Part 06 عصرة قلب

214K 9.6K 4.3K
                                    

              تعرضت البارحة لسطو مسلح ..

إمرأة أشهرت ضحكتها بوجهي ..فسلمت قلبي على الفور..

..............................................................................

كان الجو خريفيا بحتا...المطر توقف عن التساقط و الجو دافئ رغم السماء المغطاة بالغيوم و أوراق الشجر غطت الطريق أمامها بعدما تساقطت في موسمها سامحة للشجر بأن بستريح من ثقلها و أخيرا...

هناك ..كان يسير سالفاري على الرصيف بطوله الذي يتجاوز طول معظم المارة ...واضعا أيديه داخل جيوب معطفه الأخضر الداكن الطويل و ملامحه كانت هادئة صامتة و بجانبه ميلينوي تسير لكن ليس على الرصيف الجاف ..بل على الأرض المبتلة أين توجد تجمعات للمياه كأنها تود النظر لوجهها في إنعكاس الماء أينما تسير و قد وجد سالفاري ذلك غريبا بعد غرابة موضوع التقاطها للصور كثيرا...

فهما يتجولان منذ ربع ساعة و في تلك الدقائق التقطت أكثر من عشرين صورة..هاتفها في يدها  و العالم حولها أما ما صورته فلم يفهم سالفاري منه شيئا...

كونه لم يعلم بالضبط أين توجه كاميرا هاتفها لكنه رأى بعضا مما صورته ...كما أنها بدت غير خجولة من فعل أمر كهذا و رفع هاتفها وسط الطريق و أمام المارة لالتقاط أمور غريبة غير واضحة....

لم تصور نفسها و لم تصور شيئا واضح المعالم ..كمبنى أو شجرة مثلا...كانت تصور انعكاسات فقط...بدت مهووسة بالانعكاسات...انعكاس السحاب على نافذة سيارة...انعكاس المارة على زجاج المحلات...انعكاس طير على بركة المياه التي أسفل شجرته...

يقال أنه على المرء أن ينتبه للأشياء التي تلتقطها عدسة المصور...ففي الحقيقة روحه تلتقط الأمور التي ترغب بها سرا...و هذا جعله يلتفت لميلينوي مرة أخرى و يسترق النظر إليها ليرى أنها تسير بهاتفها و تنظر نحو الإنعكاس في المياه كأنها تحاول إيجاد زاوية جيدة لانعكاسها...

شعرها البني منسدل حولها و وشم ظاهر على جانب رسغها في اليد اليسرى التي تحمل بها الهاتف و كعادته دوما حين لا يحب شيئا...فعند رؤية تلك الوشوم ظهرت تقضيبة و زينت جبينه لذا رفع أنظاره لوجهها و كيف كانت وجنتيها تبدوان لطيفتان ممتلئتان بعدما كانت تعض على شفتيها بحنق وهي تحاول تعديل إعدادات الهاتف و كاميراته...

حين تراها من هذه الزاوية تعتقدها لطيفة بوجنتيها و بشرتها البيضاء التي تشبه بشرة الأطفال لولا أنها شوهت نصف جسمها بالوشوم ...إلا أنه حين يظهر ذلك الإنزعاج على ملامحها حين لا تحصل على ما تريد تدرك أنها ليست بلطيفة... فهي رفعت إصبعا واحدا و بهزة أبعدت غرة شعرها قليلا بتكبر ...تعجب هو كيف لإصبعها أن يظهر ذلك النوع من التكبر على خصلات شعر بنية...

حركة بسيطة بإصبعها و طريقتها في النظر بحدة لهاتفها كأنها تود ضربه لعصيانها جعله يمسح على أرنبة أنفه و يسارع بأبعاد ناظريه بابتسامة خافتة ...

نظارات و وشومحيث تعيش القصص. اكتشف الآن