الفصل ٤١

355 18 15
                                    

كانت جالسة علي إحدي المقاعد تقرأ إحدي الكتب، فهي عاشقة لقراءة الروايات خاصة الروايات و القصص الرومانسية، فكانت قد أطلقت العنان لخيالها عند قراءتها لإحدي القصص المشابهة لقصتها خي و شيفاي، قصة لفتاة فقيرة تدخل حياة شاب غني في ظروف ما لتبدأ قصة عشقهما و ليسلكا طريقهما و هما ممسكان بأيدي بعضهما البعض لتتذكر قصتها مع حبيبها و تسترجع ذكرياتها معه منذ أول يوم التقيا فيه ببعضهما البعض حتي ما أصبحا عليه اليوم. ظلت تفكر هكذا و هي تقرأ الكتاب حتي سمعت صوت دقات الباب لتسندهش قليلًا فمن الذي سيأتي ليلًا هكذا، أن كان شيفاي فهو يمتلك مفاتيح المنزل ليستخدمهم في الدخول إذن من الذي يدق الباب. قامت أنيكا لتري من الطارق فكان ساعي محضرًا شيء لها
الساعي:- مساء الخير يا فندم، مش ده منزل الأستاذ شيفاي سينج أوبروي؟
أنيكا:- اه هو مين حضرتك؟
الساعي:- ده طرد وصل لحضرتك و الورد ده كمان لحضرتك، ممكن تمضيلي هنا بالاستلام؟
أنيكا:- مين اللي بعت الحاجات دي؟
الساعي:- حضرتك فيه كرت مرافق للطرد و بوكيه الورد ممكن حضرتك تلاقي فيه اسم للشخص اللي بعتلك الحاجة. ممكن حضرتك تمضيلي
أنيكا باستغراب:- حاضر اتفضل
وقعت أنيكا علي الورقة كما طلب الرجل منها ليشكرها و يرحل، أغلقت أنيكا الباب و وقفت لبضعة ثواني تتأمل الهدية و باقة الورود التي تحملهما بين يديها لتنظر في الباقة لتجد بطاقة مرسلة معها لتفتح البطاقة و تقرأ ما بداخلها و سرعان ما ارتسمت البسمة علي وجهها مما يجعلنا نتيقن أن المرسل هو شيفاي. كانت البطاقة لا تحتوي سوي علي عبارة واحدة:- "مستنيكي كمان ساعة في المكان ده، هبعتلك عربية تاخدك من البيت توصلك لحد عندي و بالمناسبة البسي الفستان اللي جالك مع الورد نفسي أشوفك بيه. مستنيكي يا حبيبتي. بحبك❤
ابتسمت أنيكا أكثر و أخذت تشتم الورد لتعجب برائحته ثم سرعان ما تركته و نظرت للطرد الذي جاء مع الودر لتفتحه و تتفاجأ عندما وجدت فستان أزرق جميل، سعدت أنيكا كثيرًا بهذا الفستان و أسرعت إلي غرفتها لترتديه حتي تستعد للميعاد علي الوقت الذي أخبرها شيفاي به. انتهت جمليتنا من كل شيء و أخذت تضع بعض اللمسات الأخيرة أمام المرآة حتي سمعت صوت زمارات السيارة لتنظر من الشباك فتجد سيارة فخمة يجلس بداخلها السائق. أسرعت أنيكا و ذهبت إلي بينكي لتطمئن عليها و تتأكد أنها نائمة فهي لم تعتد علي تركها بفردها خاصة بعدما انتقلا فاقتربت منها و قبلت جبينها ثم خرجت من المنزل. نزل السائق من السيارة ليفتح الباب الخلفي لأنيكا فصعدت أنيكا معه و عاد السائق ليقود السيارة.
مرت ربع ساعة و أنيكا سعيدة متحمسة لتلك المفاجأة التي أعدها حبيبها لها ثم وجدت بعد بضع دقائق نفسها في مكان مزين و جميل خالي من الناس لم يوجد به غيرها و ذلك الواقف على مسافة منها لتقف الأخيرة في ذهول غير مصدقة ما تراه. كان المكان رائع قريب من البحر صديقها الذي يحمل جميع أسرارها و الذي كثيرًا ما جلست معه تفصح له عما في قلبها و كان الأضواء في كل مكان و في الوسط توجد طاولة و كرسيين و فوقها الشموع و الورود. اقتربت أنيكا أكثر حتي وقفت أمام شيفاي لتلقي بنفسها بين ذراعيه دون اللفظ بكلمة واحدة ليبادلها شيفاي العناق و يظلا هكذا لوقت طويل لم يعرفا كم استغرقا حتي ابتعدت أنيكا عنه و نظرت له
أنيكا:- شيفاي إيه ده؟ و عملت ده كله أمتي و إيه المناسبة؟
شيفاي:- حبيت أحتفل معاكي النهاردة بالشغل و النجاح اللي قدرت احققه. خلصت الشغل بدري النهاردة و جريت علشان ألحق أنظم كل حاجة و اشترتلك الفستان ده و الباقي أنتي عارفاه
