نظارات و وشوم

Part 31: سُحب الأحلام

رميتُ كل القواميس في النار

ثم سميتكِ لغتي..

.............................................................................................................................................

استيقظت ميلينوي من نومها على صوت هاتفها فاعتقدته المنبه لذا سحبته من جانبها على السرير تنوي إضافة خمسة دقائق أخرى لنفسها ..

لكن حين فتحت أعينها جزئيا بانزعاج من ضوء الشاشة تفاجئت أن الظلام لا يزال يغطي الغرفة فرمشت تقف قليلا تستند على مرفقها...

الصوت لم يكن صوت المنبه بل صوت مكالمة هاتفية ..مكالمة من سالفاري في الفجر..

تسارعت نبضات قلبها لأنها فكرت فورا أن هناك شيئا سيئا حدث لذا طار النوم من أعينها و أجابته..

" سالفاري ؟.."

" هل يمكنكِ النزول بعد خمسة دقائق ؟.."

سؤاله أوقف عقلها عن العمل لثوان خصوصا و أنه قاله بهمس لذا رمشت تنظر حولها لغرفتها المظلمة نوعا ما بسبب أن الشمس لم تشرق بعد و حين تأكدت أنها مستيقظة كليا مسحت على شعرها تنزع غطاء السرير عنها و تقف بينما هاتفها عند أذنها ترد عليه :

" ما الذي يجري ؟ إنه الفجر سالفاري ؟ هل حدث شيء ما ؟..."

" لا..فقط أريد أن أريك شيئا ما .."

" تريني شيئا ؟ هذا الشيء لم يستطع الإنتظار حتى نلتقي مع وجود ضوء الشمس و عقلي الصاحي كليا ؟ .."

" لا..لا يحتمل التأجيل..لكن أعتذر على إيقاظك من النوم في وقت غير لائق.. أعدك أنها الأخيرة ..."

الطريقة التي قال بها هذا كانت بنبرة ظريفة و تكاد تقسم أنه قالها بينما يمسح على أنفه بخجل..و رغم أن نبرته خففت قليلا من هلعها بأن شيئا ما حدث إلا أنها رفعت من فضولها لذا وقفت أمام نافذتها تزيل الستار تنظر للاسفل و لحسن حظ الطيور و الحيوانات خارجا أن الظلام لا يسمح لهم برؤية أنها بثيابها الداخلية فقط...

" إن كان شيئا غير متعلق بالجنس .. التدخين أو وفاة أحدهم فصدقني يستحسن أن تكون هذه آخر مرة تتصل بي فجرا .."

فورا سمعت صوت ضحكته ببحة على الهاتف و لا تعلم إن كان هذا تأثير استيقاظها في هذا الوقت المبكر أم لا لكن نبضات قلبها تسارعت و ارتسمت إبتسامة على شفاهها و هي تمرر أعينها من النافذة تحاول رؤيته لكنها لم تستطع لأنها من نافذتها لا ترصد مدخل البوابة أو الطريق خارجا..

" انزلي و يمكننا التفاوض حول حصولك على واحد من الثلاثة..."

اتسعت إبتسامتها رغم أن معرفتها به تؤكد لها أنه يقصد السيجارة على الأغلب بين الثلاثة ..لذا أفلتت الستائر تمسح على غرتها تتجه للحمام قبل أن تتوقف فجأة لما استوعبت..