خلف تل الرمان

صدفة تغير القدر

اتجهت راندي إلى النوم فقد غلبها النعاس كثيراً.. حتى وضعت رأسها على كفه دون أن تشعر ومرت الساعات حتى أتى غروب الشمس..

استيقظت على صوت طيور النورس التي كانت تتجه إلى البحيرة القريبة، فتحت عيناها ببطئ ورفعت عيناها لتراه جالساََ على السرير ينظر من النافذة مستمتعاََ بمنظر الغروب وكفه مازالت مفتوحة تحت رأسها، ولكنه استشعر حركة رأسها والتفت لها سريعاََ..

كان كل ما أتى في ذهن راندي عندما رأته: "إنه وسيم، لديه شعر ناعم وعيناه السوداوتان حادتان، إنه حقا، في غاية الوسامة".

ربما كانت راندي تظن أنها وحدها من تفكر بذلك، ولكنه ظلَّ ينظر إلى وجهها الذي اختلط بأشعة الشمس البرتقالية في وقت الغروب وظهور انعكاساتها بشكل واضح على نقاط النمش التي أصبحت تزين وجهها..

ظلا يتأملان وجها بعضهما ولكن راندي خجلت عندما أيقنت أنه أطال النظر إليها، كان ينظر إلى عيناها الزرقاء وكأنه غارق في بحر لا يستطيع التنفس أبداََ، قطع شرودهما صوتها الخجول قليلا
" هل.. أنت بخير؟ "

- نعم أنا بخير، ولكن هل أنت من عالجني حقا؟

= هزت رأسها وقالت: ليس أنا، ولكن الطبيب نائم الآن.

فتح الباب فجأة وظهرت غريس ومعها صينية بها بعض الطعام

غريس : انا الطبيب، جرحك كان عميقاََ لذلك قمت بتخديرك ثم انتزعت اللحم المتعفن بالداخل، لقد نزفت الكثير أيضاََ، ولكن أعتقد أنك بخير الآن، كما أنك بحاجة إلى الراحة، لذلك أعددت لك حساء اعشاب البحر.

ظل جالساََ مذهولا من ما امامه، إنها حسب وصفه لنفسه كتلة صغيرة من اللحم والعظم، قصيرة الحجم، ثرثارة ولكنها طبيبة، جراحة ماهرة ولكنه قرر سؤالها
- إذن أنتِ الطبيبة، أنا لم أعد اشعر بالألم ولكنني أشعر بالخمول الدائم كما أنني لا أستطيع التنفس جيدا، هل هذا طبيعي؟

ردت سريعاََ بتلقائية: ليس طبيعياََ، هل بلعت ما كان في فمك؟

الجندي: في فمي؟ نعم لقد كان طعمه حلو

غريس : أبله، إنها نبتة الخشخاش كنت أضعها في فمك لتخدير الجهاز العصبي ومساعدتك على النوم ولكنك ابتلعتها لذا بدأت أضرارها بالظهور، إنها تساعد على الخمول والشعور بالنعاس الدائم كما أنها تشعرك بضيق التنفس، يا إلهي، سأعدُّ لكَ شراباََ سيحسنك، راندي كوني بجانبه..

راندي بخجل: حاضر..

مرت دقائق دون أن يتحدث احدهم الى الاخر ، ولكنه قرر قطع الصمت بسؤاله

- اسمكِ راندي إذاََ.. إنه اسم جميل.. هل تعلمين معناه؟

راندي : في الحقيقة لا اعلم ولكنه اسم أجنبى