الفصل ٤٢

431 18 27
                                    

كان الجميع جالسًا أمام غرفة العمليات منتظرين خروج الطبيب ليطمئنهم علي حالتها بينما كان كل فرد غارقًا في أفكاره متذكرًا كل ما قامت به أنيكا منذ أن دخلت حياتهم بدءًا من بافيا التي كانت واقفة و هي تبكي و تتذكر أنيكا و وقوفها بجانبها منذ أن ظهرت في حياتها و اصرارها علي جمعها بأخواتها و معاونتها في دراستها و قضاء الوقت معًا في الحديث و الضحك مرورًا بأومكارا الذي قد نجحت في تغيير حياته بالكامل و خلق حياة جديدة له حينما جعلته يحلم من جديد و يسعي لتحقيق حلمه في أن يصبح رسامًا مشهورًا كما أراد حتي استطاع اومكارا خلال بضعة أن يصبح رسامًا مشهورًا، متعلمًا جميع اساليب الرسم كما أصبح متمكنًا في هذا المجال و له العديد من اللوحات و قام بعدة معارض ليعرض بها لوحاته و لبيعها ليدرك مؤخرًا أنه لا حاجة للتعليم كي يستطيع تحقيق حلمه و أنها فقط الإرادة و الإجتهاد هما من يدفعا الشخص للأمام و يمكناه من تحقيق مبتغاه. و اخيرًا شيفاي أكثر من تأثر بوجود أنيكا في حياته، الذي كلما حاول مجاهدًا أن يسامح نفسه يظهر ما يجعله يتراجع و يعود لتأنيب نفسه من جديد، لم يكد يسامح نفسه علي أذيته لها فيما سبق لينصدم بحقيقة أنها من أنقذته مرة أخري يوم الحادث الذي تعرض له و رغم ذلك ظل يؤذيها و لكن حقًا ما يجهله هو لما ظلت صامته؟ لما لم تخبره بتضحياتها التي بذلتها من أجله؟ لما لم تعترض علي ما فعله معها؟ لما  أخفت الحقيقة عنه؟ أنه حقًا السؤال الذي يجهل إجابته حتي الآن. لا يمكن إنكار أن تيج ايضًا كان متأثرًا بتلك الحادثة فقد شعر بمدي أذيته لأنيكا عندما اجبرها علي الزواج من أبنه علي الرغم من أن ما كان ييتغيه قد حدث إلا أنه يشعر بالندم لأنه حدث علي حساب حياة شخص آخر، فتغير ابنه و جعله شخص جيد كان مبنيًا علي حساب شخص آخر قد تدمرت حياته، لم يدرك أنه سيصبح مدينًا لأنيكا في يوم ما و لكن الحقيقة الأن أنه لم يسبق أنه كان مدينًا لأحد مثل أنيكا. قطع حبال أفكاره اقتراب جومان منه و بالطبع هي الوحيدة التي لم يفرق معها حالة أنيكا، فهي لا تحب أنيكا ولا غيرها و إنما نفسها، صحيح كان شيفاي هو المستهدف في عملية القتل و لكن هذا لا ينفي أنها تريد قتل أنيكا و لكن فضلت البدء بشيفاي بعد أن قرر زوجها أن يكتب له نصف املاكه بأسمه و يوليه محلس الإدارة فكان يجب أن تتصرف بسرعة قبل أن تفقد كل شيء لذلك اتفقت علي قتل شيفاي و لكن كان للقدر رأي أخر حيث قام بمساعدته مجددًا بوجود أنيكا كالمعتاد لتفسد مخططاتها مثل مخططاتها السابقة التي فشلت بدءًا من محاولة قتل بينكي حتي تلك اللحظة.
خرج الطبيب من غرفة العمليات ليطمئن الجميع ليقوم شيفاي فزعًا ليسأل الطبيب عن حالة محبوبته
شيفاي:- طمني يا دكتور أنيكا عاملة ايه دلوقت؟
الطبيب:- إحنا عملنا اللي علينا و الباقي علي ربنا العملية مكانتش سهلة و إخراج الرصاصتين من جسمها مكانش هين. علي العموم إحنا عملنا اللي علينا الباقي بقي بين أيدين ربنا إحنا هننقلها للعناية المركزة دلوقتي و هنشوف الدنيا كمان ٢٤ ساعة لو محصلش أي مضاعفات و الأمور كانت مستقرة ساعتها بس أقدر أقلكم إننا عدينا مرحلة الخطر و أنه اتكتبلها عمر جديد و بدعواتكم أن شاء الله مادام أنيكا هتخف و تبقي زي الفل بعون الله
