11:تلك اليد

2.1K 193 12
                                    

كان السير ديفيد ومثل أي يوم ممل آخر جالس في مكتبه يطّلع على أوراق امتحانات أكاديمية السحر الملكية ويكتب تقارير مفصلة عن مقدرات ومواهب كل طالب من الطلاب المتقدمين للامتحان,و حيث كانت ريشة الحبر تقوم بالعمل وحدها على الأوراق والمستندات في حين جلس هو أمام نافذة مكتبه يشاهد القمروهو يلقن الريشة ماعليها كتابته .

...شكراً مجدداً على إنقاذي وعيناك الحمراوان كانتا جميلتان للغاية عندما توهجتا لا أعلم لما لديك الانطباع بأنهما يعطيان شعوراً بعدم الراحة ...لقد صرخت من شدة انبهاري بجمالهما وليس العكس ..." تردد ذلك الصوت العذب في رأسه للمرة الخامسة منذ الصباح  .

"تباً لم انا أفكر بفتاة صغيرة مثلها؟ وما الأمر مع مدح لون عيني إنه ليس وكأنني الوحيد بعيون حمراء ...ابن عمها جوناثان لديه نفس اللون ...حسناً ليس نفسه تماماً ...فعيناي أكثر قرباً للأحمر الداكن بينما عيناه كما لو انهما سقيتا من نهر الدم ..."وضع يداه على عيناه لتغطتهما علّه يتوقف عن التفكيربالأمر وأطلق تنهيدة طويلة .

"هل أصابني الخرف المبكر لأجد وقتاً لمقارنة لون عيناي مع الآخرين ...هههههه ... وماذا مع تلك اليد الصغيرة الدافئة لقد كانت رقيقة للغاية لو لم اتواجد هناك لكانت نهايتها بالتأكيد! أعني بيد صغيرة وعظام رقيقة كتلك شعرت كما لو انني إن ضغطت قليلاً عليها لتحطمت ..."

نظر الساحر ليده اليمنى محاولاً تخيل تلك اليد الرقيقة التي أمسكها للحظات "أكانت بذلك الحجم ياترى ؟ربما علي تحيتها مرة أخرى وذلك فقط لأعلم حجم يدها..." تنبه الساحر عندما غمست الريشة نفسها في المحبرة لتمتلئ بالحبر لمواصلة الكتابة "لاااا...أيتها الريشة الحمقاء لم يكن عليك تدوين ماقلته قبل قليل"ثم أخرج عصاه من جيب عباءته الطويلة ولوح بها لتشتعل الورقة وتتحول لرماد ."آه هذه الورقة الخامسة بالفعل التي أحرقها اليوم فلنُعد كتابة التقرير من جديد ..."

*** 

"هل لديك ماتقوله ؟"سأله الدوق بنبرة تهديد...

"لا...لا أعلم ماذا أصابني أرجو أن تعذروا تصرفي غير المهذب "قال جوناثان وهو معقد لحاجبيه.

"لابأس أصبحنا معتادين على تصرفاتك غير المهذبة أخي تصرف آخر لن يحتسب" قالت ماري واعتلت وجهها ابتسامة مكر .

هنا أشار الدوق للخدم لرفع المقبلات والإتيان بالأطباق الرئيسية .

"ليزي سمعت عن ماحدث البارحة من كبير الخدم من الجيد أن السير ديفيد كان متواجداً "

"السير؟ "تظاهرت ليزي بعدم معرفتها بلقب ديفيد فهي من المفترض أن لاتكون على علم بهويته وإنما أنها تعتقد أنه مجرد ساحر من سحرة القصر الملكي .

"أوه أجل أنت لاتعرفين ذلك .." ثم بدأ يشرح لها بهدوء عن ديفيد وبالطبع هي أمور تعرفها مسبقاً من الرواية .

فخ الوردة الذهبيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن