Ch:30

124 15 15
                                    



ماذا يخبئ المستقبل؟ و كيف ستمضي ايامنا؟ ، لابد أن هذه الاسئله هي أكثر ما يراود عقلنا البشري ، ولربما شعور القلق من المستقبل المجهول هو اكثر ما يراود قلوبنا التي بطبعها ضعيفه ، تخاف من كل ما هو مجهول وبعيد ، لذلك مهما حاول الإنسان توقع مُجريات حياته أخرسته اقدار الرب.

فلربما كان شعور الدهشةِ وعدم التصديق هذا ، هو ماتخلل أفئدة كُلًا من الكساندر وارامينتا بعد كل تلك اللحظات الطويلة - المليئه بالألم - التي قضوها رفقة ذلك المقنع ، رفقة ضحكاته الرنانة ، وخناجره تلك التي تأتي من حيث لا يعلمون ، ومهما حاول الكساندر إصابته كان كمن يصوب نحو سراب ووهم ، وعلى الرغم من أن ارامينتا ذاقت من ويلات الحياة ضعف ماذاقه الكساندر ، وربما اعطاه ذلك شيء من الخبرة القتاليه ، لكنّه كان يفوقهم بكل شيء ، كما يفوقهم ذكاءً وفطنة.

فهاهي ارامينتا تحاول بكل جهدها التنفس جيدًا ، فذلك القناع يخنقها ، وتلك الجروح تزيد الامر سوءً ، والكساندر لم يكن أقل منها حالًا ابدًا ، وذلك الرجل كان كالمعتوه لا يتوقف عن الضحك ابدًا ، حتى غضبت ارامينتا مردفه:
- توقف ايها المعتوه عن ضحك ، انت تثير اشمئزازي.
- كيف لي أن اتوقف وانا اراكِ تنزفين دون حيلة؟ انا سعيدًا يا انسة سعيدًا للغاية! ، لا اعلم كيف اصف لكِ مدى كرهي لكِ ، لكني و بعد ان خبئت كرهي ومقتي ها أنا اجد خلاصي واستطيع اخيرًا ان  اصرخ بكرهي لكم ، ها أنا اخيرًا استطع اطعمكم الالم والأذى دون ان يستطيع إقافي اي مخلوق.

التفت ارامينتا فجأة نحو الكساندر ، لتفاجئه بصفعة قوية على وجهه وقد اتسعت مقلتا الكس بصدمة من تصرفها المفاجئ ، لكنّها اردفت بثقة وهي تنظر نحو عينا الكساندر :
- لطالما سمعت تلك القصص ، خرافةِ المنقذ ومخلص شعبنا ، ولطالما كفرت بها وانكرت ، لكنني أومن الآن ، أومن بالاساطير يا الكساندر ، اؤمن بكِ لذا إياك ان تبقى مثيرًا للشفقة هكذا ، إياك ان تجعل ذلك الرجل المعتوه يضحك علينا اكثر!.
- اوه ! هل هذه الكلام يصدر منكِ؟ هل انتِ مصابة بالحمى؟.

ازاحت يده التي وضعها على جبينها لتردف بهدوء :
-اخرس الكس!
- حسنا حسنا هذه ارامينتا التي اعرفها ، لكن .. شكرًا ارامين اعدك ان لا اخيب ظنك!
كان ينظر إليها بإبتسامة اثناء حديثه ، ازاحت هي بنظراتها عنه ، لتتسع مقلتاه مردفًا بصدمه :
- صدقًا يجدر بكِ الذهاب إلى المشفى او اي كان انتِ حقًا لا تبدين بخير.

*******      

حاولا كلًا من ارامينتا والكساندر محاولة الاحساس بطاقة المنبعثة منه لتحديد مكانه ، لكن لسوء الحظ فذلك الضباب يضعف مقدرتهم للاحساس به، بل يشعرنا ان كل مايحيطهما هو ذلك الرجل ، طاقته مبهمه ، فلا احد يستطيع معرفةٍ ماهية ذلك الرجل!.
لكنه اردف فجأة بتملل : يارفاق انا اشعر بالملل لما لا نزيد الأمر متعه؟ هل توافقان؟ مهلا هذا لا يهم ! ، لما اسال عن رايكما اساسا؟.
انهى حديث بفرقعة اصابعه ، وبعد ذلك دوى صراخٌ عال ، كان صراخ إلينور المذعور ، تلفت الكساندر بخوف وهو يقول : ما الذي يحدث؟ ما الذي فعله هذا اللعين !
بدأ الكساندر فالركض بالارجاء وتبعته ارامينا؟ لم يكن بإمكانه استشعار مكانها ، لكن إلينور كانت لا تزال تصرخ برعب ، مما جعل الكساندر يقوم بضرب الضباب دون حيلة ، لكن فجأه ارامينتا توقفت ثم قالت وهي مغمضة العينان :
-اسمع الكساندر ، ما سأفعله الآن سيكلفنا الكثير من طاقتي ، لذا انا اعتمد عليك فأنقذنا من هنا الكساندر!

آستريا.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن