الفصل ال١٣

433 15 2
                                    

كان شيفاي جالسًا كالعادة في الملهي للليلي و لكنه كان جالسًا بمفرده فقط يشرب المشروب غير منتبهًا للفتيات الجالسات حوله و هن يتحدثن عنه بعدما سمعن خبر زواجه و هن يتسألن عن تلك المحظوظة التي استطاعت إيقاع شيفاي في شباكها و هذا ما لم تستطع أي فتاة فعله. لم ينتبهه شيفاي إلي الفتاة التي جاءت و جلست بجانبه
الفتاة:- شيفاي!!
التفت شيفاي إلي الفتاة و تفاجأ
شيفاي:- مش معقول، راجيني!! أنتي جيتي امتي من السفر؟
راجيني:- لسة واصلة النهاردة الصبح و قلت أجي هنا عشان أصحابي كانوا عاوزين يحتفلوا برجوعي بس ماكنتش أعرف أنك لسة بتيجي، احكيلي ايه أخبارك و فين رودرا أنا مش شايفاه، لسه بيجي ولا ايه؟
شيفاي:- ااه يا ستي أنا مبطلتش أجي اصلًا، و رودرا لسة بيجي بس معرفش ايه اللي آخره النهاردة
راجيني:- وحشني الواد ده، ااه صح، صحيح الكلام اللي سمعته ده!! انت اتجوزت؟
شيفاي:- انتي لحقتي تعرفي، اه يا ستي اتجوزت مابقاليش يومين
راجيني:- فجأة كده، ده أنا ماشفتلكش صور و لا حاجة علي السوشيال ميديا تبين الموضوع ده.
شيفاي:- لا ما أصل كل حاجة حصلت فجأة و مكانش مترتبلها و بعدين أصل إحنا اتجوزنا علي طول ماكانش فيه خطوبة قبلها ولا حاجة و حتي الفرح كان علي الضيق كده، فمكانش فيه معازيم كتير عشان الموضوع يتعرف، بس أنتي عرفتي منين؟
راجيني:- ده النايت كله مالوش سيرة غير موضوع جوازك، شوف انت عزمت مين من هنا عرف الموضوع و عرف الكل
شيفاي:- مافيش غير رودرا اللي يعرف، معقول يكون هو اللي قال للكل!!
راجيني:- معرفش بقي أنت أدري، المهم قولي، لما أنت اتجوزت ليه لسه بتيجي هنا؟ مش المفروض تبقي مع مراتك؟
شيفاي :- مش طايق..
راجيني:- يعني إيه مش فاهمة، أنت مبتحبهاش؟
شيفاي:- أنا اتجوزت من غير ماكون عارف مين اللي هتجوزها اصلًا يا راجيني، الأستاذ تيج هو اللي كرر و خلاني أوافق و من ساعتها و أنا كش طايق ادخل البيت أكتر من الأول و لا الأوضة اللي بقيت مجبر أعيش معاها فيها
راجيني:- لا ده انت تحكيلي كل حاجة بالتفصيل بقي
شيفاي:- يا بنتي انتي لسة واصلة، فكك من الحوار ده
راجيني:- أن ماكنتش أسمع حواراتك، أسمع حوارات مين، احكي أنت بس
بدأ شيفاي يقص علي راجيني قصته مع أنيكا بالكامل منذ التقائهم حتي زواجه منها، كانت راجيني تصغي إليه باهتمام و لكنها لم تشعر في حديثه بأي كره تجاه أنيكا مثلما يدعي، فقد قال تلك الكلمة عدة مرات و لكن ملامح وجهه تفصح بغير ذلك و هذا ما جعل راجيني تشتعل غيرة علي شيفاي، فهي تحبه منذ زمن، منذ أن تعرفت عليه من عدة سنوات و لكنه لم يكن لها أي مشاعر سوي الصداقة و الأخوة، حتي أنه لم ينظر لها النظرة التي ينظرها لجميع الفتيات، لم يحاول الاقتراب منها أو ربما لم يريد الاقتراب علي الرغم من أن الجميع كثيرًا ما حاولوا الاقتراب منها و مصادقتها و لكنها كانت ترفض، بجميع الشباب يضعفون أمامها و أمام أنوثتها الواضحة. أما بالنسبة لشيفاي فهي لم تختلف كثيرًا عن رودرا بالنسبة له و هذا ما كانت راجيني تكرهه و عندما عادت و استمعت إلي خبر زواجه، فمن التي تجرؤ علي اختطاف حبيبها منها بل و إجباره علي الزواج منها، و لكن راجيني قد ارتاحت كثيرًا عندما علمت أن شيفاي غير قابل بهذا الزواج و لا بتلك الفتاة كزوجة و هذا سيسهل مهمتها في التفريق بينهم، فشيفاي لن يكون إلا لها. انتظرت حتي انتهي شيفاي من حديثه ثم قالت
راجيني:- يا ربي يابني كل ده حصل، لاء طبعًا انت اللي مظلوم و دي ماتفرقش عن أي واحدة بتجري ورا الفلوس و مصلحتها و تلاقيها اتمسكنت لحد ماتمكنت، محدش مظلوم غيرك و أنت أوعي تستسلملها و لا تخليها تسيطر علي عواطفك، حاول تتخلص منها أو طلقها
شيفاي:- و هيكون السبب ايه بقي لما أطلقها من نفسي كده، لازم سبب
راجيني:- اتلككلها، أو وقعها في الغلط و طلقها
شيفاي:- أنا عايز ازهقها، عاوز اندمها علي اليوم اللي فكرت فيه توافف علي الجوازة دي
راجيني:- طب ما الحل في إيدك، اعرف عليها واحدة أو اوهمها أن فيعلاقة بينك و بين واحدة تانية، ساعتها تتخنق و تطلب الطلاق و تبقي جات منها مش منك
