أعلم يقينًا أن الأمر بعيدٌ كل البعد عن التصديق ، لكن إذ ما تحتم عليّ أتباع روحي و قلبي كما أخبرتني تلك العجوز ، فأنا شعرت.شعرت بهم وأحسست بكل حواسي و كأنما روحي قد خرجت لتذهب لمكانٍ ما ، مكانٌ يعج بالظلام ربما.
لذا أدليت بما رأيت لإلينور لتردف بعدم تصديق " ألكساندر ، أنه مجرد حلم لا يمكنك تصديق أحلامك هكذا!"
أجبتها بحنق " أختي كفى أخبرتك بأني أحسست بهم وبكيت كذلك كيف لكل هذا أن يكون مجرد حلم ؟ ، كيف لحلمٍ أن يكون بكل هذا الوضوح؟"
صفعت جبينها بيئس ثم أردفت" هل تمزح معي الآن؟ بجدية لقد فقدت عقلك"
عقبت على كلامها بأنفعال" كفى إلينور كفى ! ، لقد رأيتي كيف أتى هذا الكتاب لي ومن ثم أقسم لك بأني رأيت المرأة بتلك الهيئة من المرة سابقة ولا لم أكن أهذي ، والآن الشيء الذي رأيته توًا لا أحد ينام هكذا إلينور!"
أخذت لوحة الرسم والفرشاة ثم غادرت المنزل ولم أسمح لها بتعقيب على كلامي ، في الواقع أعلم أنني قسوت على إلينور ، لكن لما لا تثق بي ؟ لقد رأت كيف أتى الكتاب وقد رأت كل شيء لما لا تصدقني إذن؟.
دلفت إلى أحدى الحدائق العامة ، وأمسيت أرسم بعقلًا شارد يغوص في بحر أفكاره ، فلطالما كان الرسم منفذي الوحيد.
لم أشعر بالوقت يمضي حتى أدلى الليل ستائره عليّ ، تلفت حولي وإذ لم يبقى سوى بضع الأشخاص فحسب ، فقد أقترب منتصف الليل ولا أحد يبقى حتى ذلك الوقت.
حزمت أمتعتي ثم غادرت قاصدًا المنزل ، لكن ما أجفلني هو سماعي لخطوات أحدهم خلفي ، وقد شعرت بأنه يتبعني!.
أسرعت في خطواتي لأتاكد لأشعر بهم يسرعون كذلك ، وقد بدا أنهم أكثر من شخصٍ واحد.
دب الرعب في جوفي لأحاول تملقص منهم بتغير مساري ، لكني صدمت بجدارٍ ضخم يعترضني ، ألتفت خلفي بفزع وأذ بي أرى ثلاثة رجال يبتسمون لي بشر!.
أرتدوا بذلًا سوداء بالكامل وقد شعت أعينهم بحقدٍ واضح ، رمى الأول سجارته على الأرض ثم داس عليه بقدمه وأردف وهو ينظر إلي " هل تعلم ماذا فعل الفضول بالقطة أيها الصغير؟".
أقترب مني جدًا ثم همس بجانب أذني " لقد قتلها" النبرة التي قال فيها تلك الكلمات كانت كفيلة بدب الرعب أكثر في جوفي المرتجف.
أنت تقرأ
آستريا.
Fantasyقد تظن أنك شخصٌ يعيش على هامش الحياة ، لكنك لا تعلم أنك أصل الحياة لشعبٍ كامل رماه العالم الآثم في أوج الأحزان والألام ، يكمن هذا الشعب السقيم البائس بين المكان واللامكان في أرض بدت كأرض البؤساء ، دواء هذا الشعب هو أنت ، أسطورة قد خلدت كشعلة الأمل أ...