٧ | آثار الماضي

1.4K 192 88
                                    

غمرت الراحة آستريد عندما اغتسلت اخيرًا من أحداث اليوم.
ألم جسدها بعد نهاية كل يوم بالأكاديمية أصبح شيءٌ مُعتاد، هذا ثمن رغبتكِ بأن تُصبحِ مُحاربةً، فهي كل يوم تمتلك على الأقل صفي مُحاربة. وبالحقيقة هي إلى حدٍ ما تُرحب بهذا الألم، فهي وصلت لهذا المكان، وأيًا كان ثمنه، هي ستدفعه بسرور.
لكن وقتها المُفضل هو بعدما تنتهي من كل الصفوف، وعندما ترتخي عضلاتها في مغطس المياه الدافئة، وتغمرها الراحة المؤقتة.

بعدما أنتهت. نظرت آستريد لجسدها العاري من خلال المرآة. وتفحصت ذاتها من رأسها هبوطًا للأسفل، حتى توقفت عند آثر الجرح الذي بجانبها الأيسر.

بلعت لُعابها قبل أن ترفع ذراعها الأيسر، تُرمق أثر الجرح الذي يقبع به. ثم أبتعدت خطوتان عن المرآة حتى تنظر لأعمقهم، بساقها. على الرغم من أنها تحفظ شكله، إلا أنها كلما تنظر لهذا الجرح الذي يمتد من فوق ركبتها حتى نهاية ساقها تجفل. هي تتذكر أنها كانت مُعرضة للقطع بسبب تلوث الأنسجة.

ارتجف جسدها من الذكرى، وأعتصرت عينيها مُحاولةً تجاهل الصور التي تظهر برأسها.

آستريد أصبحت لا تراهم مصدرًا للخجل بتاتًا. بل على العكس. لطالما زرعت فيها والدتها حبهم؛ لأن تلك الآثار دليل على كونها ناجية، وأنها واجهت الموت وفازت.

تذكرت آستريد الماضي، عندما كانت تبكي كل ليلة قبل نومها مُتحسرة على جسدها الذي أصبح مشوهًا، حتى أن بسببه كرهت شكلها من رأسها لأخمص أصبعها، وقد كرهت النظر لنفسها بالمرآة، حتى أنها كسرت خاصتها التي كانت بغرفتها.

لكن هي لن تنسى أبدًا ردة فعل والدتها على الأمر. أمها التي لم تراها يومًا تبكي كانت على وشك فعلها والانهيار أمام طفلتها. هي قد دفنت وجه آستريد بصدرها وعانقتها بقوة، وأخبرتها تلك الجمل التي مازالت محفورة برأسها إلى الآن.
"أياكِ أن تخجلي من ذاتكِ آستر، بتاتًا. آثار الجروح تلك هي التي ستخلق منكِ شخصًا جديدًا، إنهم دليل نجاتكِ وكيف صارعتي مُتشبثة بالحياة. أنتِ قوية آستر، وأنا فخورة بكِ."
ثم رفعت رأسها، مُكوبةً وجنتيها بين كفي ايديها. "أفهم أن الأمر صعب، صدقيني أنا أفعل. كلما تنظري اليهم، تذكري سببهم، أنتِ ذهبتي للجحيم وعُدتي سالمة،" لمست كاسندرا الجرح الذي بساق آستريد، وهذا جعلها تجفل. "وهذا هو الدليل."

ومنذ ذلك الوقت، هي تحاول جاهدة النظر لهم كمصدر قوة. أحيانًا تستطيع، وأحيانًا لا. لكنها لن تنكر أنها لم تُصبح تلك الفتاة الباكية على حالها وكيف انقلبت احوالها. هذه كانت ذاتها القديمة.

احتضنت آستريد ذاتها، وحاربت الدموع التي بعينيها.

أمها كانت مُحقة.
لقد خلقت تلك الآثار من آستريد شخصًا آخر، شخصٌ يمتلك هدفًا ليعيش من اجله.

"ما رأيُكِ بهذا اللون؟" أشارت ماي بسبابتها على ظل العيون سماوي اللون التي وضعته على جفنها العلوي، تأخذ رأي رو به.

أكاديمية إيلڤرسترانجحيث تعيش القصص. اكتشف الآن