ياجماعة السفرة دي طويلة .. طويلة طويلة .. مكتوبة خطاوي وبمشيها .. الله يستر علي من مكان الضربة بتاعة الحادث ..
لانو اي قعده طويلة بتـالمني شديد ..
وقالو السفرة دي اقل حاجة 7 او 8 ساعات .. الحلة بتاعة ناس ابوي واقعة شمال الروصيرص .. والبص اتحرك من الخرطوم صباحات الله ..
وبقى داقي الظط ده . وماشي .. اها عمي ركب جنبي.. وخلاني مع الشباك قال لي اتفرجي في البلد الوسيعه .. وانا طبعا دي اول مرة في حياتي اطلع من ولاية الخرطوم قالو (شق الديار علم).. بتونس مع عمي بجهة.. وبتفرج بجهة .. عمي حكا لي عن الاسرة وعن نفسه.. قال انو اتزوج واحدة من الحلة .. ماكان بحبها .. بس ابوها كان صاحب جدي .. ولمن جدي اقترح ليهو يتزوجها نفذ كلامو .. بس بعد الزواج حباها ولقاها انسانة رايعة اسمها نادية .
وجاب منها تلاتة بنات وولد .. البنات كبار فيهن اتنين متزوجات .. واحدة لسع والولد اصغر حاجة ..
وبحكي لي بحب شديد عن زوجته وبناته .. وولده .. اتمنيت لمتين اصل عشان اشوفهم ..
وحكى لي عن اولاد عمتي سعاد انو عندها ولدين كبار وبت واحدة متزوجه وشغالة دكتورة اسنان .. في الخرطوم ..
وحكا لي انو شغال في مجالين .. عندو محل في سوق السمك مشغل فيهو ناس . لكن عمله الاساسي تجارة المحاصيل ..
.. قال لي عمك من تجار المحاصيل المحسوبين في سوق الروصيرص.
ومن خلال كلامو حسيت انو عمي ده شبعان ومقرش.. ماعارفة اذا فعلا كدا ولالا؟ .. المهم استمتعت بالونسة معاهو واخدت فكرة عن الحلة قبل ما اصل ..
ومريت في قرى الجزيرة دي .. وبقرا في اليافطات قرية شنو وقرية شنو .. غايتو السودان ده واسع وسمح سماحة ماشاء الله .. النسيم ده يجيك من القرى والجناين .. حكاية ترد الروح ..
الرحلة كانت جميلة برفقة عمي ابو الفتوح .. زي مابسموهو اصحابو في الحلة ..
كل ماتمشي جنوب في البلد دي.. تتلاشى منك الكآبة والقحط .. والارض تمشي خضرا .. والسهول ممتدة والواطه مكسية بلون الخضرة العجيب .. وفوتنا الحصاحيصا .. ونزلنا فطرنا في حته اسمها فداسي قبل مدني بشويه كدا .. واتحركنا .. وفتنا مدني وفتنا سنار .وصلنا الدمازين وقطعنا كبري .بوصل بين الرصيرص والدمازين
وجنبو طوالي الخزان المشهور .. شغالين فيهو تعليه .. والبحر ده فيهو جزاير جميله كدا فيها اشجار يملاها الفرح والفتوة ..
نزلنا في الرصيرص وركبنا مواصلات تاني مشينا الحله وصلنا العصر الواطة قربت تمغرب ..
حلتنا واقعه شمال الرصيرص .. المدينة ..تلت ساعه خمسه وعشرين دقيقه..
بس هي قرية عجيبه.. والبيوت هناك شكلها غريب اول مرة اشوف الحاجة دي بالطريقة دي .. اول حاجة الحيشان كبار .. والحوش مليان زراعة وحشايش زي الاستاد اخضااااااااار .. الشوارع ذاتها مليانة قش وزراعة نادر ماتلقى ليك ترابة غبشا كدا.. زي الخرطوم الشوم ههه.
والشجر في البيوت اخضر .. غايتو جنس مناظر حلوة حلاه .. والحوش غالبا مابتلقى فيه حيطان وباب وكدا ..الا محل الحريم ..
لكن الدواوين ساي مجدعه في السهلة .. والهوا ضارب ..
