𝐏𝐚𝐫𝐭 𝟎4 إشعار بموعد

228K 10.8K 9.4K
                                    

    أَخْبِرِينِي بِكُلّ عُيُوبِك و دَعِينِي أُحِبُّك عَلَى أيَّةِ حَالٍ ..

................................................................................

حدق سالفاري بالسيد وينترز بتقضيبة بين حاجبيه و هو يتمعن في كيف كانت هناك إبتسامة خافتة على شفاهه و هو ينظر لهما من أسفل نظاراته كمن هو سعيد بإلقاء خبر كهذا عليهما...

و لوهلة جعل ذلك سالفاري يلتفت لفتاة الحبر بجانبه و يرى كيف كانت تضع قدما على قدم بتكبر عكس نظراتها التي كانت هادئة..

لا يعلم لما لكن كأنها ككل مرة ينظر لها تستشعر ذلك و تلتفت له...ففعلت ..نظرت له بأعينها البنية الواسعة بنظرة لا يزال غير متأكد إذا ماكانت سلما أم إعلانا للحرب ...

قال باتريك روثفوس ذات مرة أن هناك ثلاثة مخاوف للرجل الحكيم...البحر وسط العاصفة...ليلة دون قمر...و غضب رجل محترم...

هذا جعله يتساءل الآن أيهما هي نظرة أعينها الغريبة هذه ؟...أهي بحر هائج أم ليلة دون قمر ؟..و هل يجدر به الخوف من أعينها أو ما تصرخ به أعينها ؟...

لطالما آمن أن الأعين البنية شبيهة بلون الأرض التي تدفن القلوب و المشاعر  كما تدفن الأجساد الخاوية من الأرواح ... كان يحب دوما أن يجد لأي أرض ينتمي أصحاب الأعين البنية ... فهم يحملون الكنوز داخل حدقياتهم ...قد تكون ذهبية ككنوز إمبراطوريات ركعت أو خطيرة ككنوز سحرة تم إحراقهم....يتساءل أيا منهم هي...و يتساءل هل سيود يوما معرفة ذلك أم فقط يكتفي بتحذير عقله  في أن موسيقاها لا تلائم موسيقاه....

مرة أخرى رأى أعينها تنجرف لشفتيه دون أن تكون هناك هزة تردد على طول رموشها و أجل..هذا جعله يوقن أنها خطيرة كخطر ليلى على قيس...

لذا كان هو من سحب أعينه أولا و مسح بإبهامه على أرنبة أنفه و تلك الحركة بدت لطيفة جدا لميلينوي و بصعوبة منعت شفتيها من رفع راية الإستسلام و الإبتسام...

لم تدرك إن كان حقا رجلا محترما أم خجولا أم كلاهما و في كلتا الحالتين ذلك كان مثيرا في نظرها و لا تعلم إن كان مفهوم الإثارة لدى الغير مرتبط في رجل يزيح أعينه بلطف حين يتجنب النظر لشفاه إمرأة أم أنها فقط تراه كذلك ...

" إيديولوجيا الحرب و فلسفة السلام ..هذا هو موضوعكما ...ميلينوي أنت ستتكفلين بالسلام و سالفاري بقسم الحرب..."

قالها البروفيسور وينترز جاعلا من ميلينوي تنظر له بقليل من الحنق كونه دوما يقطع عليها لحظات تأملها لسالفاري و تساؤلاتها حيال جمال إنحناءاته أسفل الثياب كجمال تفاصيل وجهه...

نعم هي تفكر دوما حيال ما هو موجود تحت الثياب ..لا داعي للاستغراب...و إن أردتم رفع دعوة قضائية عليها بتهمة حصولها على خيال جامح فحاولوا.. !

نظارات و وشومحيث تعيش القصص. اكتشف الآن