الدونا ( العشق المنبوذ الجزء الثاني ) مكتملة

الفصل الاول ( دونا )

بخطا ثابتة تمشي وكأن الكون تحت امرتها لا تلتفت لاعين حاصرتها فابدا ما كانت لتمشي بمكان دون ان تلتفت الانظار وتتسع الحدقات علي اخرها فاصغر زعماء المافيا دونا توبيا اوديني من اصبح اسمها كعملة ذهبية من اكتسبه اصبح بمأمن من العديد من الشرور التي يلحقها شركاؤها بهم خاصة المغضوب عليهم وهي كانت الورقة الرابحة كانت تنجيهم من بطش غيرها وارواحهم هي الرهان المثالي لها
تسبيهم ،تقيدهم ليس بجبروتها بل بحبها فمن يقترب يغرق ببحور عشقها كجنية سحرتهم فلا يقوون علي مقاومتها ويظل الغرق حليفهم حتي تزهق ارواحهم وتهيم بفلكها للابد
خصلات شعرها الغجرى خضعت لارادتها واستكانت بعقدة فرنسية رقيقة اظهرت حلاك سوادها يشقها خصلة زرقاء كانت علامة مميزة لكل من ينتمي لفتيات اودينى ، اعينها الزيتونية احتدت نظراتها راسمة حزم شخصيتها
قوامها الرقيق امتلأ بمواضع صحيحة جعلتها فتنة متحركة لاعتى الرجال زهدا

اجتماع طارئ لزعماء المافيا ستحضره ،ستتقابل مع لعنة حياتها الابدية
عامان مروا منذ تركها له ،او بمعني اصح هروبها من جحيمه الذي احرق عشقها بقلبها فادماه فلم تعد تصلح له ولا لغيره
عيونها الزيتونية اصبحت جامدة فقدت الحياة مع انفصالها عنه فلم تعد ترى من حولها فقط عقلها يسيرها وهي ارتاحت للامر علي طريقته
دونا توبيا اوديني
حياها العراب بمرح فكم اعجبه ما وصلت له الصغيرة باقل من عامين
اقتربت منه وكعادتهم قبلت يديه باحترام
دون الفريدو
ابتسم لها بحنو فهو الاب الروحى لجميع الزعماء بامريكا رغم صغر سنه فهو لم يتعدي الخامسة والثلاثون من عمره لكنه تسلم اللقب عقب وفاة والده منذ عام تقريبا ورغم ذلك حين تراه لن تعطيه عمرا اكثر من ثلاثون عاما
فشعره الاسود المصفف بعناية وعيناه الخضراء ذات النظرات الثاقبة التي تصل لاعماق من امامها تجعله جديرا بمركزه
يليق بك لقب دونا عزيزتي
ابتسمت بعذوبة اذابت قلبه وهي تجيبه بنبرة واثقة
يبدو انه قدرى دون ،ويجب ان استجيب له
اومأ لها واصطحبها بنفسه لطاولة الاجتماعات واجلسها علي يمينه

راحت اعينها تدور بالموجودين وتتذكر كم كانت تكره الالتقاء بهم او حتي رؤيتهم لكنها الان اصبحت واحدة منهم ولكن بقوانينها

لم يكونوا اقل منها دهشة فتلك الصغيرة ثبتت بوقت قصير مكانا لها بينهم وايضا خالفت قوانينهم كلها ورغم ذلك لم تتخطي حدودها مع احدهم