ويطلعو سرايرهم دي بره لا خايفين من حرامي .. ولاعندهم قلق من سرقة ..
نحن وصلنا البيت تمام؟ ..دخلت على ناس البيت وعمي شايل لي شنطتي .. لقيت البنات كلهن قاعدات بس مابعرف دي منو ودي منو .. لكن عرفت امهم طوالي اسمها نادية .. مراة من هيئتها وشكلها مرة متقدرة .. وكارزمتها الف .. والبنات الاتنين المتزوجات. واحدة عندها طفلين واحد حايم والتاني نايم جنبها .. اسمها نسرين .. ونهله اصغر وبرضها متزوجة لكن ما والده شكلها عروس جديدة جميله تبارك الله .. والبت الصغيرة الاخيرة دي . اسمها نمارق .. ضعيفة وسكوتة ولابسة ليها نظارات . ومن طريقة قعدتهم شكلهم منتظرني .. طبعا ابوهم بكون اتصل عليهم قال ليهم جايب ليكم بت عمكم .. واحتمال قبل مايسافر كلمهم انو ماشي يجيبني .. وهسي منتظريني يشوفوني كلهم .. وكانو محضرين العشاء باللحمة الماخمج ..
وريحة الشية ضاربة في السماء من العصر شكلهم ضابحين لي .. وفي رجال بره في الديوان .. مطلعين السراير في السهلة وقاعدين يتونسو ويضحكو ..
وانا وصلت منتهية عديل والله .رقدت في السرير حسيت بالحتة لافة بي من التعب .. والمشكلة انو بدن حريم يجن عشان يسلمن علي .. وكل مرة اقوم عشان اسالم واطايب .. وانا ضهري ومخروقتي لغاية رجلي منملة من طول القعدة .. لكن الحمد لله طول السفر ما شكيت لي عمي ..
اها لمن الواطه مغربت مراة عمي دي حست بي تعبانة .. قالت لي تعالي دخلتني جوة ..في اوضة داخلية كدا قالت لي ارقدي هنا.. الحريم ديل مابخلنك تاخدي راحتك .. لغاية مايطلع العشا .. بناديك .. اتوضيت ودخلت صليت وانا جالسه ماقدرت اقيف للصلاة ..
رقدت في السرير دقيقة مافي. روحت في نومة حلوة حلا .. جات البت الجميلة الاسمها نهلة تصحي فيني .. يامهج قومي العشا .. الحمد لله لقيت الالم خف مني واخدت راحتي قومت .. لقيت البيت ملان حريم اظنهم قريب التسعة نسوان .. سلمت عليهن ومبحلقات فيني يعاينن .. واحدات كبار ومعاهن بنات صغار في عمرنا كدا ..
المهم شكلهن جايات للشمار شكلهن كدا ..
المهم اتعشينا فضلة خيركم واتونسنا وسألوني من دراستي واهل امي وبحكي ليهم عن خالتي الساكنة معاها وبناتها .. كل خير الحمد لله .. والبنات قاعدات يتهامسن وانا طبعا سماااعة واضني خفيفة .. عايني عيونها عايني شعرها .عايني لونها ..بت عسل ماشاء الله .. وتعليقات البنات المعروفة . ماعارفات الهموم الفوق راسي ..
اها من شكل البيت ده.. والعفش الموجود في بيت عمي فتح .. والبنيان والحال الشايفاهو ده.. عمي ده فعلا من اغنياء المنطقة .. كمان الدهب اللابساهو نادية ده موضوع براهو .. الراجل ده محنفل شديد .. بس ماظاهر فوقو.. زول متواضع لدرجة غريبة .. عربية ساي شكلو ماعنده ..
المهم الناس بعد الونسة ديك.. فرتكو على اهلهم .. وباكر من الصباح انا قمت بدري مرتااااااحة والله الجو حقهم ده بجيب العافية في الجسم .. يعني الزول ينوم يقوم الصباح نشيط .. والله معناها الخرطوم الشوم .. اوهم بلد في السودان ..
ياخي لمن الشمس دي طلعت.. والشعاع طالع من بين فروع الاشجار كانو زينة احتفالات برجوازيه ..
واصوات الطيور .. مختلفة زي الكانها بتغني بأنتظام ..كل طاير صوته يختلف عن التاني .. والخدار ده مندي ..ومفرهد كدا حكاية والله مابتتوصف ..
نفسي اجري في الزراعة دي وادردق كدا هه
عديت اجمل ايام في حلتنا ومسقط راس ابوي .. وكل مرة بتذكر ابوي واتخيل طفولته وشبابو هنا ..
ودي الحلة الظلمت ابوي وخلتو يهاجر .. لي قسمتي انا عشان اجي في الدنيا دي ..
عمي جانا الصباح وقال لي اها يامهج كيف لقيتي البلد ؟ قلت ليهو جميلة ياعمي ماشاء الله والحالة انا لسه ماشفت حاجة ياعمي..
قال لي ..عليك بنمارق تحومك البلد وتوريك اي حتة عايزة تشوفيها ..
بعدين انا لمن اجي من السوق بوديك لعمتك سعاد تزويها في بيتها ساكنة في طرف الحله من شمال ...
قعدنا شربنا الشاي باللبن .. والله طعمو ذاتو مختلف من حق الخرطوم المسيخ القاطع الطعم .. شربت كبايتي وكبو لي تاني .. كان ما خجلت كنت عايزة كباية تالته ..
نسرين تتبسم وتعاين لي شايلة ولدها دي بت عمي فتح الكبيرة .. ملامحها جميلة ولونها فاتح سمينة شوية .. وشكلها مرتاحة الظاهر راجلها برضو مقرررش .. من شكلها بيوحي بكدا .. وكلامها معجن كدا زي البنات الدلعانات.. وزولة بريئة شديد ..
قالت لي شكلك ح تقعدي معنا في الحلة يا مهج.. لاني شايفة البلد عجبتك .. قلت ليها والله البلد مبالغة ياخ .. عشان كدا انتو لابدين هنا لاقين الجو الخطير ده ..
قالت لي نشوف ليك عريس مننا هنا وتسكني معانا هنا ..تسيبي الخرطوم وزحمتها .. وقعدت تضحك نظام بتهظر .. قلت ليها لسع بدري علي انا يانسرين..
نهله قالت لي والله نحن جادين تاني مابنفرط فيك .. نهلة دي الوسطانية .. زولة جميلة جدا حجمها متوسط ..
وراسمة حنة .. قلت ليها انتي اتزوجتي متين يانهلة؟ .. قالت لي قبل سنتين .. لكن لسع ربنا ماقسم لي ذرية حصل لي اجهاض قبل فترة وتاني ماحصلت قسمة ..
بس البشوفها يقول متزوجة ليها شهر او اتنين بالكتير .. نشيطة وخدامة ونضامة.. خشمها ده اصلو ما بعتر ..
بتونسن معاي وعمي قاعد هناك بشرب في الشاي ولابس جاهز ماشي السوق ..
ونمارق قاعدة ساكتة ساااي في عمر 17 سنة كدا وخدورية لابسة نظارات وضعيفة وهادية شديد ..
اصلها مافتحت خشمها بكلمة .. بس لمن تجي حاجة مضحكة. بتتبسم .. وانا مركزة معاها هي اكتر من التانين .. عارفين ليه؟ لانو الانسان السكوت بكون عنده هيبة غريبة .. وبتكون انت عندك حب استطلاع تعرف دواخلو وتفكيرو .. بس هو مستمتع بالصمت ..
الصديق ود فتح اصغر زول في البيت عمره 15 سنة . دايما طافش من البيت ولابس عراقي وطاقية وسديري وشايل عصايتو .. بقرا ولا مابقرا مابعرفو . لكن شكلو كدا راعي غنم . وما اتكلم معاي نهائي.. بعاين لي من بعيد لا بعيد .. وعامل فيها جادي وداخل في شخصية راجل البيت .. شرب الشاي واقف علي حيلو وفات ..
بعد الشاي طلعنا انا ونمارق مشينا اتمشينا بالشوارع العاملة زي حدائق 6 ابريل والساحة الخضرا .. واجمل بكتير .. حاجة طبيعية كدا حقة ربنا . ونزلنا علي الجناين تحت زارعين الموز والجوافه ..وشجر النبق ده يااااه انا خميت نبق كتير لاني بموت في النبق..
