مع مرور ثلاثة أيام.. ثلاثة أيام فقط.. كانت كفيلة ببناء رابط الصداقة بين غريس والجميع والأمير، فقد أصبح يألف وجود غريس، أصبحوا مثل الإخوة بالضبط، رغم أنها مدة قصيرة جداََ، ولكنها كانت كفيلة بربط قلوبهم معاََ..
كانت غريس كالعادة وقت غروب الشمس جالسة في مكتبها تدون بعض الملاحظات من المعلومات التي قد زودتها لها كارلا أثناء تجوالهما معا في العيادة ورؤية المرضى، كانت منغمسةََ في كتبها وأوراقها ولم تلحظ ذلك الذي كان جالسا على الكرسي أمامها يراقب حركاتها الطفولية في المذاكرة، رفعت رأسها لتفرد جسمها قليلاََ..
- ااه أفزعتني، منذ متى وأنت هنا؟
= منذ أن بدأت بـ ( غريس أيتها الغبية، عليك الدراسة جيداََ) مقلداََ صوتها..
- لا أتكلم بهذه الطريقة
= بل تفعلين، هل أقلد لك شيئا آخر؟!
- لا شكراََ، لم لا تذهب للإهتمام ببعض أمور القصر، ألست من العائلة الملكية حسب ما قد سمعت؟
= لم تسمعي جيداََ، انا من العائلة الملكية ولكن الحقيقة المرة هي أنني لا أفقه شيئاََ بتلك الأمور، فكما تعلمين أنا لا أهتم بذلك أبدا، ولم أفعل ذلك، لدي أخي جاك، إنه يقدس تلك الأمور حقاََ، أتعلمين إذا دخلتِ غرفته، ستظنين أنكِ دخلتِ مكتبة، إنها غرفة مليئة بكتب الجيولوجيا والجغرافيا والتاريخ والهندسة والكثير من الأشياء المعقدة وهناك أيضاََ مجسم لكرةٍ أرضية..
كانت غريس تستمع لكلامه مع اندهاش كبير وهي ترى الفرق الجذري بينهما..
- إن أخاك لديه حس بالمسؤولية حقاََ، عكس شخص أعرفه، إذاََ ماذا سأجد إذا قمت بالدخول إلى غرفتك، أراهن أن لديك خزانة سرية تخفي بها هدايا لتبهر بها أعين النساء..
= كيف علمت ذلك؟
- ماذا؟! حقا! هل كنت محقة!!
= بالطبع لا، من الغبي الذي سيضع ذلك في غرفة بها وصيفان وخادمتان ينظفن تلك الغرفة عشر مرات في اليوم؟
- أنت..
= صراحتك تقتلني..
- شكراََ لذلك..
= صحيح، أخبرتني أنكِ جئت من قرية في الجنوب..
- نعم قرية التل الأحمر، ألم تسمع عنها
= سمعت ولكن هذه المرة الأولى حقا التي أرى فيها شخصا آتيا من قرية، أو الثانية تقريبا..
- حقاََ!
= نعم جميع من هنا هم يسكنون في المناطق التي بداخل الحدود الملكية الداخلية ، أما سكان القرى فيسكنون في الحدود الملكية الخارجية، ولكن لحظة أعتقد أن أسيليا من قرية بالشمال، إنها فتاةٌ معكِ بالسكن..
أنت تقرأ
خلف تل الرمان
Fantasy" إن كانَ الحبُّ بستاناََ، فاشهد أيها القلب أني زهرةٌ ذابلة" سأطوي صفحةََ جديدةََ، لأنساكَ وأنسى ذكراك، فلم يعد لأحد أحبه مكاناََ في قلبي.. نظرَت نظرةََ للوراء، تحفظُ بها ما بقيَ من ذكرياتها المتعلقة بهذا المكان.. لتديرَ وَجهها للمستقبل المجهول، و...