شيفاي:- أنا فعلًا عملت كده بس برضه البعيد جبلة
راجيني:- ماهي لازم تتأكد و ده مش هيحصلغير لما تشوف ده بيعينيها
شيفاي:- ازااي يعني؟!!!
راجيني:- يعني خد بنت معاك و ابقي متفق معاها من قبلها و اعمل علي مراتك لعبة ولا حاجة تخليها تفتكر انك علي علاقة بواحدة تانية، فتحس أنها مش مرغوب بيها و تسيبك و تطلب الطلاق و مافيش أكثر من البنات بالنسبة لك و كلهم مستعدين يعملولك اللي أنت عاوزه
شيفاي:- سيبيها بظروفها يا راجيني، المهم احكيلي كده عملتي إيه طول فترة السفر بتاعتك و حبيتي ولا لسة؟
راجيني:- لسة ماقابلنش حد كويس بس حاسة أني هلاقيه قريب
شيفاي:- أن شاء الله يا راجيني
جلس شيفاي و راجيني يتحدثا سويًا ثم جاء رودرا و ألقي التحية عليهما و جلس يتحدث معهم، فقد اشتاق لراجيني كثيرًا و لكنه كان يلاحظ نظراتها لشيفاي التي يعرفها جيدًا و لم تتغير منذ السنوات السابقة و لكنه يجب أن ينبهها، كان يعتقد أنها لم تعلم بزواجه حتي الأن و لكنه تفاجأ عندمافهم من حديثها أنها تعرف القصة لذلك انتظر حتي يري ردة فعلها علي مدار الأيام المقبلة دون عجلة منه، فانتظر رودرا حتي رحلت ثم أخذ يتحدث مع شيفاي
رودرا:- عامل إيه النهاردة؟
شيفاي:- كويس، ايه لازمة السؤال ده
رودرا:- بطمن عليك، عادي
شعر شيفاي أن رودرا يريد ان يقول له شيء فقال
شيفاي:- حاسس انك عاوز تقلي حاجة، مالك؟
رودرا:- لاء مافيش حاجة
شيفاي:- أنت اللي عرفت الناس موضوع جوازي
رودرا:- لاء طبعًا أنا معرفش هما عرفوا منين
شيفاي:- رودرا محدش يعرف الموضوع غيري انا و انت، يبقي هيعرفوا من مين يعني، مين غيرنا يعرف!!
فهم رودرا أن الفتاة التي تحدث معها صباحًا بشأن شيفاي هي من أخبرت الجميع بخبر زواجه
رودرا:- تلاقيها البنت اللي كانت معاك امبارح هي اللي عرفت الكل عشان أنا كنت قلتلها الصبح تبعد عنك لأنك بقيت راجل متجوز
شيفاي:- يا سيدي و أنت مالك تدخل في حياتي ليه و دي حاجة ماتخصكش و مادام مانا ماقلتش لحد يبقي مش عاوز حد يعرف
رودرا:- أنا عملت كده عشان خايف عليك، خايف من اللي أنت بتعمله، و من طريقك اللي مش هتفوق منه غير و أنت خسران كل حاجة، و أولهم مراتك اللي أنت بتأذيها بتصرفاتك و أفعالك دي لمجرد خيالات و أوهام أنت زرعتها في عقلك من غير حتي ماتتأكد من صحتها
شيفاي:- و أنت مالك؟ أنت واصي عليا، سيبني في حالي و أنا مش محتاجك، روح علم نفسك اللي أنت بتعلمهولي لاكن أنا مبسوط كده و علي الله يا رودرا تدخل في حياتي تاني يا إما ساعتها ماتضايقش من اللي هعمله و هتبقي لا أنت صاحبي و لا أعرفك
اندهش رودرا من طريقة حديث شيفاي معه، كان يعتقد أنهم أصدقاء و انه يستحيل أن يفرقهم أي شيء مهما حدث و لكن لم يتوقع أن يأتي هذا اليوم أبدًا، لذلك خرج و ترك شيفاي دون أن يتفوه بحرف و التفت شيفاي حوله ليجد الموسيقي قد توقفت و الجميع ينظر لهم ثم انتبه علي نفسه و علي ما فعله و أخذ يلحق برودرا الذي أبي التوقف و ركب سيارته و غادر. حزن شيفاي من نفسه علي ما فعله مع رودرا، فهو يعلم أنه فعل ذلك خوفًا عليه و لكنه رافض الاستماع لأحد غير عقله، فعاد شيفاي إلي منزله و صعد إلي غرفته، فوجد أنيكا النائمة عند إحدي أركان الغرفة علي الفراش الذي قد أعطاه شيفاي لها في أول يوم جاءت به إلي المنزل و منذ ذلك الوقت و هي تضعه علي الأرض و تنام عليه. اقترب شيفاي منها و أخذ يتأمل ملامحها و هي نائمة، شعر بالارتباك و هو ينظر لها، فقد لاحظ مدي جمالها و هو يتأمل ملامح وجهها، كم هي جميلة و جذابة و تمتلك وجه ملائكي، شعر أنها ليست مثل أي فتاة قد عرفها من قبل، كان يتذكر كلام رودرا له و هو ينظر لها ثم سرعان ما فاق علي نفسه و انتبه لها و هي تقول بعض الكلمات الغير مفهومة و جسدها يرتعش و لكنه و أحضر لها غطاء و وضعه عليها ثم انتظر حتي هدأت و قام من جانبها ليذهب إلي سريره و يضع رأسه علي وسادته و هو يفكر في كلام رودرا و راجيني له، ظل هكذا حتي استسلم أخيرًا للنوم.
_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _

 ماذا يخبئ القدر؟حيث تعيش القصص. اكتشف الآن