وسيلة تخدير روزالين لمشاعرها المُضطربة تكمُن في تناول الطعام.
قد ترى أن الأمر عَجيبًا. لكن هذا الشيء الوحيد الذي يجعلها تشعر بالهدوء المؤقت بهذه الأوقات.
قلبها يحترق، ومدى هذا الحريق يصل لحنجرتها وأعينها. هي حزينة على الحُطام الذي أفتُعِلَ من قِبل أكثر شخصين قريبين لها.
والمشكلة الأكبر أنهما لا يشعران بأن هناك شيءٌ خاطئ قد حدث. هما حتى يتجنبانها الآن. لا تعلم هل علمت ماي بأنها تحب نور وأنها أخبرته أم لا. لكن لا يوجد تفسير سوى هذا.
هي لم تخبر أحدٌ قط عن مشاعرها تجاهه، ولا حتى ماي. ففي هذه الأمور تحديدًا شعرت رو أنها لا تمتلك شيئًا بجانب حياة ماي العاطفية. وهي لم تسألها قبلًا لذا هي قد كتمت الأمر. لذا عمليًا أول من يعرف أنها تمتلك مشاعر لنور كان نور نفسه.
أعتصرت عينيها بقوة وتجعدت ملامحها. ياليتها استطاعت محو تلك الذاكرة من عقلها! أو العودة للوراء حتى تصرخ لذاتها من الماضي بأن لا تفعل هذا الهراء!! هي لا تصدق أنها أخبرته. لما قد يفعل فاي شيءٌ أحمقًا كهذا!؟
وضُربت رو من قِبل الحقيقة فجأة. ما كانت تخاف منه يتحقق. هي لا تمتلك أحد. كلهم يرحلون بأشد أوقاتها احتياجًا لهم. فقط لأنها لا تشتكي وطوال الوقت سعيدة أمامهم ولا تُريد من أحد أن يحمل همها. لكنها فالحقيقة تتمنى لو يستمع لها أحدٌ، يشعر بوجودها وتكون غير مُهمشة بالنسبة له.
ربما بالنهاية ستموت فعلًا كشخصٌ منسِي، لن يتذكرها أحد ووجودها بالعالم سيكون كعدمه.
انتبهت رو توًا لعبراتها الهابطة على وجنتيها لتترك الطعام الذي غدا كالورق بفمها وتضع وجهها بين يديها. هي لا تعلم ما الذي تبكي نحوه تحديدًا، كل شيء ينهار أمامها، كل من تحبهم يبتعدوا. ولن يفتقدها أحد.
طُرق على الباب بقوة لتنتفض رو وتمسح دموعها كجريمة ارتكبتها وتُخفي آثارها البينة. "من الطارق!؟" صاحت.
"أفتحي رو!" ردت ماي صائحة لتتسارع الإنقباضات بعروقها. ما الذي تفعله هنا؟
وقفت رو سريعًا ونظرت للمرآة، تتأكد مُجددًا من عدم وجود أية آثار للدموع على وجهها. وعندما انتهت هي قد تحركت نحو الباب، تتنفس الصعداء بينما تفتحه ببطء.
ماي قد دلفت سريعًا بمجرد فتحها للباب. "كنت سأغفو بينما أنتظركِ." تنفست روزالين الصعداء. جُمل ماي الساخرة ليس وقتها الآن بتاتًا.
"تبًا. أكنتِ تُعدين وليمة على فراشكِ رو؟" رمقت الفتاتان فراشها الذي يعتليه عدة ثمرات فاكهة وبعض الحلويات والمُعجنات.
مسحت روزالين على طول ذراعها الأيسر. "لا...هذا كان لي."
ارتفع حاجبي ماي. وبشكل ما شعرت رو بالإستياء من نفسها.
أنت تقرأ
أكاديمية إيلڤرسترانج
Fantasy"أنحنُ الصائدون؟ أم أننا الفريسة؟" ♦ آستريد قد رسمت سبيل حياتها مُنذ الصغر. واحد: أن تتدرب حتى تُصبح ڤيناتور (صائدة لُعناء). إثنان: أن تمحيهم من على وجه الأرض. لذلك عندما وصلت رسالة قبولها لإيلڤرسترانج؛ المكان الذي يكمن به بداية طريقها لحُلمها، هي...