الفْصل الثَّالِث عَشر || اضطرَابَات مُفَاجِئه.

189 19 5
                                    


دَائماً مَا أكتب و أنَا جَالسه على أحد الأسره، و لكن أتعلمون مَا الفرق بينهَا؟
الفرق أننِى أجلس الأن على سَرِير ذو المْرتَبه المْبطَنة بالقُطن المْصرِى، كمَا أننى أسند ظهرى إلى وِسَاده مُبطنه بالفْايبر و ليس حافه السَّرير الخْشبِية.
انتَهت القْصتين الأولى و الثَّانيه و لكن الكْتَاب لم ينتهِ بعد، كما أن القصه الأولى أثَارت شَغف الشَّابين و من منظُورِهمَا لم تنتهى القصه الأولى بعد فهنَاك حلقه بل إن صَح القْول حَلقَات مَفقُوده.

لَيلة أمس كَانت الطْبِيبة حَزِينه مُكتَئبه، شَيئاً بدَاخلهَا تحطم لذا لَم يَعد هُنَاك شىء أخر للتحَطم بدَاخلهَا، استفَاقت من نَومهَا على رَنين صوت جَرس البْاب فاتجهَت مُباشرةً لتفتح..
هِى لم تُبَالِ إذ كَان مَظهرهَا حَسن أو لَا، لم تُبَالِ ببعثرتهَا و لكن عندمَا فتحت البْاب وَ وَجدته أمَامهَا رَمشت قليلاً لتستوعب وجُوده، أفسحت له المْجال ليدخل و تركته عَائده لغرفتهَا.

كَان يمرر يَده فى شعره مُبعثراً إيَاه، مُحدثاً ذَاته بأنه لم يكن عليه المْجىء؛ كَان يجب أن يستأذن أولاً، قطع تَفكيره قولهَا كَلمة كَانت سبباً فِى مَعرفتهما " قَهوة؟!"

" لَا دَاعِ لذلك"

" مِن العْيب أن تَكن ضَيفى و لا أضيفكَ شيئاً ".

ذهبت هِى لتعد القهوة لكليهمَا بينمَا هو دفعه فضُوله للتجول فى شقتهَا، أبيض و رمَادى و أسود ثَلاث ألوَان لَا رَابع لهمَا تلكَ كَانت ألوَان شقتهَا البسيطه الأنِيقه، أكثر مَا لفت انتبَاهه ذلك الجدار الأسود بالكْامِل الذى يحمل أحد أفضل لوحَات رِينيه مَاغريت؛ تسللت الأسئله لتضرب رأسه كإعصَار مدمر ..
لِمَا هذه الأنثى؟ لمَاذا هى من بين النِّساء أثارت شَغفه نحوهَا، يُريد أن يستكشفهَا، يعلم مَا بداخل عقلهَا و لكنه يخشى المْخَاطرة فرجل مثله لم يكن يهتم سوى بعمله و عائلته أن تقتحم أنثى حيَاته أمر جديد عليه رُبما هى ليست الأنثى الوحيده التِّى رآها فِى حياته و لكنهَا الأنثى الوْحيدة التِّى جذبته نحوهَا بقوه.

عَادت حَاملةً كُوبَين من القهوه لتجده وَاقفاً أمَام لوحتهَا المْفضله رُبما ليست اللَّوحة الأصلية و لكن يكفى أن جُزءاً من فَن رِينيه يزين جدَار منزلهَا حتى و لو كَانت لوحه مُزيفه.

ارتفعت زاوية فمهَا بإبتسَامة بسيطة " دائماً يظل رينيه من المْفضلين بالنسبة لى "

التفت ليأخذ كوب القهوة منهَا مُبادلاً إياها تِلكَ الإبتسَامة " لِمَا هذه اللَّوحة بالتحديد ؟"

ابتسمت ابتسامة خفيفة لإعجَابهَا بفكرة أن يهتم أحدهم لمعرفتها، لمعرفه ذَاتهَا و كَيَانهَا، يسألهَا عن الكْثير و هذا يُعجبهَا للغَاية رُبمَا لأنهَا تُحب أسئلته دون غيره.

Liefdesverdriet I.  BLACK LOVE. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن