" أسرعوا بالماء الساخن، الملكة في خطر"
" أنا متشوقةٌ لمعرفة نوع المولود"
" أقول بأنها ستلد أنثى جميلةً مثلها"
" ما الذي تقولينه بالتأكيد ستلد ذكر"أصواتٌ متعاليةٌ في بهو الجناح الملكي، الجميع ينتظر مولود الملكة الأول، وبالتأكيد أياً ةان نوعه فسوف يقيمون الاحتفالات وسيكون الأهالي في قمة سعادتهم..
صوتٌ طفلٍ قادم من الغرفة، لقد ولدت على خير، ولكن جميع من بالخارج فضوليون نحو جنسه..
" مباركٌ سمو الملكة ليلي، لقد رزقت بطفلٍ، إنه قطعةٌ من القمر"
قالتها الطبيبة وهي تمرر الطفل الصغير إلى ذراعي الملكة، رغم تعبها وإرهاقها الكبير وذاراعيها المرتعشتان إلا أنها أصرت على حمل طفلها قبل إن تنام مرة أخرى..
" إنه جميل جداً"
أخرجت تلك الكلمات وهي تنظر إلى وجه الطفل البريئ، كان أحمراً وذو خصلات شعر أسود، يداه الصغيرتان كانتا تحيطان بإصبعها.."أهلاََ بكَ في هذا العالم يا صغيري، جاك"
قالت وهي على وجهها ابتسامةٌ مرهقة..
همت بسؤالها الطبيبة " جاك، إنه اسم جميل وقوي أيضاََ، أراهن أنه سيكون أميراََ شجاعاََ ومحارباً قوياََ جداََ"
كانت الأيام والشهور والسنون تمرُّ واحدةََ تلوَ الأخرى، وكان جاك متعلقاََ بوالدته كأنها ستتركه يوماََ ما، يتبعها أينما يذهب، ويبكي عندما تغيب عن ناظريه، لا يحب أن يأكل دونها ولا يحب الاستحمام إلا وهي من تحممه..
كانت ليلي هي الجدار الأول والأخير لجاك، لدرجة أنه لم يعتبر والده شيئاََ أبداََ، أو بالأحرى لم يكن الملك فارغاََ لتربية طفل ذو ثلاث سنوات..
ولكن الأمورَ داخل القصر الملكي لم تكن هادئةً أبداََ، إذ كان الملكان يتشاجران مراتٍ عدة، ويتخاصمان كثيراََ لدرجة أنه ذي مرة قد أضربت الملكة عن الطعام بسبب زوجها الأناني..
" لن أحتمل الأمر يا ليلي!!، إنكِ تضيعين خططي في تربية ولي العهد القادم، ألا تفهمين؟!"
- أتريد أن تقول بأنك تريدُ جعل جاك يمسك سيفاََ وهو ذو ٣ سنوات، هل جننت؟!!
- من تدعين بالمجنون يا عديمة التفكير؟!
نطق بتلك الكلمات وقد امتدت يده على خدها الذي صارَ أحمراََ من كفه..
ولكنها وبرغمِ ذلك لم تنطق بكلمةٍ واحدة بل في صمتٍ تام أخذت جاك من يده الذي كان يختبئ في خزانة الملابس يبكي بصمت وتوجهت به إلى الباب تخرج من الغرفة- إلى أين أنتِ ذاهبة؟!
- سأخرج لنتمشى قليلاً، ربما تكون قد هدأت قليلاََ عند عودتي..
أنت تقرأ
خلف تل الرمان
Fantasy" إن كانَ الحبُّ بستاناََ، فاشهد أيها القلب أني زهرةٌ ذابلة" سأطوي صفحةََ جديدةََ، لأنساكَ وأنسى ذكراك، فلم يعد لأحد أحبه مكاناََ في قلبي.. نظرَت نظرةََ للوراء، تحفظُ بها ما بقيَ من ذكرياتها المتعلقة بهذا المكان.. لتديرَ وَجهها للمستقبل المجهول، و...