بدأت تلكَ الذكريات السيئه تلجأ إلى عقلها وتخالجها مرةََ أخرى وكأنها ذكريات فقدت منزلها..
كانت تنظر إليه مستلقياََ على السرير.. منقطع النبض والتنفس.. بدأت بعض الأفكار الشريرة تجتاح عقلها الصغير الخالي من الأفكار تماما، قلبها يحترق من الآن، أذناها لم تستطع سماعَ أحد..
تراهم يصرخون ويتحركون ببطئ شديد وكأنها تفقد وعيها ببطئ لا متناهي.. ولكن.. ماذا لو.. لم يمت؟!
بدون سابق إنذار.. وفجأة دون أن تتردد ولو لثانيه أحكمت قبضتها جيداََ وقامت بضربها على قلبه، حتى تفاجأت الفتاتان، ثم صعدت فوقه وشبكت يداها وبدأت في الضغط على صدره بقوة وقد خانتها دمعتان زحفت من عيناها، اغرورقت عيناها بالدموع، كانت تكاد لا ترى شيئاََ من كثرة الدموع التي تجمعت في عيناها الذهبيتان، كانت تحاول إقناع نفسها بأنه قد مات حقاََ، بأن ما تفعله هو مجرد عبث لا أكثر..
كانت لانا وأسيليا ينظران إليها وهي تحاول جاهدة وبلا فائدة، ولكن تلك المشاعر التي اجتاحت وتلك الدموع التي انهمرت، علينا فقط احترامها جيداََ، كانت أسيليا مازالت تمسك بمعصمه، حتى تفاجأت في حركةٍ سريعة وصرخَتَ فجأة
- لقد عاد النبض!! لقد عاد النبض!!
هدأت أنفاس غريس لحظةََ وتوقفت حركتها عندما سمعت تلك الكلمات القليلة، عندما رأته يفتح عيناه ببطئ شديد، بدأ بالحركة قليلاً، بدأ برفع ذراعه ببطءٍ شديد حتى وضع كفه على وجهها وهو يتحسسه ببطء، كانت تشعر بأن إرادة الله هي المتحكمه هنا..
" جدتي.. جدتي.. اشتقت إليك "
كانت تلك الكلمات هي الكلمات الوحيدة التي خرجت من فمه، ربما ليست ما أرادت سماعه ولكنها سعدت بذلك وظلت مبتسمةََ ابتسامةََ سعيدة، عندها ارتخت عضلاته ووقع ذراعه على الفراش فعاد قلقها مرةََ أخرى ولكن أسيليا لاحظت ذلك فتحققت من نبضه وطمأنتها بأنه قد فقد وعيه وحسب..
- إنه بخيرٍ غريس لا تقلقي..
- لا تقلقي أسيليا أنا بخير، أخرجا فوراً وعقما نفسيكما جيداً لا تدخلا هنا مرةََ أخرى إلا عندما أناديكما، أيضا لانا اكتبي في الأعراض، نوبةٌ قلبية، هلوسة ثم فقدان الوعي..
- حسناََ..
خرجت الفتاتان وذهبتا لتغيير ملابسهما، في تلك الأثناء كانت غريس واقفة أمام سرير تشارل وهي تتنهد بتعب شديد، رق قلبها حين سمعت صوته من وراء الستار وهو يقول " شكراََ "
لم تتمالك غريس نفسها هنا، صرّت على أسنانها وبدأت بالبكاء عالياََ وهي تسبه كثيراََ
" أيها الغبي، أيها الغبي، ما الذي كنت سأفعله إذا مت، أقسم أنكَ غبي حقاََ! "
- هل أنا بهذه الأهميه لديك؟!!
= كنت فقط خائفة، أن تذهب مثل ما ذهب والداي..
أنت تقرأ
خلف تل الرمان
Fantasía" إن كانَ الحبُّ بستاناََ، فاشهد أيها القلب أني زهرةٌ ذابلة" سأطوي صفحةََ جديدةََ، لأنساكَ وأنسى ذكراك، فلم يعد لأحد أحبه مكاناََ في قلبي.. نظرَت نظرةََ للوراء، تحفظُ بها ما بقيَ من ذكرياتها المتعلقة بهذا المكان.. لتديرَ وَجهها للمستقبل المجهول، و...