معكِ

50 8 4
                                    


كان المقر الطبي مزرياََ وضعه، المصابون في كلِ مكان، الجرحى في كل شبرٍ يتأهون من الألَم، كما أن الأخبارَ من الوادي لم تَصل بعد..

كلَّما أنقذوا جريحاََ، يأتهم عشرةٌ غيره. الأطباء يركضون من هنا إلى هنا، ومن هناكَ إلى هناك، حتى أن السيدةَ إليزابيث قد هبطَت معَهَم وبدلت ثيابها لمساعدتهم..

اتجهت غريس راكضةََ إلى غرفة الأدويةِ تجلبُ المزيدَ منها، يداها ترتعشان من هولِ المنظر الذي رأته من نافذة
الغرفة، رغمَ أنها بالأسفل تراهم بالفعل، ولكن عند رؤيتهم من الأعلى كانَ مخيفاََ أكثر، إنها دائرة، عندما ترى الأمور من الأعلى يتغير الوضعُ تماماََ تجتاحكَ روائح الخوفِ والذعر والرعب، تظل تسأل نفسك " هل أستطيع فعلها؟!" مجرد النظر إلى ذلك، يجعلكَ تخر باكياََ..

أخرجها من شرودها يد السيدة إليزابيث التي صَفَعَت خدها بقوة، لتكمِل بنبرةٍ صارخة

" استجمعي شتات نفسك!! إنها حرب!"

*****
*****

حرب..
ما هي الحرب؟!
هل هيَ مجرد سفكٍ للدماء وزهقٍ للأرواح؟!
هل سيدمرون أراضي الأبرياء أيضاََ..
أعتقدُ بأن الحربَ هي اختلافٌ في نظرياتِ كلٍّ من الطرفين..
ولكنهم يوظفون أرائهم على نحوٍ خاطئ..
إذن، هل سيموت أحباؤنا أيضاََ من أجل اختلاف آراء؟!
هذا مضحك!!

*****
*****

- أحضري الأدويةَ الناقصةَ من المخزن فوراََ!!
- حاضر

همَّت غريس راكضةََ نحوَ الباب من أجلِ الخروج حتى استوقفتها كلمات السيدة إليزابيث

- غريس!، لا تنصاعي إلى عقلكِ الباطن، نحنُ على صواب، وما نفعله هوَ شيء صائب لذلك اهدأي..

في هذا الوقت، لم تستطع غريس كتمانَ ما بداخلها، حتى نظرَت إلى إليزابيث التي كانت تنتظر رداََ معيناََ منها..

- إن ظَل كل طرف يصر على أنه الطرف الصواب، فهذا يعني أننا جميعٌ هالكون!

أكملَت طريقها بعد أن أطلَقَت بضعَ كلماتٍ لم تفكر قبلَها، ولَكن ما كانت تراه إليزابيث، أن غريس قد تغيرَت..

مشاعر الذعر والخوف قد صنعَت زهرة في قلبها لا يمكن أن تتفتت، إنها، وبعدَ
ما مرت به، قوية..

*****
*****

" سأقوم أنا بقتله!!"

جملةٌ هزت كيان كلِّ من وُجِدَ هنا.. جاك، سيباستيان وذلكَ الملكِ الموهوم، حتى نظَرَ جاك إلى عيني أخاه، محاوِلََا الوصولَ إلى جوابٍ يحمله، كل ما رآه هوَ شحوبةِ عيناه والشرِّ الذي يَنبعثُ منهما..

- شارلوك، لا يمكِ..
- بل يمكنني، سأفعل، ليسَ لدي ما أخسره بالفعل..

لم يفعل جاك شيئاََ سوى الصمت.. لتنساب ذراعاه عن شارلوك معلناََ إذعانه..

خلف تل الرمانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن