4:لقاء مارجريت

3K 267 16
                                    


التفت ليزي نحو مصدر الصوت وكان كما توقعت تماماً إنها مارجريت وبجوارها ميرنا ... كانت ميرنا وكمعظم باقي الفتيات النبيلات ذات بشرة بيضاء وعيون وشعر بلون بني فقد كانت السمة الشائعة للفتيات في المملكة لكن العناية التي حظيت بها كابنة الماركيز بلوفيلد الوحيدة جعلت شعرها البني العادي مميزاً فقد كان متفرداً بلونه الذي اقترب للون الشوكولا فيما بشرتها كانت تنضج حيوية واشراق... ومع طولها المتواضع وجسمها النحيل فقد أعطت إحساساً بالنعومة والرقة فهي الفتاة التي تتربع على عرش الأوساط الاجتماعية  كزهرة المجتمع الأولى ...حسناً لم تستطع ليزي المجادلة بلقبها عندما رأتها فشعرها المجدل بجدائل صغيرة قليلة متفرقة من مقدمة رأسها إلى نهايته والزهرة البيضاء الموضوعة على أذنها وفستانها ذو اللونين الأبيض الصافي والأخضر الذي يشابه براعم الزهور في نضرتها وعقد الزمرد الأخضر الذي يتوسط رقبتها  جميعها أكدت على استحقاقها اللقب.

 أما مارجريت وكغالب الشخصيات الشريرة في الرواية فهي ذات جسم جميل بخصر نحيل وانحناءات مثالية وبشرة ناصعة البيضاء مائلة للحمرة لتتناغم مع شعرها الأحمر المتقد كلون الدم القاني ولون عينيها الأخضر العميق مع بعض النمش الجميل المتناثرعلى أنفها الصغير ووجنتيها المرتفعتان مع طول فارع كما لو كانت عارضة أزياء بريطانية مشهورة أتت لتقديم عرض أزياء في كوريا... لقد أبرزت جسدها بشكل مثالي من خلال فستان طويل مريح مخصص للنزهات الصباحية والذي يغطي الأكتاف ويكشف عن يديها حتى المرفقين ويظهر ويبرز عظمة الترقوة ذو لون أصفر هادئ الذي يشبه شعاع الشمس في سكونه وعقد ذهبي حمل شكل جناحي طائر في منتصفه...تجمدت ليزي لثانيتين عند رؤيتها لمارجريت فلم تكن تتوقع هذا المظهر الفخور والذي يخطف الأنظار. 

"أوه لابد أنك مارجريت ابنة عمي ...حسناً فشعرك الأحمر ذكّرني بوالدي ..."

"هل من الآداب ان تتكلم ابنة البارون قبل ابنة الدوق ؟" قاطعتها ميرنا قبل أن تكمل جملتها .

"اه آسفة ولكن أنت من تحدثت معي أولاً وسألتني ماذا أفعل هنا لذا كان علي الرد " أجابت ليزي وأخفضت رأسها قليلاً لتعطي الانطباع بأنها خجلت من سلوكها .

"سألتك ماذا تفعلين وليس أن تخمني من أنا " قالت مارجريت بحدة .

"هييي يافتاة لا أعلم من كان مسؤولاً عن تعليمك في الريف ولكن آداب العاصمة تختلف كثيراً!عليك التعلم بسرعة فالعاصمة لاتحتمل أغبياء مثلك !" قالت ميرنا ساخرة من سلوك ليزي فمن العيب أن تبدأ بالكلام مع من هم أعلى شأناً منها .

"أنا آسفة كل مافي الأمر أنني سررت لرؤية الآنسة مارجريت هنا فهي لم تحييني البارحة وأنا لم ألتق بها من قبل ! "هنا أشارت ليزي لخطأ مارجريت في عدم تحيتها على الإطلاق مع أنها المضيفة في المنزل ولذا كان عليها على الأقل تحية ضيفتها بشكل لائق.

فخ الوردة الذهبيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن