خرجت نانا، تشق طريقها نحوَ غرفتها، والتي باتت سجنا لها منذ خروج إليزابيث من القصر، واختفائِها عن الأعين، تحاول تقمص روح المرأة القوية بينما يجول على خاطرها أحداث ذلك اليوم المأساوي، ولكنها لم تعد تقوى على شيء.. في ذلك اليوم، عزم التاريخ على نفسه التغير، أكان للأفضل؟ أم للأسوأ؟!
قد كانت أصوات النساء تتعالى في رواق الجناحِ الملكي، ولثاني مرة، توجد امرأة في الداخل تحاول أن تضع طفلها، اضطراب بهذه الشدة شهده النساء منذ خمس سنوات مضت، والتي شهدت ضحيتها مصرعها تاركة خلفها فتى ذو خمس سنوات، وها هو المولود الثاني للملك القادم، أيًّا كان جنسُه، فسيتفوق على أخيه حتما لأنه من آل امبريال، ذو دم خالص!! كان هذا ما ظنه الجميع..
ارتقى صوت المولود في الرواق، وبعده مضت ساعة حتى دخل الجميع غرفة الملكة الأم تهنئة لها.. لكن.. يا المفاجأة..
تحتضن ذلك الطفل، امرأة من المفترض طردها من القصر منذ شهر تقريبا!
أين الملكة الحقيقية؟!
لا أحد يدري! اختفت فجأة دون سابق إنذار..
" هيلين قتلتها "
صاحت إحدى الخادمات بصوتٍ فزع، فقد كانت تفتري على هيلين.. لماذا؟
"أهذا لأنني أحتضن طفلي، جالسة على فراش الملك! أنا إليزابيث! ومن يتفوه بغير ذلك، جزاؤه الإعدام!"
لم تكن خائفة!! كانت واثقة من نفسها، لدرجة أن الجميع قد ظنوا أنها الملكة حقا، وأنهم صف عميان..
حدثت جلبة بالقصر خلفت وراءها أعدادا تصل لخمسين خادمة ووصيفة من جناح الملك، اختفينَ يومين فقط، وقد عدن جميعا يىخبن بالملكة الأم، إليزابيث..
ظننت أنهن فقدن عقولهن، أردت الصراخ بهن! أردت إخبارهن بأنها هيلين! تلك التي كنتن تكرهونها..
هكذا إذن، تناولتن من الفاكهة!! جعلتكم عيلين تنصاعون لها، تحت رحمتها.. الويل لكم ولها!!
ولكن حال بيني وبينهن، لم يستمعن لي، ولأول مرة أُحبس في غرفتي ليل نهار كعصفور لم يرد إلَّا الحرية.. أخرج وقتما تريدني أن أخرج..
لاحظت اختفاء أخي بعدها، لاحظت قلة رسائله لي، رغم أنه جندي ملكي ولكنه دائما ما كان يسأل عني، فيما بعد علمت أنَّه قد ساعد إليزابيث في الخروج من القصر، قبل أن تلحقهما أيادي هيلين الساخطة..
لم أعلم ماهية شعوري حينها، أَأَنا سعيدةٌ على سلامة صديقتي، أم أنني حزينة على أخي الذي لن أراه بعد الآن، وحده الله يعلم، متى يتسنى لي أن أراهما..
أنت تقرأ
خلف تل الرمان
Fantasy" إن كانَ الحبُّ بستاناََ، فاشهد أيها القلب أني زهرةٌ ذابلة" سأطوي صفحةََ جديدةََ، لأنساكَ وأنسى ذكراك، فلم يعد لأحد أحبه مكاناََ في قلبي.. نظرَت نظرةََ للوراء، تحفظُ بها ما بقيَ من ذكرياتها المتعلقة بهذا المكان.. لتديرَ وَجهها للمستقبل المجهول، و...