خلف تل الرمان

بمجرد أن فتحت غريس باب بيتها وجدت رجلاََ يبدو في الخمسينات من عمره يرتدي ملابس الجند الملكي، إنه قائد، ووراءه رجلان أحدهما تعرفت عليه إنه مايكل

- أعتقد أنك الآنسة غريس؟

= من حضرتك؟

- أنا القائد آبونيل، من فرقة القتال بالجيش الملكي، أظنك قد تعرفت عليه هو أيضا
قال جملته الأخيرة وهو يشير إلى مايكل
= اهلا وسهلاََ، هل تودون بعض الشاي؟، أنا أصنع شاياََ لذيذاََ

- هلا نتكلم على انفراد؟

ذهبت غريس بصحبة القائد إلى التل الذي يعلو بيتها حيث يمكنهما شرب الشاي بهدوء والتحدث على راحتهما أيضاََ بعيداََ عن أهالي القرية

- منذ متى وأنتِ طبيبة؟

= هل أتيت لتعتقلني؟

- هل تجاوبين على سؤالي بسؤال آخر؟

= إذا أجبتني سأجيبك

- إجابتي هي فتح موضوع مهم، جاوبيني أولاََ

لم تجد غريس منفذاََ من ذلك

= لقد بدأت أمارس الطب منذ كنت في الثامنة من عمري، ها قد جاوبتك..

- لن أعتقلك، أتيت بأمرََ من القائد الأعلى للقوات الطبية المسلحة، السيدة اليزابيث

صدمت غريس من ما قاله، هل ما فعلته كان أمراََ شنيعا يقتضي أن يصل إلى القائد الأعلى للقوات الطبية المسلحة، ولكنها لم تجب بل تركته يكمل كلامه

- لقد أرسلني لعرض عليك أمراََ، بصراحة مهارتك الطبية استشنائية وفريدة من نوعها، أخبرتني أنكِ ماهرةٌ في قطع اللحم المتعفن وتنظيف الجروح والخياطة كانت من أكثر الأشياء التي أثارت اعجابها، لذلك إنه يطلبكِ لتصبحي طبيبة هناك..

= طبيبة؟!!، ملكية؟!!!

- لست طبيبة ملكية، بل طبيبةً في الجيش، الطبيبة الملكية إنها رتبة الترقية لطبيبة الجيش، إذن ما قرارك؟

لم تعرف ما الذي عليها قوله، صمتت طويلاََ

= أعتقد أنني.. سأرفض!!

- الرفض إذن.. هل لي أن أعلم السبب؟

= أنا من القرية، وأفضل دائماََ أن أكون في القرية، هناك الكثير من الناس يحتاجون إلي، ما لا تعرفه إنهم جميعاََ يعتمدون علي في مواقف كثيرة، هناك أطفال ينتظرون مني تنظيف جروحهم الصغيرة، هناك نساءٌ ينتظرن مني معالجتهن، والرجال أيضاََ، الكثير والكثير والكثير..
لا يسعني الانتظار حتى أعالجهم جميعاََ، لذلك لا أستطيع ترك القرية والرحيل بسهولة هكذا، ما تقوله ليس سهلاََ..

- أتفهمك جيداََ آنسة غريس، ولكنها فرصة رائعة للتقدم في هذا المجال العريق..
إن مهنة الطب من أشرف المهن وأجملها، وهناك في القصر سنوفر لك كل سبل الراحة والتعلم ايضاََ..