار لكنه سيحاول ان يجمع الخيوط كلها بيديه وحينها سيخرج شياطين لتحرق الجميع اذا ما صدق حدثه

**********
-لقد اختفت الدونا
قالتها جينا بهلع وهي تقتحم مكتب العراب دون الطرق على الباب حتى مما عرضها لمواجهة أسلحة رجاله الذين أشهروها بوجهها حين دلفت للمكتب بهذا التهور
أشار لهم العراب فاخفضوا اسلحتهم وانصرفوا بناء على طلبه واقترب من هذه الحمقاء الصغيرة التي كادت تودي بحياتها
-ما الذي حدث
ارتمت باحضانه باكية
-لقد استعادت وعيها وغادرت المشفى
ربت على رأسها الذي غاص باحضان وراح يطمئنها ان الدونا بخير
-حقا!
-حقا
ابتسمت وهي تمسح دموعها بطفولية وقبلت وجنته
-اذا أين هي الآن؟
-لقد ابتعدت قليلا لتريح نفسها من كل ما يحيط بها من ضغوط
تعلم أن الفريدو معجب بتوبيا ولكن هل يعقل ان تكون هي الأخرى معجبة به
-هل تحب الدونا ريدو؟
ضحك من قول الصغيرة فلو سألته منذ اسبوع واحد لقال انه كذلك لكنه اكتشف انه احد المسحورين بفتيات اودينى وبراءتهن، عشق كونها كانت من نصيب رجلا واحدا واخلصت له حتى بعد ابتعاد عنها وزواجه بأخرى
-بل احب ما عليه الدونا، احب عفتها وتنزهها عن الخطأ، احب اخلصها لقلبها رغم ما حدث معها
-انت محق وهذا احد اسباب تقربي لها والعمل معها، هي الوحيدة التي منحتني جوا ارتاح به بعيدا عن عالمنا.
شعر بشجنها وما تحمله بقلبها الصغير، بيئة تناقض ما رباها عليه والديها وابعدها عنه شقيقها الذي ارسلها لجزء آخر من العالم كي تظل بمنأي عنه

**********
غفت بعد أن أرهقت عقلها بالتفكير، ارتاحت حين جلبت لها اماندا صغيرها فضمتها لصدرها ونامت اخيرا فلم تشعر بمن اقتحم الغرفة وجلس يراقبها كعادته منذ فترة، راح يملي عيناه منها وهو يخطط كيف سيصارحها بما في قلبه
-متى ستكونين ملكا لي دونا؟

*******
هابي نيو ييير 💃💃💃
واحشني والله وبعتذر عن التاخير
التنزيل هيبقى كل ثلاثاء
ولو جهز جزء هنزله قبل الموعد بس خلينا متفقين على ها الموعد

الدونا ( العشق المنبوذ الجزء الثاني ) مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن