Part 14: الحب حارق كالفودكا

178K 9.1K 9.5K
                                    

             الخمر يُسكر من يعاقر كأسه..

           و عيناكَ خمر بلا كؤوس تُسكر...

....................................................................

السياسة..السياسة غير البريئة..السياسة المتخفية تحت ستار الليل تمارس العهر تحت غطاء البرجوازية و ترفع نخب النصر على عذرية شعب كما يتم رفعه بعد انتخابات من الحاكم الأسوأ ؟...

كان هذا كل ما يحيط ميلينوي تنظر له بأعين الأرض خاصتها التي لم تدفن شيئا من هذا العالم سواها و لم تطبق فن إغواء الحب سوى مع فيلسوف واحد..

فتاة في الحادية والعشرين أنى لها أن تعرف عن السياسة ؟ كيف لعقل يافع أن يقول بأن السياسة هي جلسة حياكة و طرز حيث الجميع فيها يسعون لإنتاج جمال منظم كجمال ريش الطاووس و بهاءه لكن الحقيقة أنه لا أحد يرى العقد و البشاعة في الجانب الخلفي..

ألا يحق لفتاة تدرس السياسة و الفلسفة وتكون إبنة رجل سياسي بأن تتحدث عن كرهها لما تطبقه من سياسة أنثوية تضم نفسها بذلك لفئة الحياكة و الطرز ؟...و الحقيقة تقال مشكلتها لم تكن في سياسة أستراليا أو سياسة بلد معين...بل مشكلتها أنها انغمست في شيء لا تحبه...غرقت و تشربت من مياه السياسة ما يكفيها و صارت الآن تود أن ترسو على شاطئ يخصها وحدها..كان عليها منذ البداية أن تكتفي بالسياسة التي تعيشها و التي تلفها كل يوم تخنقها عن سابقه و لا تختارها كتخصص و كهوية..

 
تخصص المرء سواء أراد ذلك أم لا سيكون يوما جزءاً من هويته..سيتم  ختمه رفقة إسمه في بطاقات الدعوة الخاصة بالحياة..ماجنا كنتَ أم قديسا...ستكون دوما مرفقا بلقب آخر كمهندس أو كعازف و حتى كقاتل..كأن هذا العالم لم يكتف من وضعنا في علب مغلقة كأعواد كبريت صار الآن يحصرنا بمهن شريفة وفق النمط المتعارف عليه..

ألا تستطيع هي أن تكون فقط فتاة حرة من نفسها و من العالم..ألا تُعتبر هذه مهنة شريفة..أن تكون إنسانا ..فقط إنسانا..هل لو أرفقوا رفقة إسمها كلمة كهذه ستسقط الأحكام ؟..

اليوم هاهي هنا تدرس السياسة و فتاة الحبر هذه ستصبح يوما من فئة طرز و حياكة الحقائق...لو كان بإمكانها أن تضع عبارة على السماء ليراها كل البشر لكانت عبارة واحدة فقط..واحدة لا غير..

'كن ما تريد أن تكون' ..

كن ما تريد أن تكون لأنك حينها ستنام و أنت ترسم لنفسك حياة قد انطلقت و لن تنام لتتحسر على حياة ماتت..

" هيا لدي بعض الأشخاص لأعرفك عليهم..الأمر يخدم مستقبلك.."

صوت والدها جعلها تستدير تبعد أنظارها عن تحديقها بالنافذة و تلتفت له تحمل كأس شمبانيا لا تزال الفقاعات على سطحه جديدة تراه يمد يده يشير لها لتتقدم يحثها لتسرع على القدوم معه..لذا وضعت كأسها جانبا بملامح هادئة لا تظهر ذلك القدر من اللامبالاة داخلها ...

نظارات و وشومحيث تعيش القصص. اكتشف الآن