Ch.19

140 18 40
                                    


<<لقد اعددت العدة ، منذ بداية حكايتي وقبل ذلك حتى ، اردت الوصول اردت ذلك بكل ما أملك! تحملت الصعاب بوجه باسم لكنني الآن قد فقدت حيلتي ، وذبلت ملامحي ، وقد كُل متني وتلاشيت>>
.
.
.

في مكان ما ، بعيدٌ كل البعد عن أعين المخلوقات ، جلست وحيده تصارع البارد القارص والظلام الحالك.
نظرت حولها بألم ، لم تعتد بعد على زنزانتها هذه ، لم تعتد على من شطرها السكن من الجرذان بعد ، كانت تبدو ضائعه من الحزن ، تكاد تقسم انها ستجن بالقريب العاجل لا محاله!.
طرقت الباب بضعف عدة مرات حتى صدع صوت احد الحارسين أمام زنزانتها :
- ما الأمر ياهذه ؟ ، لقد قطعتِ لعبة الورق خاصتنا.
ابتسمت كالمجنونة تكاد تجن من وحدتها هنا ، لم تتحدث مع احدٍ -غيره - منذ اعوام فقد منع ان يحادثها إي احد عده لكن ها قد رد عليها احد ما  بعد كل تلك السنين ، لذا اسرعت تتحدث بكل ما يخطر ببالها:
- ارجوك اريد طعام هيا ارجوك اريد الماء ايضًا ، سأموت صدقًا سأفعل!.
نظر إليه صديقه معاتبًا إيها بخوف :
- أتمزح كيف تتحدث معاها؟ أتريد أن يقتلك الزعيم ؟ لقد اخبرنا ان لا نفعل ذلك مهما حدث! ، أقسم اني بريئٌ منك.
-حسنًا فقط أصمت.
ها قد تبدلت ملامحها العذبه وأعتلها الحزن ، جلست بهدوء مكانها ، لم تعد قادرة على البكاء الآن ، ماذا تفعل؟ إلى متى سيستمر الأمر على هذا الحال؟.

امسكت الحجره وشرعت بعادتها منذ أن زاولت هذه الزنزانه ، بدأت بطرق على القفل بأقل قوة ممكنة حتى لا يسمع صوته احدهم.
حتى حدثت المعجزه وفتحت الزنزانه!، اعتلت ملامحها بالدهشه وقد رأت بصيص الأمل اخيرًا من خطتها طويلة الامد تلك ، فلم تكن تستطيع استعمل القوة لكسره لكنها كانت تملك الوقت ،ثم انها لم تسمح لدهشتها بإفساد الأمر فتمالكت نفسها و امسكت الزنزانه حتى لا يصدر صوتها وهي تراقب ردود فعلهم ، وقد بدا انهما لازال مشغولان باللعب ساهيًا عنها.
أمسكت صخره صغيره ثم صوبت ناحية احدى التحف البعيدة عنها ، كانت قد امتلكت مهارة عالية بتصويب كما انها نجحت في اسقاطها من المرة الاولى.
سقطت التحفه الفاخره تلك مصدرة صوت عاليًا ، قام إزاء ذلك أحد الحراس :
-سأذهب لنظرهناك أبقى هنا احرس هذه المرأه.

تحرك الأول وقد ابتعد عنهما لذا قد بقي لديها واحد ، امسكت إحدى الصخور مرة اخرى وقد كانت اكبر حجمًا ، لتصيب قدم ذلك الحارس حتى تأوه بألم اثر تلك الضربه واصبح غير قادرًا على الحراك.
فتحت الزنزانة على مصراعيها ثم تحركت بسرعه دون ان تنظر إلى الوراء ، بدأ الحراس بصراخ لكنها لازالت تركض وتركض.
لم تكن تعلم اين تذهب واين المفر حتى ، لكنّها ركضت فحسب تبتسم كالبلهاء وقد خيل لها بصيص الامل انها نجنت لكن هيهات، فقد صدمت بجسده ضخم وسقطت ارضًا :
- إلى اين ستذهبين ؟ ، جميلتي.
رفعت رأسها برهبه ناحيت صاحب هذا الجسد وقد كان هو !، الشخص الذي حول حياتها إلى جحيم حي.
حركت رأسها يمنة ويسرة بعدم تصديق ، وقد امتلئت مقلتيها بدموع حتى انهمرت كمطرًا غزير ، اقترب منها وقد تحولت ملامحه إلى الغضب العارم وتغيرت هالته وزدادت سوداوية وظلام وكأنه قد قدم من اسفل الجحيم ، امسكها من شعرها ثم اردف وهو يجرها عبر الممر :
- هل عاملتك بلطف كفاية حتى تستهيني بي انا؟.

آستريا.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن