خلفَ السِّتار

26 3 0
                                    

في ليلة مقمرة، تجلس الشقراء على كرسيها المزخرف، وقد كشفت عن ساقيها تتلمس إصابة ركبتها، وتجول على ذاكرتها مشهد الفتاة الغاضبة ، أو كما أسمتها، وجهها، عينيها، نبرة صوتها، تحول عينيها، جرائتها، بسالتها، شجاعتها، قوتها، جمالها، مشاعرها.. كلها تؤول تفكيرها إلى شيء واحد لم ترى له ثان.. هذه الفتاة هي ابنة هوب حقا، هذه الفتاة هي نسل خالص من آل آلفونس 

" إنها هي، لقد وجدتها بالفعل، وأخيرا سأبدأ الوثبة الكبرى بعد خطوات قصيرة عدة " 

*****

*****

" منذُ قديمِ الأزل، تولَّت مملَكةٌ رِئَاسَةَ العالَمِ وَما حولَها من الممالكِ، كانتْ عَمودَ الوَسَطِ لِهذا العالَمِ والممالكِ أَجمع، كانتِ الحاكمةَ نظريًّا لهذا العالَمِ، يَحكُمُها عائِلَةٌ مَلَكيةٌ من أقوى العائِلاتِ التي مرَّت على تاريخِ البَشَرِيَّة، وقَد مَنَحَت رِئاسةَ الجَيشِ والقوات الملكية لعائِلةٍ فرعيَّةٍ منها، كما منحتها امتيازاتٍ ومكافآت عن غيرِها من العائِلاتِ التي وُضِعَ رؤساءُها على كراسي الوزارة العليا، وَمَعَ مرور الزَّمانِ أصبحتا صديقتينِ وَفيَّتينِ قويتَّينِ للغاية، لَم يَجرُأ أَحدٌ على مواجَهَتِهما، أو يُكِنُّ الكرهَ والبَغضاءَ لِواحدَةٍ منهما، بكلِّ بَساطة، إن نَهضَتا نَهضَ العالَمُ خَلفَهما، وإن طاحتا، فَإنَّ الخرابَ يعمُّ، والفوضى تَفرِشُ ثيابَها على العالَمِ "

تُنصِتُ بِحَذَرِ لما يُروى لَها بينَما يَجولُ في خاطرِها أَنَّ ما يُروى هوَ جُزءٌ هامٌّ منَ التَّاريخِ القَديمِ الذي لَم يُحكى في الكُتب..

" أليسَت العائلات الفرعيَّة هي العائلات المنشقة عن المملكة، ورؤسائِها، لمَ يُخاطِرُ بوجودها معه، وعلى رأسِ جيش أيضًا؟!"
تلقي سؤَالَها ثم ترتشف من فنجانِ الشَّاي أمامها، بينَما تستمع لها الأخرى..

- كما أخبرتُك، رأى الملك فيهم القوَّةَ والسلطة المطلقة ما لم توجد في أشخاصٍ آخرين..

" إنَّكِ سيدتي تستمرينَ في نَسبِهما لِغُبارِ الماضي..
ما الذي حدثَ لَهما إذًا "

وما إن كادت غريس أن تسألها واحدًا آخرًا حتى أجابتها نانا..

- قامَت العائلةُ الفَرعيِة بالتَّمرد على المَلِك.

- لماذا؟! سألت باستغرابٍ والفضولُ يقفِزُ من عَينَيها

- قامَ الملِكُ بتزويجِ ابنته البِكر إلى أميرِ عائِلةٍ أخرى، فغَضِبَت العائلةِ الفرعية وازداد حنقها وسخطها على الملك، حتى زادَ غَضَبُهم أكثر وبدأ تَمرُّدهم عندَما بدأ بنصبِ معاهداتِ السلام معَ مملكةٍ أخرى دونَ علمِهمِ; هذا لأن المملكة كانت تحدُّهم منَ الجنوب حيثُ أراضي العائلةِ الفرعية، مما أوحى لهم بِعَدَم ثقة الملك فيهم، وَأن الملك يود حماية المملكة منهم إن حدث انشقاقٌ أو تمرد مرةً أخرى، وما خشِيَ أن يَحدث قد حدث..

خلف تل الرمانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن