الفْصل السَّابع عَشر || لِيفيدسيڤرديت، عِشقٌ أسود.

152 17 0
                                    


لَا أحد مِنا يعلم مَا يَشعر به غَيره، نحن لا نَعلم اى شىء عن حتى المْقربين مِنا فكُل مِنا لديه خَباياه، حتى و إن وصف الشَّخص لك مَا بدَاخله أنتَ لن تَستطع أن تُساعده بأى شىء سوى المْوَاساه.

نحن نَعش فِى أغرب فترة زَمنيه على الإطلَاق، فترة لَا يستطع الإنسَان أن يفهم مَن حَوله حتى أنه لَا يستطع أن يفهم ذَاته لذا لجأ الكْثيرين للإنتحَار مُعتقدين أنه الحْل الوْحِيد..

لرُبمَا كَان فعلاً هو الحْل الوْحِيد حينهَا، حتى أننى فكرت فِى الأمر ذَاته و لكن مَاذا بعد ذلك؟

عدم فهمك لذاتك قَد يؤدى إلى هلَاكك المْحتم، و هَا أنَا ذا بدأت أفهم ذَاتى حتى لَا أهلك.

مُستشفى بوليكلينكو' مِيلان.

تَسير فِى الطْرقة ذهاباً و إياباً تنتَابهَا تلكَ الحْيرة حول قرَار مَارتن، هى لا تَستطع فهمه مُؤخراً؛ بسبب انشغَالهَا مع شاب المْقهى أصبحت لَا تفهم الأشخَاص الأقرب لقلبهَا، هى لم تَعد كمَا كَانت، أصبحت مُهملة فِى حق الكْثيرين و لكن مَاذا عساها تفعل!
إما أن تختر ذَاتهَا و سعادتهَا و ذلك بالاعتراف لشاب المْقهى و إما أن تختر سعادة المْقربين منهَا و ذلك بعدم قُبول عرض شاب المْقهى.

هى مُحيرة و هذا وَارد الحْدُوث.

بعد العْديد من المْناقشات انتهى الأمر بمارتن و بهَا فِى تلكَ الغْرفة المْجهزة للعملية، كان الأمر صعباً عليهَا خُصوصاً بعد هروبهَا ليلة أمس و عدم نومهَا بسبب كَثرة التَّفكير فيه.

كَانت حَاله الهلع و الاضطراب تملأ الأجوَاء و لكن مَارتن كان يُحفز الطْاقم ببعض الكْلمَات، هو بذاته يعلم أن فُرصة نجَاة ذلك المْريض الذِّى أمَامه بسيطة و لكن لعل مُعجزه مَا تَحدث.

كَانت العْملية تَسير على نَحو جَيد حتى نَزف المْريض لتضطرب هى و تبدأ يديهَا فى الارتعاش، لم يكن علىَّ مُشاركته' هذا مَا كَان يدُور فِى عقلهَا.

توقف النَّزيف لتستعد شجاعتها و تُكمل و لكن و لسوء الحْظ نزف المْريض مُجدداً، خرج الأمر عن السَّيطرة، حتى مَارتن بدأ القلق ينشر دَاخله.

خرجت من تلكَ الغْرفة مُتحركة ذهاباً و إياباً خَائفه و مُشتته لا تعلم مَا الذِّى يَجب عليهَا فعله، حَالتهَا النَّفسية سيئه و هذا هو أسوأ مَا فى الأمر ...

" أنتِ لن تَكونِ أى شىء، مَا أنتِ إلا نَكرة عديمه النَّفع، لا فائده مِنكِى، فتَاة عَاق، كَئيبه و ليست كبقيه الفْتيات، غبية، أتعلمين كم دفعنا من أموَال حتى تُصبحين مَا أنتِ عليه، أنتِ لم تفعلِ شيئاً أبداً "

كان ذلك الصَّوت بدَاخلهَا، ذلك الطَّنين فى أذنيهَا كَان كَافياً لجعلهَا تضع يديهَا على أذنيهَا و تهمس بصوت يكاد يُسمع " كفى، أرجوكَ كفى ".

Liefdesverdriet I.  BLACK LOVE. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن