_الجزء التانى _
الحلقة الثانيةفى مكان أخر حيث الصحراء الصفراء التى تسقط عليها أشعة
الشمس بقوة لتعطى للرمال شكل ذهبى يلمع ...حيث توجد الخيم ..والبيوت والنساء ينتشرون فى الأرض والرجال يعملون فى البناء والرعى والزراعة وأحدهم يعملون بالنحت
فهم لايعرفون عن حياتنا شيئ يعيشون فى زمن قديم
كان فى أحد البيوت الصغيرة يجلس أحد الرجال المسنين
لكنه قوى وهو غانم الجبالى يتكلم مع هذا الوسيم الأبيض ذو العضلات البارزة
والجسم الرياضى نعم هو أدم المهدى...هل يعقل أن يكون هو يلبس جلباب الصعايدة
غانم بتعب : الفرح بعد بكرا يا ولد
أدم : أه يابا...كنت عايز نستأذنك يا أبوى
غانم : جول يا جاسر
أدم : أنى كنت عاوز نروح نشتغل مع وليد أخوى ...بيقول أن الشغل على الأسفلت زين جوى
غانم بحدة : ياولد أنا خايف عليك وبعدين ماله الشغل هنا
أدم : مالوش يابوى ..بس أنا مش هويه ...وبعدين أنا عاوز أشتغل مع أخوى
غانم : طب وجمر (قمر)...هتسيبها عاد
أدم : مش هسيبها قمر هتكون هنا وبعدين أنا مش جوزها أنا خطيبها
غانم : بتغير لغتك لى يا جاسر ...جولتلك متغيرهاش حتى لو زعلان ...أنا زعلان منك يا ولدى
ليجلس بجانبه أدم ويقبل رأسه رادفاً : ميرضينيش زعلك يا أبوى ...أنا نسيت وتكلمت كده ....وبعدين أنا هروح أشتغل مع وليد أخوى عادى أنا مش صغير يابوى
غانم : ماشى يا بنى ...بس متحاكيش حد متعرفهوش ...حاكم بتوع الأسفلت دول جبروت
أدم : حاضر يا بوى
_ليسمعا صوت ما خلفهم يقول ....الوكل يا بوى
ليتأفأف أدم وينظر عليها ذات الشعر الطويلة التى تجذب كل رجال القبائل ...قمر
قمر : كيفك يا بوى
غانم : زين يا بنتى
قمر برقة : كيفك يا جاسر
أدم بصوت جاد : زين
دخل ذاك الوسيم المرح وليد الجبالى وهو شاب عمره ٢٥عام
ملامحة جذابة للغاية وطويل القامة ..يلبس ملابس عصرية
وليد : أزيكوا يا جماعة عاملين أى
لينظر له أدم بتحذير لكن يردف غانم : أنت حتتكلم غير لغتك ياولد
وليد بمرح : معلش يا عمى ...خلاص هتكلم لغتى ...كيفك يابوى ...كيفك ياجمر
غانم : زين نحمد الله
قمر : زين يا وليد كيفك
وليد : زين ....جاسر تعال يا خوى نهنى مرتضى عشان فرحة
جاسر : جاى معاك ...يلا ياخوى
خرج الشابان بمرح ليردف غانم ...: مسكين ...خايف عليه من الأسفلت
قمر : مهيحصلش حاجة ياعمى ...ده جاسر عز الرجال فاكر يوم الملاكمة ..كان ولا أجدعها مصارع
غانم : الظاهر ليه أعداء كتير ...تتذكرى يوم ما جاه هنا
قمر : أطمن ياعمى ...ربنا هيسترها_*_*_*_*_*_*_*_*_*_*_*_*_*_*_*_*_*_*_
فى فيلا الصمداوى تجلس سلمى على سريرها تتأمل ملامح أبنتها النائمة وعلى وجهعا ملامح البراءة ...تقبل جبينها
تتذكر أدم من قبل عندما كان يقف بحزن فى النافذة
سلمى : أدم بتفكر فى أى ..مالك
ليمسك أدم يدها رادفاً : حاسس بقلق ...كل عملية بطلعها مببقاش خايف ...بس حاسس ان أى عملية جاية هتكون
فيها حاجة
لتحتضنه سلمى بخوف ...ليقرب رأسها من قلبه ...ليردف بصوت هادئ : أنا مبخافش من الموت ..أنا بخاف أبعد عنك ياسلمى
سلمى بخوف : متقولش كده ..إن شاء الله ده مش هيحصل
....مش هنبعد يا أدم
ليمسكها أدم وينظر فى عيونها بإبتسامة : طب لو حصل
سلمى مقاطعة أياه: بعد الشر
أدم : مثلاً ...لو حصل وأنا مت ..هتعرفى غيرى
لتمسك سلمى يده بحب وتضعها على قلبها رادفة : إن شاء الله ده مش هيحصل ...وعاوزاك تعرف أنك أول وأخر واحد فى قلبى
أدم : طمنتينى ...طب ما أنا عارف علفكرة
رجعت سلمى ببكاء من ذكرايتها رادفة : أدم وحشتنى أوى
أنا تعبانة أوى من غيرك ...أنت وعدتنى أنك مش هتبعد بس موفتش بوعدك ليه يا أدم
وضعت عشق يدها على أمها وحاوطتها فى حضن ...لتحتضنها سلمى وتحاول أن تنام
فى الصباح
أستيقظت سلمى لتوقظ صغيرتها بحب
سلمى : أصحى بقا ياعشق ....عشان المدرسة
لتستيقظ عشق بإبتسامة لتردف بمرح : أنا كنت صاحية ..بس
مش عاوزة أروح النهاردة يامامى
سلمى : ممكن بقا تقوليلى مبتحبيش المدرسة ده حتى عندك صحاب كتير
عشق : عشان ...أنا ....