أنيكا:- أيوة بس إيه المناسبة برضه؟
شيفاي:- و هو لازم مناسبة عشان نخرج يا أنيكا، اعتبرينا يا ستي بنحتفل بشغلي و حياتنا الجديدة اللي بقيتي جزء منها
أنيكا:- ممممم.. ماشي يا سيدي نحتفل منحتفلش ليه أهو علي الاقل أغير جو بدل القاعدة في البيت طول اليوم
امسك شيفاي يدها و قبلها ثم اخذها تجاه الطاولة ليجلسا سويًا ثم سحب لها الكرسي لتجلس و اتجه هو الأخر ليجلس مقابلها
أنيكا:- أنت عارف أني بحب البحر أوي هو أقرب صاحب ليا بعد جوري كتير كنت بجري عليه افضفضله و اشكيله همي لما كانت الدنيا بتيجي عليا
شيفاي:- اشمعنا البحر
أنيكا:- عشان البحر مهما قلتله مش هيكشف سرك لحد تاني. بيقولوا البحر غدار بس الحقيقة غير كده لو عرفت تتعامل معاه هتصاحبه و يصاحبك، بمعني أصح لو عارف تعوم هتقدر تقاوم أمواجه و تتأقلم معاه عادي إنما لو مبتعرفش هيغدر بيكي و يبلعك. بس مهما كانت درجة غدره مش هتلاقي بيكشف ورقك قدام غيرك، و هتلاقيه بيهون عليك بنقط المياة اللي بيطرطشها علي وشك و أكنه بيطبطب عليك و هتلاقيه بيحضنك بامواجه العالية اللي بتيجي في اتجاهك. لو بصيت علي الجانب الحلو منه هتلاقيه حنين أوي مش غدار. موجته هي دراعاته اللي بيفتحهالك عشان يضمك ليه مش مجرد مياه عالية يغرقك جواها و طرطشة المياة هي المواسية اللي بيواسيهالك مش ازعاج تنفضه عنك لما يجي عليك و دراعاتك اللي بتجدفها عشان تقاومه في الحقيقة هي حضنك اللي بتقدمهوله. أنت لو فكرت شوية هتلاقي نفسك لما بتنزل البحر بتبقي في قمة سعادتك و الفرحة مش سايعاك و هتلاقي نفسك اتخلصت من كل همومك اللي علي ضهرك. يبقي صاحبك ولا مش صاحبك؟
شيفاي:- أنتي غريبة أوي يا أنيكا أنا مستغربك، واحدة زيك بكل اللي شافته و قابلته في حياتها إلا أن نظرتك المتفائلة للحياة بتثير الدهشة حقيقي. واحدة غيرك كانت شافت الدنيا كلها سودة و كحل بس أنتي لاء سبتي كل السلبيات و ركزتي علي الايجابيات بس
أنيكا:- ماهو لو ماكنتش عملت كده كان زماني مت من زمان
شيفاي بخوف:- بعد الشر عليكي، ماتقوليش كلام زي ده تاني أنيكا هتفضل مع شيفاي للأبد و شيفاي مع أنيكا اتفقنا
أنيكا بابتسامة راقية:- اتفقنا
شيفاي:- طب غمضي عينيكي. أغمضت أنيكا عينيها لدقيقة حتي شعرت بأنفاس شخص عند عنقها ثم فتحت عينيها لتجد عقد حول مرصع بالألماس حول رقبتها. اندهشت أنيكا و فزعت مما تراه لتقوم فجأة و تنظر لشيفاي
أنيكا:- إيه ده يا شيفاي؟!!
شيفاي:- أنتي شايفة إيه؟ عقد زي ما أنتي شايفة
أنيكا:- أيوة يا شيفاي بس ده غالي أوي
شيفاي:- مافيش حاجة تغلي عليكي
أنيكا:- يا شيفاي إحنا لسة بنبدأ حياتنا و أنا مش عاوزاك تضيع فلوسك في الهدايا و الكلام ده كله عشان محدش عارف بكرة في إيه
شيفاي:- أنا مالي و مال بكرة! أنا ليا في النهاردة و النهاردة ده بتاعنا و ميهمنيش غير أني أشوفك سعيدة و فرحانة بكرة ده بقي بتاع ربنا هو يرتبهلنا بطريقته هو. أقلك حاجة خلينا نعيش كل يوم بيومه يا أنيكا من غير مانفكر في أي يوم تاني. أنا مش بفكر في حاجة غير أني بحبك و بس و لو أطول اشتريلك العالم ده كله ليكي هعمل كده و مش هتردد مقابل اشوف ابتسامتك دي مرسومة علي وشك. عاوز كلامي و افعالي و كل لحظة في حياتي اثبتلك أني بحبك و بس. عاوز أقول للعالم كله أني بحبك يا أنيكا. بحبك أوي
احتضنته أنيكا بحب و هي تردد داخلها كلمة واحدة فقط و هي "أنا ايضًا أحبك"
_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _

 ماذا يخبئ القدر؟حيث تعيش القصص. اكتشف الآن