١ | ترحيب غير سار

9.9K 408 204
                                    

كانت آستريد وباقي المجموعة يطيرون بأجنحتهم.

النجوم التي تُزين السماء أكبر وأشد سطوعًا هنا عما كانت بالأرض، وقد شعرت بالسماء حالكة الظلام تحتضنها.

مسحت الفضاء بعينيها، الطُلاب المُستجدون يطيرون حولها لتتأكد أنها تسير بالطريق الصحيح.

"أعدوا أجنحتكم! سنهبط بعد دقيقتين." صاحت إيڤي من الأمام، إيڤي هي من أحدى حُراس الأكاديمية وقد جائت بمكان تجمع الطُلاب الجدد وأخذتهم حتى يذهبوا هناك-للأكاديمية.

أكاديمية إيلڤرسترانچ.

مازال الأمر لا يُصدق لعقلها! هذا المكان حُلمها منذ الصغر، أنتظرت بفارغ الصبر أن تتم الخامسة عشر -سن الإلتحاق هناك- لكن الأكاديمية كانت قد أغلقت قبل أن تتمهم، لسنتين. بعدها عادت السنة الماضية وبدأت بإستقبال الطلبة، وقد تقدمت بأول سنة بعد العودة ولكنها قد رُفضت، مُدعين أنها ليست 'كُفئ' للإلتحاق.

كانت صدمة قوية على آستريد، لكنها كانت الدافع لها حتى تصبح أفضل، لكي تحقق حلمها.
قدمت نفسها للسنة الثانية، وقد فعلتها! لقد قُبلت!

الأمر مازال غير قابلٌ للإستيعاب على عقلها. لكنها سعيدة.

بدأت إيڤي والطُلاب الجُدد بفرد أجنحتهم والهبوط للأرض لتفعل المثل، وبدأ نبض قلبها بالتسارع داخلها.

وهبطوا، هي أمام البوابة!

رمشت بعينيها عدة مرات، تنظر لشعار الأكاديمية المرفوع بينما تلمع زرقاوتيها من الدرع الفضي اللامع الذي بطريقة ما يُنير المكان حولهم، حتى أن القمر من الممكن أن يترك مكانه ويجلس الدرع بدلًا منه. وتحته -الدرع- يرقد اسم الأكاديمية.

"أغلقوا أفواهكم، أنتم لم تروا شيئًا بعد." تفاجئت عندما نظرت حولها، فكما قالت إيڤي كان الكل -بما فيهم آستريد- يحدقون بمدخل الأكاديمية بفكٍ ساقط وفم مفتوح. الطُلاب الجدد ثلاثة-زائد آستريد، وكل واحدٌ منهم يمتلك ملامحه المُميزة.

نظفت حلقها وتقدمت مع المجموعة وإيڤي.

البابُ مفتوحٌ سلفًا. وبمُجرد خطوهم لداخل أرض إيلڤرسترانچ نفسها أغلق الباب تلقائيًا. عيناها أرتفعت مع الشيء السائل الذي وكأنه ينسكب على سماء الأكاديمية كلها لتغليفها، مكونًا قُبة شفافة لامعة.

إيڤي تحدثت، وكأنها تقرأ أفكارها. "هذه تعويذة حماية، نحنُ نحيط الأكاديمية بها لغرض حمايتكم. لا يدخل أو يخرج أحد بمُجرد وضعها."

"اوه واو." همست آستريد.

تفحصت المكان حولها، كان أربعتهم بقيادة آيڤي يسيرون بممرٍ طويل يُحيطه أشجار كثيفة الأوراق. المكان كان مخيفًا خصوصًا أن الأضواء به خافتة.

أكاديمية إيلڤرسترانجحيث تعيش القصص. اكتشف الآن