في هذه اللحظة مايشُعر به ألكساندر أمرُ لا يّمكن لكلماتِ العالمين وصفه ، كان يشعر كما لو أن وطنه الوحيد قد خذله.فلم تكن إلينور شخصًا توقع منه مقدار ذرة من الأذى فقد كانت امه واباه ، بل كانت بالنسبة له كالشمس التي تبعث له الدفئ والنّور في لياليه الباردة وحالكة الظلمة.
كان يقف في وسط غابة أرافينا ، يستمر بلكم شجرة الصنوبر الضخمة امامه ، ود لو أنه بهذه الطريقة يخفف حدة شعوره لكنّ هيهات!.
فالكذب والخداع عدواه اللدودان ، فقد يقبل كل شيء وإي شي سوى الكذب ، لذلك كان مافعلته إلينور كالقشة التي قصمت ظهر البعير.
أستمر بلكم حتى أضحت الشجرة مساوية للأرض ، نظر إلى يده إلى ذلك السائل الأحمر تحديدًا ، تسائل داخله متى بدأت بالنزيف اساسًا ؟ وكيف استطاع إسقاط الشجره بيده حتى.
مسح أثار دموعه التي لم تتوقف عيناه عن ذرفها ، ابتسم بجفاء متمتمًا لنفسه" لا يجب على إي شيء ان يثير دهشتك بعد الآن الكساندر".
اخرج ذلك الكتيب الصغير من جيبيه الأيمن ، جلس على العشب وأسند ظهره على جذع الشجرة المتبقي ، اخذ يتأمل تفاصيل الكتيب بيده وكيف كتب بالأحمر الدموي "عنقاء اللهب" وذلك التوقيع الصغير الخاص بوالده ثم بدأ بالقراءة.
" بُني ألكساندر، إنني اكتب هذه الكلمات على أمل أن تقرأها حين تصبح رجلًا بالغًا يحمل مسؤليته ، ولا أنني لا أثق بما تخبئه الحياة لنا وددت لو تكون هذه الكلمات معاك بدلًا عني" حاول تماسك نفسه وهو يستشعر لطف ابيه الذي فقده منذ أمد طويل للغاية.
" قبل الاف السنوات القمرية عاش شعبٌ يدعى عنقاء اللهب ، الأقوى بين الممالك الأساطير الست كلها ، والأكثر جشعًا وظلمًا ، فقد كانوا يسلبون الأرواح للمتعة فلم يسلم احدٌ منهم حتى إن الارض باتت لم تعاد صالحة للعيش بسببهم ، دمروا كل شيء أو بالأحرى احرقوا ! ، فقد كان النيران جزء لا يتجزء منهم ، لذلك أطلق عليهم عنقاء اللهب ، اجتمع ملوك الممالك جميهم ليضعوا حدًا لهم لم يجدوا سوى طريقة واحده ، هي ان يتم لعنهم باستخدام اكثر انواع السحر تحريمًا على الأطلاق على يدي جبابرة السحرة في ذلك العصر ، لذلك بالفعل لعنهم وقد ادى ذلك لموت السحرة جميعهم على أثر استخدامهم لذلك السحر،لكن تم لعن الشعب بأكلمه بالفعل ، القوي والضعيف ، الصالح والطالح ، وعادوا كالبشر تمامًا دون أي قوى تذكر.
وعلى مر السنين لم يستطع احد منهم فك تلك اللعنة على رغم من كل تلك المحاولات ، لذا تأقلموا وعاشوا بين البشر كالبشر.
أنت تقرأ
آستريا.
Fantasyقد تظن أنك شخصٌ يعيش على هامش الحياة ، لكنك لا تعلم أنك أصل الحياة لشعبٍ كامل رماه العالم الآثم في أوج الأحزان والألام ، يكمن هذا الشعب السقيم البائس بين المكان واللامكان في أرض بدت كأرض البؤساء ، دواء هذا الشعب هو أنت ، أسطورة قد خلدت كشعلة الأمل أ...