Part 13 : خوف الفلاسفة من الحب

179K 8.9K 10.3K
                                    

            و ألقيت عليك السلام في صمت..

             كيف حالك يا كل حالي ؟....

.............................................................................

هل يخشى الفلاسفة من الحب؟...

لعل أحدا ما تساءل يوما عن ماهية الحب عند الفلاسفة ..و باعتبار أن الفلسفة تقوم على التحليل و من أهم مباحثها هو مبحث القيم...و الحب أحد القيم الأساسية في حياة الإنسان فكيف دخل الحب لحياة الفلاسفة و صار مشكلة وجودية ؟..

رأى الكثير من الفلاسفة الحب و نظروا له بتمعن بعين العقل...و لأن إيمانهم بالتعقل و بوجوب تحرير المرء من جميع أشكال العبودية 'كالحب' ..دفعهم ذلك لينظروا للحب من كل الزوايا عدا الزاوية التي بنظر لها غيرهم ممن لا يحكمهم العقل في الحياة...و بالتالي الفلاسفة و حتى لا نعمم...أغلبهم نفروا من الحب...و برزت هناك طريقتين لديهم ليتخلصوا من الحب...

كيف يتخلص الفلاسفة من قيود الحب !...

أولا هرب جسدي...الإيروتيكا...أي اعتبار الحب رغبات جنسية يمكن الغرق فيها لفترة و تجاوزها دون أي التزام من أي ناحية...

ثانيا هرب روحي...الخيار الأفلاطوني ...و ذلك برفع الروح و ترفعها عن أفعال كهذه كما فعل الفلاسفة العذريين...

" لقد قرأت كتاب ماري و أود بالفعل...و اعتماد الفلاسفة على طرق للهرب من الحب لن يغير من حقيقة أنه هرب و الهرب اعتراف بوجود ما يخيفنا و بالتالي الإنكار خطأ منذ البداية..."

قالها سالفاري لميلينوي و هو يمسك الهاتف في أذنه بيد و بالأخرى يجفف خصلات شعره العسلي المبلل بمنشفة بيضاء و كان هادئا مسالما في كل حركة تصدر منه...

لا يحتاج القول أنه اتصل بها بعد أن استحم....فتاة الحبر تركت رقم هاتفها مع ملاحظة مهمة و كان عليه أن يستجيب و لمفاجئته كان أول ما سألته له هو عن خوف الفلاسفة من الحب...

و لأول مرة كان يشعر بالمتعة في التحدث مع شخص ما...ذلك لأنه يجد تفاعلا كبيرا منها و فهما لما يدور بينهما ...و شيء آخر ساهم في ذلك ألا و هو إطلاعها بالفلسفة و تبادلها الآراء معه...لذا جلس على السرير حين سمعها تتنهد بخفة و تصدر أصوات من جهتها كأنها تتحرك مكانها...

و ثوان فقط حتى سمع صوتها الهادئ من السماعة و الذي لم يكن مختلفا عن صوتها الحقيقي :

" لو تأملنا لوجدنا الطريقتين وهميتين و غير فعالتين حقا في الهرب من الحب لأن ذلك شبيه بإقناع نفسك أن التربيت على رأس أفعى بابتسامة سيجعلك تقنعها بألا تلسعك...

نيتشه رأى الحب على أنه أنانية و أننا لا نعطي الحب إلا بعدما نحصل عليه و يشعرنا بالرضى...و انتهى به الأمر وحيدا و هو يدرك و أخيرا أن الحب هو العادة التي يحيا بها البشر..."

نظارات و وشومحيث تعيش القصص. اكتشف الآن