نظارات و وشوم

Part 29 : التصويت الخاطئ

كانت مثل بلاد مشتعلة بالثورات

لكنها  صامتة على الخريطة..

.........................................................................................................................................

كزاندر كان يطرق باصابعه على مقود السيارة و ينظر أمامه ...الوقت تجاوز العاشرة ليلا و هو يحدق بسيارة مركونة أمام مطعم ينتظر بصمت و ملامحه جادة..

جانبه كان يجلس كونروي و هو يتصفح هاتفه باعتيادية منذ فترة يرفض التحدث إلا إن كان هناك شيء ليريه له في مواقع التواصل..

" موزس وصل ...لقد قال أنه سيرتاح الليلة ثم يلتقي بنا غدا..."

تحدث كون بهذا يجذب انتباه كزاندر له الذي ارتخت ملامحه قليلا حين سمع بعودة موزس...رحلته دامت لعدة أيام فوق الأسبوعين و حين ينقص فرد من الجماعة يشعر الجميع بذلك..هو يود الاستفسار منه عما يجري بينه و بين بيرسيفون لأنه رآهما يتشجاران طوال سنوات لكن عادة لا يتحملان الإفتراق لأكثر من ساعات و دوما أحدهما ينتهي به الأمر يطلب الصفح من الآخر...

هذه المرة الوضع كان غريبا جدا...بيرسيفون لم تعد تجلس معهم كثيرا و هي التي تحب المشاكل و الدراما..كانت هادئة لفترة كأنها تمر باكتئاب و لو لم تجرها ميلي للجامعة عدة مرات في الأسبوع لقالوا أنها ماتت..

هي درامية و طبعا تعودوا على حلقات غريبة لها لكن ما جعل كزاندر يشك هو أنها سألته مرتين أو ثلاثة عن موزس و متى سيعود ...يبدو الأمر عاديا لكن بيرسيفون تسأله أحدا آخر عن صديق عمرها ؟ الشخص الذي تربت معه و تحفظ كل شيء عنه تلجأ لغيره للتأكد من أحواله؟...

أحدهما فعل شيئا سيئا..و الشجار دام لفترة أطول من المتوقع..

صوت ضحكة كونروي فجأة جعلت كزاندر يرمش بأعينه يخرج من أفكاره و يعيد انتباهه لصديقه و هو يمرر لها الهاتف ليريه شيئا ما فأخذه هو يحمله بين يده المغطاة بقفازات القيادة و رأى الشيء الذي جعل كونروي يضحك...

لقد كانت مجموعة في الفيسبوك تتكون من 427 عضوا ..إسمها ' الأشخاص الطيبين ' ..أغلبها شباب و هناك فقط 19 فتاة فيها من بينهن ميلي و بيرسيفون لأنهما تعرفان كل الشباب في المجموعة..المجموعة موجودة تقريبا منذ ثلاث سنوات و المواضيع فيها غريبة جدا تتدرج من تسريب إجابات الغش في الإمتحانات للفضائح للتصويتات للشباب و هم يتحدثون عن الفتيات للفتيات و هن يتشجارن مع الشبان عن مواضيع غبية عن الجنسين ...حرفيا كل شيء تجده هنا و التفاعل فيها قويا لدرجة كزاندر يغلق التنبيهات خاصتها ..و جديا لو وقعت هذه المجموعة في أيادي غريبة لتدمرت حياة الكثيرين مما فيها من معلومات و أسرار لكنها خاصة و بالتالي هم يبقونها هكذا و يُدخلون فقط من يعرفونهم..