Ch.3

676 73 97
                                    





هل تعلمّون لما لا أومن بالصدف؟ ، لأني شخصٌ يؤمن بالسبب و النتيجة كما أومن بأني حي ، فالسبب والنتيجة هي أصل الحياة.

فكما خُلقنا لسببٍ يؤدي بنا لنتيجة حتمية أي لا مَفر منها ، فإن كل لحظة منذ ولادتنا يكمن وراءها نتيجة قد لا نعلمها إلا بعد أمدٍ طويل ، فتلك اليالي القاسية و المُره للغاية ما هي إلا سبب لما أنت عليه الآن ، سواءً جعلتك تلك اليالي أفضل أو أسوء مما كنت عليه قُبلًا.

و وجود ذلك الكتاب في حقيبتي ما هو إلا سبب لأمر ما يخبئه القدر لي.











حاولت تمالك نفسي كثيًرا بعد رؤيتي لذلك الكتاب لكن رجفتي كانت دليلًا واضحًا على توتري الغير معهود.

فأكلمت اليوم محاولًا تجاوز أسئلة ادواردو الذي يحاول جاهدًا معرفة خطبي ، جديًا أنا ايضًا لا أعلم ما خطبي ولما تستمر الأشياء الغريبة بالظهور أمامي؟.


بعد قدومي إلى المنزل أخبرت إلينور بما حدث وأريتها الكتاب ، ثم وضعناه أمامنا على المنضدة ونحن نتبادل النظرات بيننا بتساؤل.


ماذا نفعل ؟ هل نفتح الكتاب ؟ هل هو ملعون؟ إذن هل علينا حرقه؟ ، والكثير والكثير من الأسئلة تدور في خُلدنا إجابتها تقبع في الكتابِ أمامنا.

أردفت إلينور بتعجبٍ واضح " إذن الكتاب ليس مزحة كما أعتقدت " للأسف إلينور إنه كذلك!.

تجاهلت ما قالته و أردفت بتساؤل " ماذا نفعل ؟ هل أفتح الكتاب ؟" تأوهت بألم بعد أن صفعت رأسي تلك الصهباء أمامي قائلة " ايها الأحمق قد يكون هذا الكتاب ملعونًا ، لا يمكنك فتحه ربما يجدر بنا حرقه والتخلص منه "

أجبتها بطفولية" أختي أنا فضوليٌ جدًا كما تعلمين لنفتحه أولًا أرجوك "  أنا فضولي وشخصٌ يتبع أحاسيسه كذلك.

رفعت حاجبيها بإستنكار ثم أردفت" يا إلهي أنت طفلٌ بالغ ، كيف لك أن تكون غير خائفٍ هكذا؟ هل هذه مزحة سخيفة منك؟"قهقهت ثم أجبتها " ربما هي مزحة من شخص ما لذا علي أن أتأكد".

أطبقت شفتيها بتفكير ثم عقبت " أظن ذلك و جديًا إذ كانت مزحة من صديقك المعتوه ذاك فسأفصل رأسه عن جسده لجعلي استيقظ في منتصف الليل "  ما بال الجميع مهوسٌ بفصل الرؤوس؟.

همهمت لها كرد ثم تقدمت لألتقط الكتاب أمامي بخوف ، و في أثناء حملي له بين يدي تذكرت تلك المرأة وهي تحمل رأسها بين يديها كذلك ، في الحقيقة أعلم جيدًا أن إلينور لم تصدقني و تظن أنني تأثرت بأحلامي فحسب.

آستريا.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن