صليت قعدت شويه.. ومشيت اصحي ابووي .. قعدت جم كرعيهو وبقيت بصحي فيهو براحة بهبشة لطيفة كدا .. دي اصلا انا بصحيهو كدا ..
ابوي .. ابوي .. ابوي قوم الصلاة فاتتك ..
ماصحا بي ..
ابوي ده نومو حفيف اقل هبشة بصحى..
مالو الليله غرقان في النوم كدا؟؟ ..
بس اصلا ما اتحرك ولا فتح عيونو ..
جيتو من قدام وشو وبقيت بهبش في كتفو يا ابوي ..
يا ابوي قوووم ..
فجأة قلبي قال شحححح ..جاتني خوفة..
انو ابوي تكون حصلت ليهو حاجة ..
لدرجة اني خفت ادقق فيهو بتنفس ولالا ..
خايفة من مجرد الفكرة انتو فاهمني صاح؟
بس في حاجة لاحظتها غصبا عني .. لقيتو ..
كأنه مبتسم ابتسامة جميلة ..
لكن مافي صوت انفاس ..
قربت منو لقيت ماااااااافي نفس نهائي ..
ختيت يدي في قلبو ..
عشان اشوفو شغال ولالا .. على حسب فكرتي الضعيفة ..
يعني كان ممكن امسكو من يدو محل الساعة..
او الشريان الرئيسي في الرقبة ..
لكن انا كنت بس بهمني قلبو يكون شغال ..
للاسف مالقيت اي بصيص امل من نبضات القلب..
تخليني اطمن شوية ..
خليتو راقد في رقدتو دي..
وقمت جارية جري مبالغ فيهو ..
وقلبي مقطوع جريت وين .. لي عم حسين سيد الفرن..
الوقت ده الساعة ستة ماجات ..
يعني يادوب الناس بكونو طلعو من المسجد الواطة مضلمة .
ما وضحت كويس ..
الاولاد الشغالين الفي الفرن.. لمن شافوني استغربوا ..
يابت الجابك في الوقت ده شنو؟
ومالك خايفة ومرعوبة كدا ..
ونفسك قايم في مشكلة؟؟
في زول ساكيك؟؟ قلت ليهم عايزة عمي حسين ..
ابوي تعبان .. ماقلت ليهم مابتحرك ..
قالو لي عمي حسين في بيتو لسه ماجا ..
امشي البيت بالشارع التاني ..
قلت لهم بعرف بيتو انا.. وجريت بنفس السرعة ..
ودقيت باب عمي حسين ..نفسي قايم وصدري من جوة مسخن .. جاني طالع شايل سبحتو .. قال لي خير يابتي مالك ؟ ف الوقت ده ونفسك قايم كدي وقلبك مقطوع ان شاء الله مافي عوجة ابوك مالو .؟
قلت ليهو ابوي.....ابوي .. ياعمي حسين .. اهه.. اهه.. اهه .. ماقادرة اتكلم من شدة الأنفاس ..
ابوي ابا يصحى من النوم قدر ماصحيتو ..
عمي حسين قال لي دقيقة طيب دقيقة بس .. انتي اهدي شوية اهدي ..
جرى جوه لبس طاقية بس .. وجا معاي ماشي بسرعة شديد ..
واناقلبي يقول لي قولي ليهو اجري ياعمي حسين اجري ..
بس الراجل كبير في السن ما شكلو بقدر يجري ..
عمي حسين وصل البيت وانا مخليه الباب فااااتح ..
دخل جوه لابوي في غرفتو ..
وانا واقفة وراهو بعاين لابوي وبدعك في يديني .. وبرتعش ..
في نفس الرقدة الخليتو فيها ..
عمي حسين هبش ابوي بهنا وبهنا ..وفتح ليهو عينو كدا وقفلا راجعة.. وقال انا لله وانا اليه راجعون ..
اسمعي يابتي انتي بت واعية وفاهمة.. خليك مؤمنة بامر الله .. صاحب الامانه شال امانتو ..
ابوك انتقل الى رحمة مولاهو ..
بس انا صرحت صرخة تاني ماحسيت بروحي..
الا صحيت لقيت النسوان ملمومات فوقي ..
بره الغرفة حقة ابوي .. ولمن صحيت من الغيبوبة ..
لقيت نفسي خايفة خوف ماطبيعي ..
وجريت من الناس .. واي زول يجي ماشي على بقوم جارية منو ..
ومشيت اتلصقت على ركن من اركان البيت ..
وبرجف من راسي لكرعيني ..
والشي الحاسة بيهو ماعارفاهو .. بس حاسة باني دي ما انا .. والناس ديل ما ناس والدنيا دي ماياها الدنيا ..
رشوني بالموية .. وبسمع في الحريم ..وصوتن بعييييد زي الحلم حلم ..
بقولن البت دي حتجن .. البت دي ح تجن .. وانا فعلا بقيت ما مجمعة نهائي .. وحاسة بطنين في اضني .. وزنة في راسي ..وما عايزة اتقبل فكرة انو ابوي مات .. الفكرة ماعايزة تركب لي في راسي ..
وخايفة انو يكون صح ابوي مات ..وبقول احتمال بكون بحلم ..
فجأة قمت جارية على غرفة ابوي ..
ولمن دايرة ادخل لابوي.. كان في رجال معاهو جوة منعوني ادخل ..قافيلن الباب كانو بجهزو فيهو ..
بقيت اقول ليهم عليكم الله اتأكدوا من ابوي ..
احتمال يكون ما مات ..
ماتستعجلوا خلو الدكتور يجي..
احتمال ابوي يكون في غيبوبة ..
ومافي زول شغال بي كلامي ..
وانا ما قادرة ابكي ولا حاسة انو في دموع في عيوني ..
بس مخلوعة وما مجمعة ومشلولة الفكر تماما ..
المهم الحصل علي انا لمن مات ابوي فوق حد الوصف ..
لاني بالجد كأني كنت في عالم تاني ..
كلما اتذكرو بحس انو الدنيا اظلمت في وشي ..
من يوم مات ابوي انا كبرت عشرين سنة .. وروحي شاخت .. والدنيا اتغيرت ..حتى لون السماء بقى مازي زمان .. حتى طعم الموية اتغير في خشمي لغاية الليلة ..
اليوم داك انا ماعارفاهو مر كيف.. لغاية اللحظة دي ..
العزاء كان في بيتنا لغاية العصر..وانا طاشة شبكة بس ..
ناس الحلة جو ومافي زول من اهل الميت يعزوه ..
بجو يعزو عمي حسين مع انو ماببقى لابوي ..
بس لانو ابوي شغال معاهو .. شوفو الوفاء ده كيف ..
مرات في ناس اصدقاء عندهم خوه ..
اخير ليك من خوة اخوك ود امك وابوك ..
والناس بسألو الزول ده اهلو وين؟ .. ومافي زول عارف الاجابة ..
باختصار العصرية كدا الناس قفلو بيتنا ..
وانا ساقتني خالتو علوية زوجة عمي حسين لبيتها ..
وانا طالعة من بيتنا وبعد قفلوه ..علوية سايقاني من يدي ..
عاينت لبيتنا كدا ..وقلبي انقلع من مكانه حرفيا .. حاسة باني ح اموت ..
وصلنا لناس عمي حسين .. وانا ماشفت الشارع وماعارفة اي شي ..
وقاعدة سارحه ومقهية وما مع الناس لغاية بالليل ..
اها بالليل بعد الناس صلو العشا والحتة هدأت ..
انا يادوب اقتنعت انو ابوي مات ..
قعدت اجوعر وابكي بطول حسي ..
وقعدت في الواطة واتمددت ..
ودموعي دي ماعايزة تقيف ..
واتذكر في ابوي وابكي ..
واتذكر ان تاني ما ح اشوف ابو وابكي ..
اتذكر ضحكتو وابكي ..
واتذكر حنيتو وابكي ..
وبقيت اقول ليهم انا عايزه ابوي .. انا عايزة ابوي .. طيب اعمل شنو انا ؟؟
انا عايزة ابوي ..
وناس البيت ديل تاني قعدو يبكو معاي ..
حتى عمي حسين قعد يبكي بطول حسو والله ..
قلت لهم أضربوا لخالتي اميمة تجيني .. انا خايفة ..
لاني والله ياجماعة حسيت فعلا بالغربة.. وخفت خوف ماطبيعي..
وحسيت احساس حقيقي بالضياع بعد ابوي ..
ودايرة اي قشة اتعلق بيها ..
وما في غير اميمة خالتي.. مع انها بتكرهني وبتكره ابوي..
بس انا ماعندي حل .
ناس البيت ديل اغراب.. عمي حسين صاح صاحب ابوي..
ومابعرف زول اقرب منه .. لكن في النهاية راجل غريب..
مني واولاده صبيان وزوجته علوية .. اول مرة اشوفها ..
ما حاسة نفسي مطمئنة وما قادرة استوعب روحي ..
المهم اديت عمي حسين الرقم اتصل علي اميمه خالتي كلمها ..
وانا عديت الليل داك كلو بكا .. لمن حيلي مات ويدي اتشنجو .. وجسمي بقى منمل شديد
والصباح بدري تاني يوم من الوفاة .. انا صحيت مرهقة وتعبانة شديد ..وخالتي وزوجها وبناتا جو في بيت عمو حسين ..
وقعدو يهرجو قالو ليه ماكلمتونا من امس نجي نحضر العزاء .. بس عمي حسين انفصم ليك في خالتي .. عفيت منو ..
قال ليها يامراة انتي مابتستحي علي روحك؟ انتي عليك الله متين اهتميتي بالراجل المسكين ده.. ويتو المغلوب على امرها ..بت طلفلة شغالة في الشارع وعايشة ابوها وانتي خالتها اخت امها مابتسألي منها؟
بالله انتي بشر ؟؟ كمان عندك لسان بتتكلمي تقولي ليه ما وريتوني ؟
قالت ليهو .. انا مابتكلم معاك انت ..انا بتكلم مع البت الهبلة دي ..العارفة تلفوني وما اتصلت علي ..
قال ليها سبحان الله .. انتي عارفة البت دي الكان حاصل عليها امبارح؟؟ .. الحمد لله الماشفتيها .. شوفي حالتها هسي كيف يوم امس خليهو ..
موش الحمد لله الاتكرتك الليله ؟؟ اصلا المفروض تنساك .. لكن هي بت اصيله..
خالتي دي صبت فوقها مطر.. وماقدرت ترد على عمي حسين بكلمة ..
القدرت عليهو ..قالت لي قومي يابت ارح ..شيلي هدومك من البيت ويلا معاي ..
عمي حسين قال لها سايقاها وين ؟؟
دي بتي وانا متكفل بيها ..
تقعد معاي في البيت ده ..
بهتم بيها اكتر من بناتي واولادي..
واقريها احسن قراية ..
وتاني مابتحتاج تشتغل عشان تعيش نفسها ..
دي اقل حاجة اعملا معزة لابوها ..
امشي شوفي شغلتك كدا ولا كدا..
قالت ليهو بلاي عليك ؟؟
يعني الناس يقولوا علي شنو انا ؟؟
خليت بت اختي مع ناس اغراب؟
قال ليها والله غريبة انتي نحن اهلها .. يهدي اسأليها احسن ليها انتي ولا انا؟ ..
خالتي اتلفتت علي .. وانا بس ساكتة ماقادرة اقول كلمة ..
عمي حسين قال لي اتكلمي يابتي ماتسكتي... تقعدي معاي ولاتمشي معاها؟؟
قلت ليهو والله ياعمي حسين انت اهم لي زول في الدنيا دي بعد ابوي .. شوف انا لمن حصل الحصل لابوي ..انت اول زول جيتك جارية ..
انت والله في مقام ابوي ..
وماقصرت معا ومع ابوي ابدا .. وانا شاهده على كل شي .. لكن الصحيح .. انا امشي مع خالتي .. كدا عشان هي خالتي اخت امي .. انا بس عايزاك تكون راضي مني .. ولو ماراضي مابمشي من هنا ..
عمي حسين ده عيونو اتملن من كلامي وقال لي .. والله يابتي انا راضي باي حاجة تسعدك ..وتكوني مرتاحة...
امشي معاها ..
ولو احتجتي لي في اي حاجة تلفوني معاك .. وبيتي فاتح ليك .. واعتبري ده بيتك وانا ابوك وعلوية امك وديل اخوانك ..
قلت ليهو الله يبارك في فيك يا عمي ..
والله فراقي لعمي حسين قطع قلبي من جوة الراجل ده حنين بشكل لايصدق ..
المهم مشيت مع خالتي .. وبناتها .. وراجلها سايق العربية المركبة .. مسكين لابهش ولا بنش .. وخالتي مراة قوية وشاكالة .. وصوتها زي المكرفون وهو بس ساكت زي السواق .. معانا بنات خالتي الاتنين سلمى اللهي في عمري .. وسارة اكبر منها بسنتين .. وعندهن اخو واحد صغير عمر 6 سنة كدا اسمو عبد القادر بقولو ليهو قدورة ..
ماشين على البيت وانا بس ساكته وكل مرة سلمى بتتكلم معاي تقول لي انتي يامهج ح تقعدي معانا طوالي .. انا بقول ليها ايوة ياسلمى ..
وسلمى شكلها فرحانة بي وح تلقى ليها واحدة من عمرها تلعب معاها .. بس ماعارفاني اني مرحلة اللعب دي انا تعديتها وكبرت قبل يومي ..
المهم وصلنا البيت ..
البيت في الحاج يوسف .. بين شارع واحد و شارع الردمية .. لو الزول نزل في شارع واحد يمشي شرق .. ولو نزل في الردمية بمشي غرب .. واقع في نص المسافة مخوزق خوزيقة عجيبة خلاص..
بعد وصلنا ..خالتي اميمة جابتني وقعدتني قدامها وقالت لي اسمعي ياهبلة .. اقعدي قدامي هنا اوريك قوانيني .. دايرة تقعدي معاي... تقعدي معاي بشروط .. عملتي لي اي حركات ..بسوقك اوديك دار الرعاية وتتكفل بيك الحكومة .. سامعه ياااااامهج بت فيصل ..
انا طبعا اول مرة اسمع بدار الرعاية دي شنو ماعارفاها .. بس حسيت انها مكان بخوف .. لانها هددتني بيهو ..
قلت ليها حاضر ياخالتو اي حاجة تقوليها لي بنفذها طوالي انتي زي امي ..
قالت اسكتي بلا امي بلا كلام فارغ معاك.. انا اسلوب النفاق ده مابمر فيني .. حركات ابوك دي بعرفها انا ..
اسمعي يلا افتحي عينك زي الريال ..
وكانت في الوقت داك وشها متغير وهايجة شديد وبتكورك وانا خوفت لمن قعدت ارجف منها .. طول عمري مافي زول عمل فيني كدا ..
وانا من اليوم داك حياتي اتغيرت .. وقصتي يادوب بدت ..
الى اللقاء..