Part 21 : أرنب وسط الضباع

148K 8.8K 5.8K
                                    

لم يكن الغرق مشروطا بالماء فقط..
هناك شفاهك..
.................................................................

علم سالفاري أن ما فعلته ميلينوي تاليا كان متعمدا...لأنها حين رفعت يدها و صفعت الفتاة التي كانت تشدها من شعرها..فعلتها و هي تنظر له بأعينها البنية الواسعة...

و رغم صرخة الألم من الفتاة و وقوعها أرضا...رغم بكائها و ارتفاع الهمسات السيئة حول فتاة الحبر...إلا أنه ظل واقفا مكانه بهدوء .. أوراقه في يده و أعينه عليها...

كانت تقف مرتدية الأسود بمزاج مظلم و كعبها أعلى من جسد الفتاة الملقاة عند قدميها و هنا جسدت معنى إسمها كليا...ميلينوي..آلهة الكوابيس...كانت ها هنا كالكابوس تحوم بالأسود فوق أنثى باكية خوفا...

أمس كان مزاجها جيدا و الآن وجدها تضرب فتاة في رواق الجامعة...علم لما الكثيرون يلقبونها بالمتنمرة..لما يشيرون لها بأصابع الاتهام ما أن يحدث شيء سيء في أي مكان تدخله...

و لا يعلم حتى لما تفعل ما تفعله علنا...هو طبعا لا يشجع التنمر و لا زال متفاجئا مما صدر منها توا لكن استفهامه كان أكبر من لومه...لأن الفترة الماضية رأى جانبا منها أنساه أنها تملك جانبا آخر للغير و بات هذا يجعله مشوشا...

خصوصا وأنها كانت تحاول إيصال شيء ما له...رسالة ما أو مغزى معين بنظرته و هي تقف هناك...لكنه لم يركز فيه بقدر تركيزه مع رغبته في أن يذهب و يسألها عن السبب الذي جعلها تستخدم العنف و تصفع فتاة ..

كانت الفتاة التي تؤمن بعلوية الحرب لكنها لا ترضاها لأحد...الفتاة التي تحب القراءة عن الفلسفة و المسرحيات العنيفة لكن تشفق على أبطالها...

لذا قد يقول الناس حوله عن أنها سيئة لكنه يود أن تنظر لأعينه و تخبره بذلك بنفسها و بفعلها لا أن  تصفع فتاة و هو لا يعلم السبب حتى....

و على الأغلب لن يفعل لأنه لم يتحرك من مكانه  بسبب سيطرة أفكاره عليه و ربما فهمت هي ذلك بشكل مغاير تماما فالتفتت لتغادر تدفع شابان من طريقها لتمر في الرواق عبر الجهة الأخرى تخلف ورائها الفوضى كالمعتاد....

" دوما تفعل هذا .."

" على أحد ما أن يقدم شكوى..."

" أصحاب المال دوما هكذا ..."

" أنظري لسيما المسكينة...لا بد أنها تتألم بسببها..."

" إنها ميلينوي كينغز..."

كانت هذه هي الهمسات التي سارعت آذان سالفاري بالتقاطها ما أن غادرت ميلينوي و باشر الجميع الحديث عنها كأنهم وجدوا موضوع نقاشهم لليوم...

و لم يفترض بهذا أن يفاجئه لكنه فعل...هو يدرس معها منذ سنوات و كل يوم كان يسمع عنها على الأقل خمس مرات...إسمها كان كثير الذكر و دوما مرتبط بأمور سيئة...لكن منذ أن فتحت فمها ذلك اليوم في حصة الفلسفة تخالفه الرأي بدا و كأن كل ما يعرفه و سمعه عنها قبلا اختفى فجأة و تغيرت صورتها في ذهنه...

نظارات و وشومحيث تعيش القصص. اكتشف الآن