كل الخرائط تؤكد..
أنت أرضي..
..................................................................................................................................................
17:44 pm
تم قتل سقراط بتهمة تخريب عقول الشباب في أثينا..هل السبب الفلسفة أو ما تستهدفه الفلسفة؟..
في الحقيقة ذلك مشابه تماما لما يحدث في زمننا..فيومها لم يتم قتل سقراط فقط..بل كانت طريقة السلطة العليا في قمع السلطة الدنيا أين نترجم ذلك اليوم في أن سلطة الحكومة تقمع سلطة العلم..
و المشكلة حقيقة لم تكمن يوما في الفلسفة بحد ذاتها بل برؤية الناس للفلسفة...فسابقا كانوا يرونها خطرا على الحكم ذلك لأن الشباب من الفلاسفة كان يشككون في مبادئ السلطة بأنواعها..كانوا يبحثون عن تعريف للديموقراطية و للقوة..تعريف للسلام و للحرية..و الحكم كان يسجن ذلك و يقيده..
لذا السؤال الحقيقي هو..هل حقن الفلسفة للشباب هي تقوية أم تعرية؟..
الفلسفة كالعلم سلاح ذو حدين...الشباب في رحلة لاستكشاف ذاتهم لذا الفلسفة تأتي بجواب عن من نكون و كيف نكون ..تأتي بجواب عن سياسات الأخلاق و مبادئ الإجتماع...لكنها أيضا تجعلك تشكك في كل شيئ حولك..في أصلك..في دينك..في ولائك حتى ..و بالتالي تصبح خطرا على من حولك باعتبارك فردا من المجتمع يسير بالفلسفة نحو التطرف و التمرد..
الفرق بين الشباب و والديهم كفرق سقراط و الحكومة التي قتلته..الشباب الآن جميعهم فلاسفة بدورهم حتى و إن لم يدركوا ذلك فجميعهم واعين لما يحدث حولهم من سياسة و اختلال أخلاقي و ضياع فكر و أسئلتهم تغطي كل ذلك..أما والديهم فهم السلطة التي أمرت بإعدام سقراط كونهم يؤمنون أن الأبناء قوة خاضعة يجب أن تتبع أجوبتهم فقط و أي انحياز عن ذلك هو خطيئة يعاقب عليها قانون العائلة..
الجواب يكمن حقا في سقراط بحد ذاته و تعامله مع الفلسفة..هل كان يملك غطرسة التفوق العقلي؟...لا..بل على العكس تماما..سقراط كان دوما يعتبر نفسه تلميذا للعلم رغم العلم الذي بلغه..لذا الفلسفة تكون تقوية حين نعاملها تعامل النزاهة غير المتكبرة و تكون تعرية حين نستخدمها كسلاح نترفع به عن غيرنا و نضع أنفسنا في قمة السلسلة..
أنت تقرأ
نظارات و وشوم
Romanceالجميع ينظرون لوشومها..علبة السجائر في جيبها و سجلها الدراسي المريع ثم يضعون صورة واحدة عنها لا غير..أنها فتاة سيئة و لا تليق بلقب عائلتها الذين يُعاملون كالملوك في كانبيرا الأسترالية وهي تعلمت أن تعيش مع السمعة السيئة و أصابع الإتهام ..لا أحد يعلم...