٢ | حافة الآمان

2.6K 232 139
                                    

كان جسد آستريد مُتحمسًا لدرجة أنها أستيقظت قبل المعاد المُحدد بخمسة عشر دقيقة.

ظلت بنفس وضعية نومها عدة دقائق، خيوط الشمس الذهبية بدأت تتسلل من خلال النافذة للغرفة.
شعور الحماسة بات يجري بعروقها، والقليل من التوتر؛ ساقاها تهتز وشفتها السُفلية بين أسنانها.

وقفت فجأة، وقررت أن تشغل جسدها بالتجهز.
رتبت فراشها، ونظرت نظرة سريعة على إيكو، نائمة نومٌ عميق، وشعرها الناري مُتناثر حول وجهها وعلى وسادتها.

خرجت من المرحاض وكانت جاهزة، بزيها كڤيناتور: قميصٌ أزرق أغمق من لون عينيها بعدة درجات، فوقها صُدرة سوداء جلدية، وسروال أسود من نفس خامة الصُدرة قد غلفت أرجلها. أرتدت بعدها حذاءٌ أسود، وحزام للأسلحة من نفس الخامة واللون. وقفت أمام المرآة تنظر لنفسها قبل أن تبتسم لصورتها بفخر، ثم بدأت بتمشيط شعرها الكنستنائي.

توقفت عن التمشيط عندما رأت شيء يلمع بالهواء من خلال المرآة ورائها، عقدت حاجبيها قبل أن تُدرك أن تلك الشرارة ما هي إلا رسالة لها.
وضعت المشط على الطاولة وتحركت نحو الشرارة تزامُنًا مع بريقها أكثر، لتظهر ورقة مثنية إلى نصفين.
أبتسمت فورًا وألتقطت الورقة التي تطوف بالهواء، هي تعلم تمامًا من مُرسل تلك الرسالة. كاسندرا بلاك، والدتها.

أستندت على الحائط وفتحت الرسالة لتكشف ما بها.

عزيزتي آستر،

اليوم قد أستيقظتُ مُبكرًا خصيصًا لأجلكِ، ورديتي ستبدأ بعد ساعات. أعلم أنك مُتحمسة وقلقة بنفس الوقت وهذا عاديٌ تمامًا.
لكنكِ ستُبهري الجميع وأنا مُتأكدةٌ من هذا، ستصبحين أفضل ڤيناتور بجيلكِ وستُحققين جميع أحلامكِ كما فعلتِ ودخلتِ هناك.
رغم حزني أنك ستبتعدين لكنني مُطمئنة وأنتِ بإيلڤرسترانج، المكان آمن وممتاز.
سأحدثكِ بعد إنتهاء اليوم حتى نتحدث وتقصي لي ما حدث بيومكِ.

أنا أحبكِ، وفخورةٌ بكِ بشدة.

والدتُكِ.

شعرت آستريد بالضباب يمنع رؤيتها وفورًا رمشت عدة مرات حتى لا تذرف الدموع.
طبقت الورقة مُجددًا ثم وضعتها بخزانتها.

كاسندرا ليست فقط والدتها، بل هي قدوتها وصديقتها وحياتها كلها.
هي من أفضل ڤيناتور بجيلها، وهذا ما ألهم آستريد بأن تُصبح ڤيناتور منذ الرابعة.
هي من علمتها كيف تمسك مقبض السيف، كيف تحمل القوس وتلقي السهام، وكيف تستعمل الخنجر.
ووسط وحدتها، كان مارڤيل سيفها، وأمها هما صديقاها المُقربان.

ألتقطت مارڤيل بيدها، شعور المقبض المألوف غمرها بينما ترفعه أمامها وتنظر لنفسها بالمرآة.

أبتسمت لنفسها مُجددًا، هي تشعر بأنها كاملة الآن؛ فسيفها كذراعها الأيمن.
هي تبدو كڤيناتور حقيقة.

أكاديمية إيلڤرسترانجحيث تعيش القصص. اكتشف الآن