شيفاي: دكتور، قلي بصراحة أنيكا هتخف و هتقوم بالسلامة، قلي بصراحة و متخبيش عني حاجة، لو محتاجة دم زيادة خد مني بس انقذها أبوس ايدك
الطبيب:- يا أستاذ شيفاي صدقني إحنا عملنا كل اللي نقدر عليه كدكاترة و لو أي  دكتور تاني كان مكاني كان هيقلك نفس الكلام استحالة هيكون لسة موجود بين إيديا حاجة عشان انقذ المريضة و افضل ساكت بس صدقني الموضوع مش دم ولا غيره بس فعلًا مافيش حاجة أقدر اعملها و معملتهاش. أنت راجل مؤمن صلي و ادعي ربنا و هو عمره ما هيخذلك. عن اذنكم
رب الطبيب وسط أنظار الجميع الذين أخذوا يدعوا ربهم لشفاء أنيكا و في ذلك الوقت جاء قوات الشرطة للتحقيق في قضية مقتل أنيكا ليتجه إحدي الضباط لشيفاي و يطلب منه الأذن للتحدث معه ليوافق شيفاي و يجلس معه ليتحدثا قليلًا
الضابط:- أستاذ شيفاي أنا عارف أن اللي حصل ده مش سهل بس أنا موجود هنا عشان أتكلم معاك شوية و نعرف مين اللي عمل في مراتك كده و نجبلها حقها
اومأ شيفاي له و هو يمسح دموعه ليسأله:- قلي حضرتك عاوز تعرف إيه و أنا هحكيلك
الضابط:- تمام ، عاوزاك تحكيلي بقي إيه اللي حصل بالظبط
شيفاي:- أنيكا ماكانتش هي المقصودة ده أنا اللي كنت مقصود و كنت مستهدف لأن إحنا كنا واقفين عادي جدًا و فجأة أنيكا بصت بعيد ناحية سطح البيت تقريبًا و بعدين صرخت بإسمي ملقتهاش إلا و هي رامية نفسها قدامي و بتاخد الرصاصات مكاني
الضابط:- طب ملمحتش اللي عمل كده؟ أو مافيش أي علامة تميزه تقدر توصلنا ليه؟
شيفاي:- الدنيا كانت ضلمة و هو كان واقف في مكان بعيد أوي و أنا كمان انشغلت بأنيكا اللي كانت بين الحياة و الموت و هي بين إيديا
الضابط:- ممممممم، طب في أي حد شاكك فيه عاوز توجهله اتهام بمحاولة قتل زوجتك؟
شيفاي:- حضرتك أنا ماليش اي أعداء، حتي زمان مكانش عندي مشاكل مع أي حد توصل لدرجة الشروع في قتل، أنا كنت أتفه من كده مليون مرة
الضابط:- بس إحنا حسب معلوماتنا أن حضرتك سبق و كنت اتعرضت لمحاولة قتل قبل كده و القضية برضه اتسجلت ضد مجهول بعد ما واحدة أنقذت حياتك تفتكر اللي حاول يقتلك المرة اللي فاتت هو هو اللي حاول يقتلك المرة دي؟
شيفاي:- صدقني معرفش أنا محاولة قتلي المرة اللي فاتت دي كنت فاكرها قضاء و قدر كده مش جريمة و صدقني لو أعرف حاجة مش هخبيي عنك، اللي جوة بين الحياة و الموت دي تبقي مراتي يعني استحالة اكون عارف مين اللي عمل فيها كده و أفضل ساكت
الضابط:- تمام يا شيفاي بيه، أنا هستأذن حضرتك دلوقتي و هرجع تاني تكون مادام أنيكا قامت بالسلامة و أوعد حضرتك إننا هنعمل كل اللي هيطلع بإيدينا عشان نجيب حقك و حق مراتك
شيفاي:- من فضلك يا حضرة الضابط هات لي اللي عمل في مراتي كده، أعمل أقصي ما عندك بس ماتسبش مراتي بين الحياة و الموت و اللي قتلها بيتمتع برة و مش همه حد
الضابط:- أوعدك يا أستاذ شيفاي أني هجبلك اللي عمل كده و هياخد جزاؤه
رحل الضابط مع قواته بعد أن قام باستجواب و اجراء التحقيق مع الآخرين و لكنه لم يعثر علي إجابة أو طرف خيط يساعده لإيجاد القاتل و لكنه طلب الأذن بالذهاب للمنزل الذي جري به الحادث و القيام  بتفتيشه لعله يجد شيء يساعده في القضية.

 ماذا يخبئ القدر؟حيث تعيش القصص. اكتشف الآن