جينا راجعين وفطرنا وعمي لمن جا من السوق نزل ليهو خضارات وفواكه وحاجات بالهبل .فضلة خيركم.. راجل خيرو وافر ..وضراعو اخدر..
قال لي يامهج عمتك قالت لازم نجي نتغدا معاها .. نقوم نمشي العربية منتظرانا برة .. خالتو نادية قالت ليهو قول بسم الله .. كدي شيل نفسك وكب ليك موية فوق جسمك ده وغير هدومك ديل من عرق السوق ..
قال ليها اي داير استحم واغير لكن راقدة دي مافي ..
المهم طلعنا مشينا طبعا نهلة المسلطة اصرت تمشي معانا ..المسافة مابعيدة لكن عمي مادايرني امشي بكرعيني ..
لمان وصلنا بيت عمتي سعاد لاقانا واحد في الباب .. عمرو زي تلاتين ما اكتر . زول طويل وقيافة كدا صلاة النبي.. وسامه الف هه .. عمي قال لي ده ايوب ودعمتك سعاد .. سلمت عليهو عاين لي شديد في عيوني لمن استحيت .. دخلت جوه.. لاقيت عمتي سعاد لاول مرة .. مراة طويلة وصحتها سمحة .. ومابتشبه ابوي وعمي .. ديل نحاف كدا ودي ماشاء الله تقول ما اختهم ..
سلمت علي وبكت .. شديد .. وانا ذاتي بكيت .. وكيفك يابتي وصحتك واخبارك .. والله نحن يابتي اللوم المتلومنو .. الأسف مابزيلو .. ان شاء الله ربنا يغفر لينا .. والله كل ما اتذكر فيصل اخوي البحصل علي ان شاء الله مايحصل على مسلم ..
قلت ليها استهدي بالله ياعمتي .. كلها اقدار .. مكتوبة ومسطرة .. دايرة اخفف عليها شوية .. اها اتونسنا شويه كدا وعمتي قالت لي عمي فتح .. البت ماشاء الله يا فتح ..خلقة واخلاق .. قال ليها لسع انتي ماعرفتتيها كويس.. مهج دي زولة ملايكة يا سعاد .. قالت ليهو الجواب باين من عنوانو ..
خجلوني هه ..
قالت ليهو اها يا فتح .. كلمتها؟ فاتحتها في الموضوع؟؟ .. قال ليها قولي بسم الله ياسعاد هي جات متين ؟
انا طبعا قلبي قال شححح شححت شحشيح السيح والريح .. ياربي ياتو موضوع ؟ قلت النعمل فيها ماخاتة بالي .. بقيت بتوسوس مع نهلة ..قلت ليها عمتي بنتها وين؟
قالت لي في الحرطوم دكتورة بتجي هنا في الاعياد بس ..
والعم والعمه مواصلين في موضوعهم .. وانا بتكلم مع نهله بجيهة .. وراخية اضاني ليهم بيجيهة ..
عمي قال ليها والله ما اتكلمت معاها.. قلت لمن يشوفها وتشوفو .. قالت ليهو هو ماعندو مانع .. لكن الكلام هي ؟؟
عمتي قبلا علي قالت لي يا مهج .. نحن والله دايرنك تقعدي معانا هنا ونعدي باقي عمرنا ده جنبك .. ونحس فيك بوجود فيصل..
قلت ليها ياريت والله يا عمتي.. انا اصلا ارتحت شديد في بلدكم ..
انا طبعا ياجماعه بالجد مخي بقى يودي ويجيب.. ياربي بكونو عايزني للولد اللاقانا برة ده؟ .. غايتو كان بقى هو .. ماعندي مانع .. بوافق طوالي هه .. بسكن معاهو ان شاء الله في الواغواغ .. زول غايتو مافيهو كلمة والله.. المهم .. بتكلم براي في سري ..
اتاريهو الموضوع كدااا ايوااا.. كويس ياعمي اصبر لي ساي.
الى اللقاء