الفصل السابع

363 16 3
                                    

كان تيج مازال منصدمًا من جواب شيفاي، فلم يتوقع موافقته بتلك السهولة خاصة بعد شجارهم أمس بسبب ذلك الموضوع و لكنه شعر بارتياح لأنه وافق و أبي أن يتناقش معه أكثر حول هذا الموضوع. كانت بافيا و أومكارا واقفان لا تتفوها بحرف، حزينة علي أخيها الذي كانت ستفقده نتيجة لقسوة والدتها التي أرادت قتله دون رحمة و لكنها شكرت ربها لأنه حفظه لها و لكنها تعلم جيدًا أن والدتها ستحاول ثانيًا و ربما تفعل نفس الشيء مع أومكارا لذلك أقسمت أنها ستحمي اخواتها طوال حياتها حتي و ان اضطرت للوقوف ضد والدتها و محاربتها.
اطمأن تيج و بافيا ابنته علي شيفاي ثم استعدا للرحيل فوجدا جومان قادمة و هي تتصنع الحزن و القلق علي شيفاي لتسأل تيج عن حالته
جومان:- طمني يا تيج، شيفاي بقي عامل إيه دلوقتي؟
تيج:- الحمد لله، أحسن. بس أنا هروح للدكتور عشان استفسر عن الموضوع و اطمن عليه أكتر، بس تصدقي إن الحادثة دي جت في صالحي، شيفاي وافق على الجواز
جومان:- وافق!!!!
حلو أوي، مبروك. طب أنا ممكن أدخل اطمن عليه
تيج:- مالوش لزوم عشان مايتعصبش، أنتي فاهماني أكيد، خدي بافيا و روحي أنتي و روحي و انا هطمن عليه و هطلع علي الشغل بعد كده عشان عندي إجتماع ضروري لازم الحقه
جومان:- لاء طبعًا لازم اطمن عليه، ده شيفاي ده زي إبني، روح أنت شغلك عشان تلحق اجتماعك و بافيا تروح و أنا هدخل للدكتور استفسر منه علي حالة شيفاي و هكلمك اطمنك
بافيا:- بس أنا عاوزة أفضل مع اخويا و اطمن عليه
جومان:- بافيا أنا قلت روحي و أنا هطمن عليه و اطمنك
بافيا:- و أنا اللي يضمنلي إن اللي حاول يقتله قبل كده ميحاولش تاني
جومان:- لااء اطمني أنا هوصي اللي هنا كلهم عليه و هخليهم يعينوا حراسة عليه و ميخلوش حد يدخله. يلا روحي
صمتت بافيا و رحلت و توجهت جومان إلي الطبيب
جومان:- تسمحلي أخد من وقت حضرتك شوية؟
الطبيب:- طبعًا حضرتك، اتفضل.
جومان:- هو شيفاي حالته بقيت عاملة إيه دلوقتي يا دكتور؟
الطبيب:- حضرتك والدته؟
جومان:- لاء بس زي والدته، ممكن تطمني عليه
الطبيب:- أحسن من إمبارح أكيد، احنا كنا فين و بقينا فين
جومان:- هو مين عمل فيه كده؟ و مين اللي جابه هنا؟
الطبيب:- واحدة بنت حلال لقيته مرمي في الشارع و جابيته هنا
جومان:- محتاجة اقابلها عشان اشكرها بنفسي
الطبيب:- هي مش موجودة دلوقتي، جابته و مشيت علي طول حتي ماقالتش اسمها
جومان:- ااه طيب شكرًا يا دكتور، بس هو كده مافيش خطر على حياته صح؟
الطبيب:- لاء الحمدلله عدينا مرحلة الخطر و إن شاء الله هيخرج قريب و تطمنوا عليه
جومان:- شكرًا يا دكتور بجد و يا ريت لما البنت دي تيجي حضرتك تقولي عشان اشكرها بنفسي
رحلت جومان و ركبت سيارتها ثم اتصلت بالشخص الذي اتفقت معه سابقًا علي قتل شيفاي
جومان:- لازم تنفذ النهاردة قبل مايتحسن أكتر و يخرج من المستشفي. شيفاي وافق على الجوازة و كده موقفي بيزيد سوء، لازم تتصرف و بسرعة
الشخص:- هخلصك منه النهاردة، متقلقيش
أغلقت جومان الخط ثم توجهت إلي المنزل. انتظر اومكارا حتي غادر الجميع ثم جلس بجانب شيفاي و سأله
أومكارا:- إيه حكاية الجواز اللي تيج بيه كان بيكلمك عنه ده؟
شيفاي:- أومكارا مش عاوز أتكلم دلوقتي
أومكارا:- مانا لازم أفهم أفهم، أنت من امتي بتوافق علي اللي بيطلبه منك؟
شيفاي:- و مين قالك انه هيرتاح بموافقتي دي، بالعكس أنا عمري ماهريحه و ده عهد أخدته علي نفسي
اومكارا:- مش فاهم
شيفاي:- هتفهم كل حاجة بعدين، دلوقتي أنا عاوز افهم مين اللي أنقذني و جابني هنا
أومكارا:- معرفش بصراحة مسألتش، بس أيًا كان فهو أكيد حد كويس و اتكتبلك عمر جديد علي إيده
شيفاي:- و لولا الحادثة دي ماكنتش كسبتك تاني، ربنا يخلي الشخص ده اللي خلاني أعيش و أحضن أخويا من تاني
ثم اقترب أومكارا و عانق أخاه مرة أخري و جلس معه قليلًا ثم تركه ليستريح قليلًا و عاد إلي منزله
حل المساء و عادت أنيكا مرة أخري إلي المستشفي لتطمئن علي شيفاي بعد أن تأكدت من رحيل عائلته و لكنها جلست أمام غرفته لتراقبه كالحارس و كأنها تشعر أن من حاول قتله أولًا سيحاول ثانيًا.
ظلت أنيكا جالسة، لم تتحرك حتي أتاها اتصالًا من جوري صديقتها، فقامت لتجيبها بعيدًا عن غرفة شيفاي ليستغل شخص واقف خلف الجدران فرصة قيام أنيكا التي كان يراقبها منذ أكثر من ساعة للإجابة علي هاتفها فإنطلق إلي غرفة شيفاي و هو يرتدي زي طبيب حتي لا يشك أحدًا في أمره و دخل الغرفة و أخرج من جيبه حقنة ليصلها بأنبوب الأكسجين المتصل بشيفاي و يستمد تنفسه منه، ليفتح شيفاي عيونه و يشعر بالاختناق و يحاول أن يبعد الشخص و لكن أمسك الرجل بيديه و ضغط عليهم بقوة ليعيق مقاومته، في تلك اللحظة اقتربت أنيكا من الغرفة فسمعت صوت شيء يتحطم علي الأرض لتقترب من الغرفة و تنظر من وراء الزجاج لتري شخص يحاول التخلص من شيفاي لتسرع داخل الغرفة، لتبعد ذلك الشخص عنه و تصرخ بصوتها حتي تأتي الممرضات و الأطباء، ليسقط الشخص أنيكا علي الأرض و يفر هاربًا، ليركض الجميع خلفه للحاق به و امساكه كما أنهم اخبروا رجال الأمن لأيقافه و إغلاق بوابات المستشفي حتي لا يتمكن من الفرار، بينما اسرعت أنيكا لتنزع الحقنة من أنبوبة الأكسجين و تساعد شيفاي علي التنفس و كان شيفاي يسعل بقوة، فجاء الأطباء و أخرجوا أنيكا التي وقفت في الخارج تبكي و تدعو ربها ان ينجي شيفاي و ينقذه من أجل عائلته و في الداخل، الأطباء يبذلون قصارى جهدهم لمعالجة شيفاي الذي عاد يتنفس بطريقة طبيعية مرة أخري.
ليخرج الطبيب من الغرفة، فتسرع له أنيكا
أنيكا:- بقي عامل إيه دلوقتي يا دكتور؟
الطبيب:- الحمد لله لحقناه في الوقت المناسب و تنفسه رجع طبيعي زي الأول و ده طبعًا بفضلك، علي طول بتلحقيه و بيبقي فاضل بينه و بين الموت شعرة و لولاكي كان مات
أنيكا:- الحمد لله، طب و الراجل اللي حاول يقتله، مسكتوه؟
الطبيب:- للأسف هرب بس لازم نبلغ، أنتي شفتي شكله صح؟
أنيكا:- شفته بس من الخضة مركزتش أوي، ما كنتش بفكر غير إني ألحق شيفاي، المهم أنا شايفة أن من الأحسن إن شيفاي مايفضلش هنا لأن لسة في خطر على حياته مادام اللي حاول يقتله مقبضناش عليه، أنا من رأيي يكمل علاجه في بيته و هو كده كده تعدي مرحلة الخطر زي ماحضرتك قولت و أنا شايفة لو فضل وسط عيلته و بعت حضرتك معاه ممرضة أو دكتور يتابعوا حالته هيبقي أحسن، المهم نبعده عن الخطر
الطبيب:- هي فكرة كويسة، أوعدك هتواصل مع أهله و اعمل اللي بتقولي عليه ده
أنيكا:- تمام شكرًا لحضرتك
الطبيب:- شكرًا ليكي أنتي و علي استعدادك الدايم للتضحية من أجل الناس و إنقاذهم
رحل الطبيب بعد أن أنهي حديثه مع أنيكا و جلست أنيكا مرة أخري أمام غرفة شيفاي و لكنها لم تستطع منع نفسها من الدخول لغرفته للاطمئنان عليه بنفسها، فدخلت و وجدته نائم كالطفل الصغير، فأحضرت كرسي و جلست بجانبه حتي غفت بجانبه من دون أن تشعر
_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _

 ماذا يخبئ القدر؟حيث تعيش القصص. اكتشف الآن