من النادر وجود فترة شاغرة بالجدول الأسبوعي الخاص بآستريد، عدا يوم الأربعاء، إذ أن فترة ما قبل الغذاء شاغرة واستغلتها آستريد للقراءة.
ولم تستطع قراءة أي شيء آخر إلا السجلات، التي كانت مضيعة للوقت لأنها وللمرة ال- هي قد فقدت عد المرات التي قرأت بها هذا الشيء.
زفرت الهواء يائسةً، وقد فركت عينيها المُتعبتان بأصابعها، ثم صفعت جهتي الكتاب قبل أن تسيرُ لقاعة بيلاجوس حتى تتناول وجبة الغذاء.
أثناء سيرها ناحية وجهتها ظلت تتسائل، وبدأ عقلها بفرط التفكير بالعديد من الأشياء، ليتزاحموا كلهم برأسها بنفس الوقت. ما المهم بهذا الكتاب بشدة لدرجة انه مُشفر؟ وماذا يفعل بمكتبة الأكاديمية حتى؟ ومن آل بيكر!؟
بغتةً جميع تلك الأفكار قد توقفت، عندما وقعت عيناها على إيكو وإيڤاندر من بعيد بمجرد خطوها داخل القاعة. بأسلوب الحراس الشخصيين وقفت إيكو، شعرها الناري مُجدل بضفيرتين أعلى رأسها وتصل لظهرها كخاصة آستريد وكعادة جميع ڤيناتور الذين يمتلكون شعرًا طويلًا. وبالطبع أخذ إيڤاندر مكانه بجوار صديقته المُقربة، يحمل تلك الإبتسامة الهادئة التي نادرًا ما تُفارق وجهه.
لكنها الآن ليست مُغفلة حتى تقع بالحُفرة مرتين؛ فهي الآن مُدركة ماذا يقبع وراء تلك الإبتسامة الهادئة والعينان البنفسجيتان الدقيقتان، وأن تلك الشفتان القادرتان على الإبتسام بلطف تستطيعان أيضًا إخراج كلمات مُميتة تُثير القشعريرة بمُجرد أن تُسيء مُعاملة إيكو ستون.
عاد الجزء المُفرط بالتفكير بداخل ذهنها بالتحليل مُجددًا: لما السجلات مُشفرة؟ هل هي وإيكو على وفاق الآن؟ هي لا تُعطي لعنة إن كانا أصدقاء أم لا لكن يجب عليها الإعتراف أنها أخطأت معها ومن المُحتمل أنها ذكرتها بذكرى أليمة ومؤذية بالنسبة لها، وآستريد تعلم تمامًا هذا الشعور. إعتذارها كان الشيء الصحيح، على الرغم من أنها كانت الشخص الوقح والمُثير للإستفزاز أولًا. أما إيڨاندر، فهو سيدرك عواقب ما فعله معها.
من هم آل بيكر؟ لما أسم ديميتير جريس بالسجلات؟ ولما اسمها ليس مُشفرًا كبقية السجلات؟نظرت آستريد حولها بشرود، كأنها قد أفاقت من حلمٍ طويل وتحاول إستيعاب اين هي وماذا تفعل.
هي كانت تجلس على الطاولة بالفعل، حول أصدقائها الذين رحبوا بها ثم عادوا لما كانوا يتحدثون به قبل أن تأتي.
"من آل بيكر؟" أربعتهم قد توقفوا عن الحديث مُتفاجئين، وفورًا شعرت بالندم أن السؤال قد خرج بدون سيطرة منها وأنها قد فعلت شيئًا خاطئًا، لكن الجُزء العقلاني منها قد أقنعها بأن الفضول سيأكلها حية وأنها يجب عليها المعرفة، وهي لن تخسر شيئًا لمجرد سؤال زملائها.
رمقتها أربعة أزواج من الأعين الحادة المُتفاجئة، وقد ردت رو "من؟"
زفرت آستريد أنفاسها. "مر هذا الاسم علي عدة مرات وأنا أقرأ، لذا أنتابني الفضول." رفعت كتفيها بينما تحشو فمها بقطعة البطاطس المسلوقة، هي تحاول بشدة أن تُظهر لهم أن الأمر ليس مهمًا بتاتًا، عكس ما تشعر. لذا قد قالت نصف الحقيقة.
أنت تقرأ
أكاديمية إيلڤرسترانج
Fantasía"أنحنُ الصائدون؟ أم أننا الفريسة؟" ♦ آستريد قد رسمت سبيل حياتها مُنذ الصغر. واحد: أن تتدرب حتى تُصبح ڤيناتور (صائدة لُعناء). إثنان: أن تمحيهم من على وجه الأرض. لذلك عندما وصلت رسالة قبولها لإيلڤرسترانج؛ المكان الذي يكمن به بداية طريقها لحُلمها، هي...