سلمى : أنتى أى يا عشق ....اى السبب يا حبيبتى
عشق : أنا عاوزة بابا يودينى المدرسة ...هو بابى جاى أمتى
سلمى بحزن : قريب جاى ...لما حد يقولك حاجة قوليلة قريب جاى ..ماشى
عشق : أوكية
سلمى : هاتى بقا بوسة ماما
لتعطيها عشق قبلة لتحملها سلمى كى تبدل لها ملابسها حيث كانا متشابهين للغاية حتى نفس لون الشعر الدهبى
وبعد قليل خرجت سلمى ومعها عشق ويلاحقهم مصطفى
وتقف مريم بعيداً تودعهم ...خرج الثلاثة وركبوا السيارة مع سلمى التى قادت بهم ...حتى وصلوا
سلمى : أستنوا رايحين فين
لتقبلهم بحب رادفة : متتخانقوش ...أنتوا أخوات صح
ليومئوا وينصرفوا الى مدرستهم ..قادت سلمى للشركة
أما فى مكان أخر حيث أمام العمارات الراقية يقف أدم
ويلبس الملابس العصرية ومعه وليد ..ينظر أدم على العمائر
ليردف بتفحص : هو أحنا هنشتغل أى هنا
وليد : أستنا شوية هيجى الراجل يقسم علينا الشغل وانسى بقا الصعيد اللغة اللى كنت بتتحدد بيها أتحدد بيها هنا
أدم : حاضر يا عم ...بس قولى ممكن نعمل أى
وليد : هنكنس الأرض هنا وممكن نكنس المدرسة دى ونلم الزبالة من الشقق ...كده أعمال كتيرة
أدم : أنا هلم الزبالة
وليد : هو أنت كنت طايل لما تاخد فلوس منهم هتحس أن عادى ....مش أحسن من البنا وهد الحيل
أدم : خلاص خلاص ...الم زبالة ...أحسن ما أنا قاعد فى القبيلة وشى فى وش قمر
وليد : أنا مش عارف مش عاوز تحبها ليه دى حتى بتحبك ...وشيلانا من على الارض شيل
أدم :سيبك منها..... مش عارف حاسس بحاجة غريبة لما جيت هنا ...حاسس أن الأسفلت الطرق شوفتهم قبل كده
وليد بقلق : شوفتهم فين يعنى ...جاسر يلا الراجل جاه
نظر أدم للمكان ثم الى الرجل الكبير ذو التجاعيد والملابس المتمزقة وبها الكثير من الأوساخ وكذلك الرجلين الذى يلاحقوه يمشون وبيدهم السندويشات ويبدو أنها الفلافل أو
الأكلات الشعبية ...يأكلون بشراسة وطريقة حقاً مقذذة
لينظر أدم عليهم بتقذذ ويتجة الى الرجل
الرجل الخمسينى : جيتوا بدرى كويس كده
وليد : أزيك يا معلمنا ...ده جاسر أبن عمى وذى أخويا
بس هو بقا أحسن منى زى ماقولتلك
الرجل الخمسينى : خلاص ماشى يبقى تشتغل معانا بس لازم تكون ناشف ومعاملتك حلوة مع الناس... حاكم دول ذوات
أدم : معلوم يامعلم
الرجل الخمسينى: شكلك جدع ويطمن ...دلوقتى هتروح يارفعت أنت ومجدى على الشارع التانى ...وأنت ياوليد وجاسر هتبقوا فى الشارع ده ...خدوا المكانس ...هتشتغلوا فى الشارع وفى المدرسة هتاخدوا الزبالة وتكنسوا بعد الضهر المدرسة
وليد : تمام يامعلم
الرجل : تعلوا بقا معايا يارفعت انت ومجدى عشان تشتغلوا هناك
وليد : يلا ..ياعم
بعد ساعات من العمل الشاق فى حمل القمامة وتحمل الاهانات وكنس الشوارع ومسح السيارات
تقابلا وليد وأدم الذان أمتلاء بالأتربه أخذ أدم يمسح ملابسه
ويضرب عليها كى تخرج الأتربة والغبار منها
وليد : متتعبش نفسك هيتملوا تانى ...بقولك تعالى بقا على المدرسة زمان معاد المرواح جاه هات الصناديق وتعالى
أدم : فى شغل تانى بعد المدرسة ولا هنروح
وليد : هنسأل الريس ....ومتقلقش من المسكن أنا مأجر أوضة كده هتكفينا إن شالله
أدم : إن شاء الله
دخل وليد المدرسة ليردف موجهاً حديثة لأدم : بقولك أى هتفضل واقف هنا بالصندوق هدخل أجيب الصناديق اللى جوا
أدم : حاضر واقفلك
ظل أدم يقف بعيداً ينظر على الأطفال الصغار وعلى السيارات الغالية التى تأخذ الأطفال ....ليلاحظ أدم مشاجرة بين الأطفال
وبنت صغيرة تبكى بشدة لتسرع دقات قلبه ألماً من منظرها المشفق ليتقدم نحوها
حيث كان بدر يتشاجر مع الأطفال الصغار ...ليرتكز أدم على الأرض ويحاول ان يبعد بينهم
أدم : فى أى ممكن تقولوا أى اللى حصل بهدوء
بدر : بيألسوا على عشق عشان معندها أب
لينظر أدم على تلك البريئة التى أنفطر وجهها من البكاء ليحملها ويمسح دموعها برقة رادفاً : أسمك عشق
لتومئ عشق ..لينظر لها أدم بحب فقد شعر شعور غريب
ليتابع بهدوء : أسمك جميل اوى .... بتعيطى لى
عشق : عشان معنديش بابا وكل لما أقول لمامى تقولى مسافر
هو مش بيجى من السفر لى .... وكل زمايلى دول بيضحكوا عليا
أدم : دول ...طيب تعالى
كان يحملها ليتقدم من الصغار رادفاً : ممكن متقولوش عليها كده ..هى عندها أب
لتردف أحدى الصغار : هو فين مش بيجى معاها لى
أدم : يا صغيرة باباها أنا ...وهاجى كل يوم ليها كمان
لتبتسم عشق بفرح شديد وتطبع قبلة ساحرة على وجنته
خرج وليد ومعه الصندوق ليردف بتعب : تعالى ياجاسر يلا
أدم : حاضر ....خلى بالك من نفسك ...متتخانقوش مع بعض
تركها أدم وأنصرف وهو مبتسم ويشرع بفرحة مفرطة
جاءت السيارة حيث كانت سلمى لتنزل من السيارة
وتأخذ مصطفى وعشق فى حضنها لتردف قائلة : وحشتونى
عشق بإبتسامة على غير العادة : وأنتى كمان وحشتينى ...أنا فرحانة اوى يامامى
ليركبا السيارة لتردف سلمى بفرح : ليه فرحانة بقا
مصطفى : عشان عمو شالها وقال للعيال أنوا باباها
لتبتسم عشق بمرح وتردف : أنا عاوزاه بابا
سلمى : مين ده وبعدين أنتوا لى طلعتوا من المدرسة مش
تستنونى
مصطفى : بدر وأنا روحنا ورا العيال نضربهم عشان زعلوا عشق
عشق بفرح : مامى ...أنا عاوزة بابى زى ده
سلمى بهدوء وحزن : حاضر ياعشق ...هو ولى أمر
مصطفى : معرفش بس كان فى واحد تانى ناداه وهو أخد معاه صناديق الزبالة الكبيرررة ودخل المدرسة
لتنظر سلمى على الطريق بتفكير
فى المدرسة يحمل أدم الزبالة وهو يتحدث مع وليد
أدم : تعرف يا وليد أنا بحب الأطفال أوى ....بس البنت دى غريبة أوى أنا حبيتها أوى
وليد : تعيش وتحب ..أحنا جاين نحب ولا نشتغل
أدم بتفكير : عشق ...أسم حلو صح
وليد : أنا فاكر الأسم ده ...كنت بتقوله كتير وانت نايم ...اى كنت بتحب بنت أسمها عشق
أدم : أحب ....لا الحب ده مش ليا
حملا الزبالة وخرجا من المدرسة بعد أن أخذا الأجر من الأمن
ليمشيا سويا حيث لرئيسهم الرجل الخمسينى ...حيث أخذوا السيارة الكبيرة نصف نقل ووضعوا الزبالة بها لكن الرائحة
جعلت أدم يتألم من معدته بشدة ليجرى بعيداً ويتقيئ بشدة
الرجل الخمسينى : شكلك مش واخد على البهدلة
وليد : معلش أصل معدته حساسة
أدم : لا أنا كويس بس الريحة كانت وجعالى بطنى شوية
ركبوا السيارة ...لينظر أدم على شكل الناس الذى تمشى فى الشوارع وهو يبتسم وزادت بسمته عندما تذكر الصغيرة بملامحها
ليردف : يابخت أهلها ... ربنا يحفظها
أنت تقرأ
سلمى الجزء الثاني
Romanceسينتهى الماضى حقاً واعود الى عيون عاشقه اذابتنى بعشقها لكن مهما كان العشق يفيض سيبنى سد يمنعه فهل انا قادرة علي هدمه سلمى ج٢ لعشاق الأدب الرومانسى