الفصل ال٢٩

420 20 8
                                    

كانت أنيكا نائمة في سريرها عندما دخل عليها شيفاي ليطمئن عليها، فعندما وجدها نائمة اقترب منها و أخذ ينظر لها تائهًا في ملامحها البريئة و لكنه لاحظ أنها متعرقة و جبينها مليء بالعرق و كانت أنيكا تتقلب و كأنها تحاول الفرار من أحد أو ربما تصارع أحد، ليحاول شيفاي ايقاظها و لكن دون جدوي حتي بدأت أنيكا تتحدث و هي غير واعية لما تقول، كانت تقول بعض الكلمات الغير مرتبطة ببعضها البعض ليحاول شيفاي مرة أخري أن يوقظها من ذلك الكابوس الذي تراه، فظل هكذا بضع دقائق حتي استجابت أنيكا له و استيقظت و لكنها ما أن رأت شيفاي حتي بدأت تبكي و القت بنفسها بين زراعيه لتنعم بدفء عناقه و كأنها وجدت وكر الأمان بالنسبة لها بعد ذلك الكابوس الذي رأته و بعد ذلك الصراع و كان شيفاي يعانقها بقوة و هو يحاول تهدأتها و لكن استمرت انيكا في البكاء و كانت تضغط علي جسد شيفاي و كأنها تطلب منه أن يعانقها أكثر و ألا يتخلي عنها لينفذ شيفاي رغبتها غير مستعيبًا ما يحدث. ظلا هكذا دون حديث حتي سمع شيفاي أنيكا تتحدث و تقول من بين شهقاتها
أنيكا ببكاء:- مت..متخليش، متخليهوش ياخد..ني من هنا، أنا م..مش عاوزو أرو. أروح معااه. متخلي..هوش يضرب.. يضربني، أنا معملتش ح..حاجة، متسيبنيش عش..عشان خاطري، أن..انا خايفة 😭😭😭
ليستغرب شيفاي من حديثها، فمن هذا الذي كان يحاول أن ينهرها؟ من الذي كان يعنفها؟ هل رأت شخص تعرفه يقوم بضربها في حلمها؟ كيف يتجرأ؟ ثم سرعان ما تذكر شيفاي تلك المرة التي غضب منها و أخذها بقوة من غرفة بافيا إلي غرفتهما، فقد قامت بذات ردة الفعل، فلقد انحصرت عند إحدي زوايا الغرفة و انكمشت علي نفسها و أخذت تردد تلك الكلمات التي قالتها الأن و كذلك تذكر أحلامها السابقة التي كانت تعاني منها في بداية زواجهما و لكنه كلما حاول البحث عن تفسير لما يحدث لأنيكا لا يجد، ليظل شيفاي معانقها هكذا محاولًا تهدأتها و هو يقول
شيفاي:- أنيكا اهدي، متخافيش ده أنا شيفاي، مافيش حد هنا غيري أنا و أنتي و مافيش حد هيقدر يضربك، متخافيش، اهدي
استمرت أنيكا بالبكاء حتي بدأت تهدأ تدريجيًا و هي مازالت بين زراعي شيفاي لتبعد رأسها عنه و يمد شيفاي يده و يمسك دموعها برفق و أنيكا كانت تنظر، ثم بدأت تنظر حولها لتري أنها في غرفتها في منزل شيفاي و لا يوجد غيرهما لتبدأ في أخد نفسها و الهدوء قليلًا، ثم قام شيفاي أحضر لها كوب ماء و اعطاه لها لتشربه ثم انتظر حتي هدأت أنيكا كليًا و توقفت عن البكاء و عاد للجلوس بجانبها و أمسك بيدها و أخذ يتحدث معها قليلًا
شيفاي:- بقيتي أحسن دلوقتي؟
أنيكا:- الحمد لله بخير، آسفة يا شيفاي خضيتك و قلقتك عليا
شيفاي:- آسفة إيه، مافيش داعي ابدًا للأسف بس أنتي كان مالك، مين ده اللي كنتي بتحلمي بيه و خايفة أنه يضربك
أنيكا بارتباك:- هااا، لااء مافيش حد، ده واحد شفته في الحلم و قعدت اهلوس كده بسبب الخضة لاكن أنا بقيت كويسة دلوقتي الحمد لله
شيفاي:- طيب الحمد لله، هترجعي تنامي تاني
أنيكا:- معتقدش أني هعرف أنام تاني لاء و بعدين أنا حاسة اني نمت كتير أوي
شيفاي:- طاب مادام كده ايه رأيك لو نخرج أنا و انتي مع بعض
أنيكا:- نخرج نروح فين؟
شيفاي:- نخرج نتمشي شوية و ممكن نتعشي برة كمان لو حابة، إيه رأيك؟
أنيكا:- حاسة اني مش قادرة أخرج ولا أشوف حد خالص يا شيفاي
شيفاي:- بس كمان أنا عارف و متأكد انك لو فضلتي قاعدة هنا هتفكري في اللي حصل الصبح و ده متعب ليكي، تعالي نخرج نغير جو شوية واهو حتي تغيري مودك بعداللي حصل النهاردة، حتي لو مش عاوزانا نعض في مكان معين مافيش مشاكل أنا مش هضغط عليكي ممكن نكتفي بأننا نتمشي في الشارع لو حابة أهم حاجة تطلعي و تشوفي الناس و تغيري جو بدل الحبسة دي. من فضلك توافقي
ظلت أنيكا تفكر قليلًا في حديث شيفاي يا قالت له
أنيكا:- خلاص خلينا نخرج نتعشي برة أنا موافقة بس اديني ربع ساعة أغير هدومي و اظبط نفسي بعد كده نتحرك
شيفاي بسعادة:- خدي وقتك خالص براحتك أنا هستناكي برة لحد ما تخلصي تمام؟
أنيكا:- خلاص اتفقنا و أنا مش هتأخر عليك
خرج شيفاي من الغرفة و ظل منتظرًا أنيكا حتي رأته بافيا فذهبت إليه و قالت
بافيا:- مالك واقف كده ليه يا شيفاي و مدخلتيش الأوضة ليه؟
شيفاي:- أنيكا بتغير هدومها عشان خارجين فأنا مستنيها لحد ماتخلص
بافيا:- حلو أوي فكرة الخروجة دي حقيقي أنيكا محتاجة تخرج و تغير جو خصوصًا بعد الأحداث الأخيرة اللي حصلت في البيت خليها تخرج تشم نفسها و تغير جو و تنسي اللي شافته و سمعته ده
شيفاي:- ما ده اللي هحاول اعمله النهاردة و الفترة اللي جاية، من هنا و رايح مش هسمح لأي حد أنه يكون سبب في دمعة واحدة تنزل من عينين أنيكا أو أنه يفكر مجرد تفكير أنه يقلها حاجة تزعلها.
بافيا:- أنا فرحانة أوي باللي بسمعه منك ده يا شيفاي. كانت فين أنيكا من زمان يا راجل😂
شيفاي:- عارفة ياا بافيا أنا عمري متخيلت انه هييجي اليوم اللي هقف فيه أدافع عن حد أو أخاف مجرد خوف أنه يفارقني و يبعد عني بس النهاردة لما بابا أنيكا جه و شفت قد إيه كام مصر أنه ياخدها حسيت بحاجة غريبة مش عارف أعبر عنها كأن حد بيهددني أنه هيسحب روحي مني و هيسيبني اموت ساعتها بدأت أحس أني بتخنق و روحي بتتسحب واحدة واحدة ساعتها اتأكدت من حاجة واحدة، اتأكدت أن شيفاي من غير أنيكا نكرة زي قبل كده أنا كنت موجود و مش موجود في نفس الوقت محستش بوجودي غير لما أنيكا دخلت حياتي و بدأت تقلي عيب و حاسب و خد بالك، محستش غير لما بدأت تلعب دور كل واحد موجود حوليا، حستها الأب لما لما كانت بتعاتب و تنصح و الأم اللي بتسهر جنب ابنها و بتتألم و هي شايفاه بيضيع منها و الأخت أو الأخ لما بتستر عليك و بتحاول متشوهش صورتك قدام اللي حواليك و الصديقة القريبة اللي تسمعك و متملش ولا تقلك بطل الكلام مش عاوزة أسمعك و الخادمة اللي تشوفك محتاج إيه و تحضر الطلب بوصفاتها السحرية، أنيكا دخلت البيت علي أساس أنها زوجتي بس هي لعبت أدوار تانية مكانتش مطلوب منها تلعبها و في نفس الوقت مقصرتش في أنها تكون زوجة، واحدة غيرها كانت قالت أنا إيه اللي رماني علي الهم ده ولا إيه اللي يعيشني وسط العالم دول و إيه اللي يدخلني في مشاكلهم، أنتي عارفة أنيكا لعبت كل الأدوار اللي مكانتش مكلفة بيها و تحملت مسئوليات مكانتش واجبة عليها لاكن كل اللي كانت المفروض تعيشه معاشتهوش، معاشتش زي أي طفل جقة يجري و يلعب و يغلط و معاشتش زي أيبنت في سن المراهقة و بتبدأ تتحمل المسئولية واحدة واحدة و معاشتش زي أي بنت ممكن تحب و تتحب و تقابل حبيبها في السر و مامتها تقرب منها عشان تطأس و تحاول تعرف مين الشاب ده و بعدين تجري أنيكا علي فتي احلامها و تقله ماما مستنياك الساعة كذه عشان تيجي تتقدملي و تعيش فترة الخطوبة و بعدين الفرح، كل حاجة جات علي دماغها ورا بعض لحد ما كبرت قبل أوانها بس دلوقتي أنا هخليها تعيش كل اللي مقدرتش تعيشه مع عيلتها و أنا كمان اعوض معاها اللي ضيعته من عمري بسبب غبائي و أعيش اللي معرفتش أعيشه
بافيا:- عمري متخيلت أني هسمع منك ابدًا الكلام ده ولا عمري تخيلت أني هعيش لليوم اللي هتتقبلني فيه كأخت ولا هشوف أخويا و هو بيصارحني بمشاعره تجاه اللي ييحبها
شيفاي:- و أنا آسف يا بافيا أني معرفتش اكون أب ليكي من الأول رغم كل محاولاتك في التقرب مني أنا و أوم و أمي، آسف أني كنت بخلق فكر وحش في عقلي قصاد كل عمل كويس كنتي بتعمليه معانا، آسف أني معرفتش أبقي أخ و سند ليكي في أوقات حاجتك ليا زي ماحلمتي، أنا آسف سامحيني
شيفاي:- مسامحاك يا شيفاي من قلبي، مسامحاك يا أخويا
و اقترب شيفاي من بافيا و عانقها و كان هذه هي المرة الأولي التي يعانق بها شيفاي بافيا و كانت بافيا سعيدة بتلك اللحظة التي طالما حلمت بها و في تلك اللحظة خرجت أنيكا من الغرفة لتري الأخوة معانقين بعضهما فابتسمت علي حالتهما ثم همهمت ليفصل كلًا من بافيا و شيفاي العناق و ينظر شيفاي إلي أنيكا و جمالها الذي يأثره في كل مرة ينظر إليها و كذلك بافيا التي تقول لها
بافيا:- إيه الحلاوة دي يا قمر!😍😍
أنيكا:- حبيبتي انتي اللي حلوة، أكيد شيفاي قالك رايحين فين متغيري هدومك و تيجي تخرجي معانا
بافيا:- لا ياستي انا هفضل هنا عشان ورايا حاجات عاوزة اعملها و اخلصها للجامعة فاخرجوا انتوا لوحدكم النهاردة و مرة تانية نبقي نخرج كلنا سوا
أنيكا:- طيب يا حبيبتي ربنا معاكي اللي يريحك اعمليه لو احتاجتي حاجة ابقي كلميني
بافيا:- متخافيش عليا يا حبيبتي اخرجوا إنتوا و اتبسطوا أهم حاجة يلا enjoy
رحل شيفاي و أنيكا معًا و كانت جومان واقفة تنظر لما يحدث و هي غير سعيدة بسبب التقارب الكبير الذي حدث بينهما و كانت لا تفكر سوي بشيء واحد و هو كيف تفرق الاثنين عن بعض و تهدم الثقة التي خلقت بينهما و تعيد الحاجز الذي كان موجودًا من قبل.
_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _

 ماذا يخبئ القدر؟حيث تعيش القصص. اكتشف الآن