تقابلت اعينهم فلم تنتشر حولهم غير برودة تكاد تجمد من حولهم من يرى نظراتهم لا يصدق انهم كانوا بيوما ما عشاق !!
عشقها الذي انتشله يوما ما من الضياع جعله ايضا يتيه الان للابد
اما هي فقد تغيرت فلم تعد تلك الصغيرة القوية بل صارت امرأة ينحني لقوتها اعتي الرجال
لقد الغت المافيا الروسية الهدنة بينها وبيننا
تحدث العراب بهدوء قاتل رغم سخط الزعماء مما قاله واردف وهو ينظر لستيفان بامعان
يبدو ان هناك سببا لما حدث علي حد قول زعيمهم
اتجهت جميع الاعين صوب ستيفان الذي لم يتأثر بتلميح العراب وظل علي بروده
وما هو ذلك السبب؟
سألت ببرود دون ان تحيد بنظرها عن العراب
مقتل ابن احد رجالهم
وما الذي اكد له ان الفاعل احدنا ؟
الطريقة التي قتل بها اعاد نظره مرة اخري لاستيفان واردف
تخص احدنا بالفعل فهو مميز بها
تحدث ايفان لاول مرة منذ حضور الاجتماع الذي دعي اليه من قبل العراب ليتوصلوا به لحل لتلك المعضلة
لقد اعتقدت ان الامر محاولة للايقاع بيننا ولكنني تأكدت من الامر بنفسي حين رأيت توقيعه علي جثة الرجل
حليف سيتم خسارته لتهور احدهم وهو ما كان يبغضه العراب فالحلفاء يبنون بصعوبة خاصة الروس ليس من السهل اكتساب ثقتهم او التحالف معهم فطبعهم الشرقي يصعب التعامل معه خاصة حين يتعلق الامر بالثأر
لقد اخطأ وكان يجب ان يعاقب
تحدث ستيفان بلامبالاة كأن الامر لا يعنيه
ولما لم تترك امر معاقبته لزعيمه ؟
سأله العراب بنبرة حادة
لانه خائن
قالها ببساطة واردف موضحا
لقد كان يتعامل مع الشرطة كجاسوس علينا وهو السبب الرئيسي في القبض علي ياكوف اخيك
الجمت الصدمة لسان ايفان واخذ يفكر بما قاله ستيفان وبقي ان يتأكد مما يقوله
وما دليلك علي ذلك ؟
هو من اعترف لي بنفسه فكما تعلم انني اكشف الجواسيس بسهولة
انهي جملته واعينه مسلطة عليها فقد جاءت ذكرى تتبعها له بباله ويبدو انها ايضا تذكرت الامر فاعينها لمعت للحظة حين واجهت عيناه
ولكن يجب ان يكون هناك دليلا ملموسا لكي اقنع به رجالي فكما تعلم دون الفريدو الثأر لا مفر منه
حسناس......
قاطعت حديثه مغتنمة الموقف
اسمح لي عرابي ان اتولي هذا الامر
انتشي بلقب عرابي الذي تطلقه عليه حين تريد ان تقنعه بامر ما فتلك عادتها تلعب بحبال العاطفة لديهم وتفوز هي بالنهاية
اخرجت هاتفها واتصلت باحدهم وطلبت منه رد خدمة سبق وقدمتها له وحين وافقها فتحت مكبر الصوت الخاص بالهاتف وسألته
من الذي وشي بياكوف ؟
ياكوف من ؟ اجابها الرجل علي الجهة الاخرى بتوتر
انت تعلم من ياكوف عزيزى فلا تتغابي الان واخبرني ما اريد
حسنا سيدتي هو احد رجال ايفان ولكن لم يعد الامر مهما فقد قتله السادى
ابتسامة نصر ارتسمت علي محياها وانهت المكالمة وهي تتحدث بعملية
وها هو دليلك ايفان ،لذلك اعتقد انك مدين لنا باعتذار
اعتذار؟ هتف بذهول
بالطبع فنحن لسنا اطفال نلهو معا سيد ايفان ،وقبل ان تصدر قرارا بالغاء الهدنة يجب ان تتأكد من حقيقة الامر اولا
قوية واثقة من قولها تدافع كعادتها عن العائلة باستملمة حتي وان كان المعنى هو طليقها وابغض الرجال بنظرها
حسنا اعتذر ياسادة عن تسرعي و.....
قاطعته هي مرة اخرى
ونحن ايضا نعتذر لتخطينا سلطتك علي رجالك
تعجب الجميع من قيادتها للحديث دونا عن الجميع والاكثر غرابة هو عدم اعتراض احدا منهم حتي ستيفان الذي لم يرفع بصره ناحيتها منذ بدأ الحديث كأنه مدعوا لاجتماع لا يعنيه بشيء فاعينه الرمادية ظلت باردة كعادتها كان صاحبها مفارق للحياة
بما ان الامر قد انتهي فلتسمحوا لي بدعوتكم جميعا لحضور حفلا اقيمه علي شرف المافيا الروسية كعربون لحسن النوايا