حين رآها أول مرة أخبر والدته :
" أمي..ليست كل النجوم في السماء .."
...........................................................................................................................................
دست بيرسبفون رأسها أسفل وسادتها لتتوقف أمها عن إزعاجها بالأصوات و هي تتجول في غرفتها لكنها للأسف لم تتوقف و واصلت فعل ما تفعله تسبب فوضى و هو ما جعلها تصدر صوت تذمر و هي تعتدل تجلس على السرير و تمسك وسادتها بقوة...شعرها القصير الناعم ملتصق بوجنتها و أعينها لا تزال حمراء لكنها قضبت جبينها ترى أمها تجر صندوقا ثقيلا تحاول إيصاله قرب التلفاز..
" أمي ..ما الذي تفعلينه جديا ؟..."
" أود مشاهدة بعض التسجيلات القديمة ..."
قالتها أمها و هي تفلت الصندوق بإبتسامة و تتجه لتشغيل مشغل الفيديو أسفل تلفاز بيرس التي زمت شفتيها تقول :
" و لما ستشاهدينهم هنا ؟ هل احترقت كل شاشات التلفاز في المنزل ؟ أود النوم أمي..."
تذمرت بيرس بدرامية و هي تدفع غطائها عدة مرات كأنها فتاة في الرابعة من عمرها و هو ما دفع أمها لتقلب اعينها بينما تخفي إبتسامتها و هي تتوجه لغلق الستار على شرفتها ليظلم المكان رغم أنهما في وضح النهار لكنها جعلت الغرفة كما لو أنهما في السينما ...
" أمي...أنا جادة...لما تشاهدين أفلاما هنا و الآن ..."
" لما سأشاهد أفلاما في الصباح هل جننت ؟.."
" ما الذي تجريه إذن ؟..."
الصندوق بدا ثقيلا وهي تجره لدرجة أن أنفاسها بدت متعبة قبل أن تنفض يديها من غبار وهمي ..
" شرائط فيديوهات طفولتك ..."
" ماذا ؟...لا زلتِ تحتفظين بها ...أمي أخبرتك أنها محرجة و يجب رميها..."
" لا أحد يرمي ذكريات طفولته يا حمقاء ثم اخرسي و دعيني أشاهد.."
هكذا فقط تجاهلتها أمها تنحني لتختار بين الشرائط و حين وجدت ضالتها ابتسمت تدخله للمشغل و تجلس على حافة السرير تستعد لتشغيله بينما بيرسيفون تذمرت بانزعاج مجددا قبل أن ترمي جسدها على السرير تدخل راسها اسفل الوسادة و تلف نفسها بالغطاء كأنها ساندويتش كله كي لا تسمع الأصوات على أمل أن تمل أمها من رؤية بيرس الصغيرة المزعحة و تغادر تتركها تكتئب بسلام..
لقد غادرت ميلينوي قبل نصف ساعة بعد أن فشلت في إقناعها أن تذهب معها أو أن تحضر حصص المساء و الآن هي ستعود للغرق في أفكارها الحزينة حيال الحماقة التي ارتكبتها..والدها غادر للعمل مبكرا و أمها هنا كالعادة ...لما فقط لا تحصل على حياة مسالمة أو نوم مسالم...
أنت تقرأ
نظارات و وشوم
Romantizmالجميع ينظرون لوشومها..علبة السجائر في جيبها و سجلها الدراسي المريع ثم يضعون صورة واحدة عنها لا غير..أنها فتاة سيئة و لا تليق بلقب عائلتها الذين يُعاملون كالملوك في كانبيرا الأسترالية وهي تعلمت أن تعيش مع السمعة السيئة و أصابع الإتهام ..لا أحد يعلم...