٩ | ستُطاردهما مدى الحياة

1.3K 180 98
                                    

"آيريس!"
-
"ابتعدوا عني!" انتفضت آستريد صارخة، تنفست بجشع بينما تنظرُ حولها بأعين مُتسعة وجسدٍ مُرتجف، تُرمق جميع أثاث الغُرفة وكأنه تهديدٌ عليها، لتنكمش بذاتها أكثر متكورةً حول نفسها.

كان الجسد الوحيد الذي يتحرك حولها هو الخاص بشريكة غُرفتها، إيكو ستون. التي كانت تسيرُ بخُطى بطيئة نحوها، وبيدها زجاجة مياه.

أرجعت إيكو خُصلة نارية وراء أذنها، وتحدثت عندما نظرت لها آستريد بأعين حادة، "إهدأي، آستريد. أنتِ بالأكاديمية. كل هذا كان كابوسًا، لم يكن حقيقيًا." بشكلٍ مُفاجئ، كانت نبرة إيكو هادئة ومُطمئنة، وفي ظروفٍ أخرى كانت آستريد ستسخر منها بما أنها لا تراها إلا بوجهٍ مُتصلب وبفم مليء بالكلمات الوقحة.

أقتربت إيكو من الفِراش لكنها لم تجلس عليه، بدلًا من ذلك هي وضعت لها زجاجة المياه عليه، وجلست على الأرض، بينها وبين آستريد مسافة لا بأس بها. "إشربي المياه، ستشعرين بتحسن." نظرت آستريد لها ثم للزجاجة بتردد. إيكو كانت تضم جسدها بحيث أن ركبتيها تحت ذقنها، وتنظر لأصابعها بينما تُطرقعهم.

أخيرًا، مدت آستريد ذراعها لتلتقط زجاجة المياه. فتحتها وشربت منها عدة رشفات قبل أن تُغلقها وتُعيدها مكانها. ثم قلدت حركة إيكو على الأرض.

هدأت آستريد جسديًا. لكن علقها لم يتوقف عن العمل. مشاهد سريعة تظهر بعقلها، وهي مُجبرة على رؤيتهم.
هي ظنت أنها ستنتهي من كل تلك هذا الهُراء عندما تأتي هنا. ستنشغل وستكون حياة وأشخاص ولن تراودها تلك الكوابيس اللعينة مُجددًا.
لكن هي مُخطئة، هي تعلم أنها خدعت نفسها. فكيف ستنسى الأمر؟ فعلاماته على جسدها، ولعنتهم بداخلها.

هذا جعلها لا إراديًا ترفع كم منامتها والنظر لذراعها الأيسر. حدقت بآثار المخالب التي تمتد من قبل كوعها حتى رسغها، وبغتةً شعرت بنفس موجة الألم التي شعرت بها عندما حاول سحبها أحد اللعناء، وعندما قاومت جرها نحوه أكثر، أظافره أخترقت جلدها وأنشأت ذلك الآثر اللعين التي كرهته وكرهت نفسها بسببه.

هي قد حاولت، هي قد أقسمت لأمها أنها لن تنظر اليه إلا مصدرًا للفخر. لكنها لا تقدر إلا على الشعور بالخزي يملؤها، ويُحرقها. فهي لو كانت مُستعدة، لو لم تدخل تلك الغابة، لما كان حدث كل هذا.

لمحت إيكو بطرف عينيها، مُتذكرةً انها موجودة معها. هي كانت تجلس بنفس وضعيتها السابقة على الأرض، لكن الآن اعينها الخضراء تتفحصها، قبل أن تقف وتذهب لمِقعد المكتب الخاص بها.

"هاي، إيكو،"
"همم؟" همهمت لها بدون الإلتفاف لها حتى.

"آسفة لأنني أيقظتُكِ، وشكرًا على المياه." إيكو لم ترد للحظات، وظنت آستريد أنها لم تسمعها، لكنها ردت فجأة، "لا بأس، لم أكن نائمة أساسًا."

أكاديمية إيلڤرسترانجحيث تعيش القصص. اكتشف الآن