Part 07 مباراة خاسرة

198K 10K 17.6K
                                    

      _ هل تفكر بي من حين لآخر ؟...

         _ أفكر بك من حين و إلى الأبد .....

.........................................................................

سؤالها جعل سالفاري يترك ما في يده لوهلة و يسترخي في مقعده سامحا لأقدامه الطويلة أن تأخذ مساحة أسفل الطاولة...

وضع إصبعين على ذقنه كأنه يمسح عليه و يفكر بينما أعينه تحدق بها بأعين تكاد تخترق قفصها نحو قلبها...شعره العسلي يسقط أعلى زجاج نظاراته البنية المثيرة..

يا إلهي ! ...

جلسته هذه جعلتها لوهلة تفتح أعينها بتوسع لكنها سارعت بإخفاء ذلك و اكتفت بإظهار إعجابها داخليا و كيف بدا في هذه اللحظة بالذات و بجلسة كهذه كأنه في وضع المسيطر...ليس كما يبدو عادة هادئا و مبتعدا عن الحدود ...بدا مختلفا وذلك جعل قلبها يرفرف لوهلة..

و إضافة لذلك فتح فمه و قال لها بنبرته التي يجدر أن يتم وضعها في علبة و تحتفظ بها لوحدها :

" أخبرتني عن الإتجاه و أنه على المرء إذا أراد أن يتم سماعه سلبا أو إيجابا فعليه على الأقل أن يتم توجيهه نحو قلب الحدث الصحيح....و بالتالي لما توقعاتك حيال تعاملي وفق ذلك عكس ذلك ؟..."

قضبت ميلينوي جبينها رغم أن حاجبيها لم يظهرا ذلك أسفل غرتها المثالية مع ذلك من نظرة أعينها قرأ سالفاري عدم الفهم هناك أو ربما كانت تنتظر مزيدا من التوضيح منه...

لقد قصد بحديثه بطريقة أو بأخرى أنه وافقها على ما قالته سابقا و أنه يطبقه ...أي بطريقة أو بأخرى كان يخبرها أنه إذا أرادت أن توجه حديثا ما أو تشكل صورتها في ذهنه فبأفعالها هي و أقوالها هي...هو لا يسير وفق ما يقوله الناس...

لذا اعتدل في جلسته كأنه توا انتبه لوضعيته ثم عدل نظاراته و تابع بهدوء :

" ما أكونه من فكرة عنك هو ما أستقبله منك هذا ما أردت توضيحه..."

أنهى كلماته و هو يمسح على أرنبة أنفه و يفتح الكتاب الذي وضعه سابقا على الطاولة بينما هي ظلت جالسة مكانها بنفس الوضعية التي لا تنفك توحي بقليل من التكبر رغم أن أفكارها كانت غير ذلك تماما...

قال أحدهم ذات مرة أنه حتى القوة تنحني للحكمة في كثير من الأحيان و ترى ميلينوي أن هذا ما يحدث الآن...ربما هي تخاف و تحاول التهرب لكن حكمته تخيفها...حكمته تجعلها تشك ربما أنها لن تسمح لها بالمغادرة...طريقته في النظر للأمور و طريقته في النظر لها رغم اختلاف أعين الناس...

إن العالم عادة يرى المرء بقدر توقعاته...أي لا يرونك على حقيقتك...بل كما يتوقعون منك أن تصبح و بالتالي فأهم مشكلة يواجهها الشباب هو محاولتهم لإيجاد أنفسهم بنفسهم...و هذا ما تجاهد ميلينوي لفعله...تحاول أن تخرج من قوقعة الأكاذيب التي تحيط بها من كل زاوية و تنحت نفسها الحقيقية....أو على الأقل تحافظ على الجزء الذي تملكه من أفكارها كي لا يتغير شكله وفقا لتوقعات العالم..

نظارات و وشومحيث تعيش القصص. اكتشف الآن