الفصل ال١٦

436 19 7
                                    

كان الجميع واقفًا بالخارج في انتظار خروج الطبيب الذي يفحص أنيكا بالداخل و جميع أفراد العائلة واقفين لم يتفوهوا بحرف، كانت بافيا تبكي و هي ترمق شيفاي بين الحين و الأخر بنظرات حاول شيفاي التهرب منها لأنه كان يعلم ما تحمله هذه النظرات من لوم و عتاب، كان واقفًا ساندًا رأسه علي الحائط و معالم الحزن ظاهرة علي وجهه، فهي حاولت العديد من المرات إظهار الحقيقة له و لكنه ماذا فعل، كان عقله رافضًا تقبل الحقيقة علي الرغم من محاولاتها الكثيرة، تقبلت كل شيء منه، تقبلت اهاناته الدائمة، تقبلت نعيها بالرخيصة و مقارنتها مع فتيات الملاهي الليلية اللاتي كان يعرفهن سابقًا، سمح لها أن تراه كل يوم و هو معه فتاة مختلفة، أوهمها أنه يقيم علاقة مع الفتيات بداخل غرفتها، أصبح يتهمها بكل ما كان من المفترض أن يتهم نفسه به، أصبح السبب بمرضها الأن، ماذا إن حدث لها شيء، ماذا سيفعل إذا أصابها مكروه، كان يظن أنه يعاقب والده و لكن الحقيقة غير، فهو عاقب كل من ليس له ذنب بالماضي و ترك المذنب الحقيقي، حمل أنيكا فوق طاقتها و هو يعلم أن لا دخل لها بماضيه الأليم، ماذا إن اصبح مذنبًا كوالده، ماذاا إن تكرر الماضي و حدث لأنيكا الأن ما حدث لوالدته مسبقًا، فيما اختلف عن والده الأن، أليس هذا من يكرهه و خطط للانتقام منه و بناءً علي ذلك تشكلت شخصيته و قام بتلك الأفعال، أليس هذا من أراد معاقبته لأنه قام بخيانة والدته في الماضي بل و تزوج عليها أيضًا، بماذا فرق عنه الأن، كان يعود كل يوم للمنزل مصطحبًا امرأة معه، هل يعتقد أنه لم يخن أنيكا هكذا، هل لأنه لم يقترب منهن، هل لأنه لم يلمسهن، هل هذا ما سيشفع له، هل هذا هو العذر الذي ينفي به خيانته، بل ربما خيانته لا تقل سوءًا عن خيانة والده، والده تزوج و أحضر امرأة واحدة، فماذا عن من أحضر العديد من الفتيات و كان سيقيم علاقة معهم بدون زواج. ظل شيفاي هكذا يعاتب نفسه و ذاكريات الماضي تعود إليه مجددًا و تسيطر علي عقله ثم وجد الطبيب يخرج من غرفة بافيا التي قد وضعوا بها أنيكا، ليندفع شيفاي و بافيا نحوه ليطمئنا علي حالتها
بافيا:- طمنا يا دكتور، أنيكا عامله ايه دلوقتي؟
الطبيب:- هي المريضة بقالها كام يوم مابتاكلش أو مابتنامش كويس؟
بافيا:- أيوة بقالها كام يوم بتنام علي لحم بطنها، ده لو نامت اصلًا و حتي الأيام اللي كانت بتنام فيها، كان نومها مابيزيدش عن ساعة أو ساعتين
الطبيب:- اممممممم
بافيا:- هو في إيه يا دكتور؟ أنيكا مالها؟
الطبيب:- واضح ان جسمها فقد توازنه و بقي ضعيف نتيجة لقلة الأكل و النوم و بكده هي منعت جسمها من أنه يستمد الاحتياجات اللي بيحتجها سواء كانت احتياجات غذائية أو المادة اللي بتتكون في المخ وقت النوم و دول حاجتين مهمين جدًا الجسم افتقدهم لفترة طويلة فبالتالي حصل خلل في أجهزة الجسم و مابقتش تقوم بوظيفتها فده أدي لاصابتها بهبوط حاد و طبعًا زيادة علي كده أن المريضة الظاهر اتعرضت لصدمات قوية الفترة اللي فاتت نتج عنها إصابتها بحالة اكتئاب و ده اللي خلاها تضرب عن الطعام و النوم و مع زيادة الضغط النفسي عليها و ضعف جسمها المريضة متستحملش و جالها انهيار عصبي حاد
بافيا:- انهيار عصبي!!!!
الطبيب:- للأسف أيوة و ده لأنها تعرضت لضغط نفسي زيادة عليها مقدرتش تستحمله بس الحمد لله أنها جات علي قد كده و محصلش لاقدر الله أنها دخلت في غيبوبة أو حاجة
شيفاي:- غيبوبة!!
الطبيب:- اااه طبعًا مستبعدش، معظم حالات الغيبوبة بتحصل بسبب الضغط النفسي بإن المريض بيحاول يهرب من العالم الواقعي و ده مابيحصلش إلا لو كام عايش في جو غير مستقر و ماليان ضغوط نفسية و مشاكل و اكتئاب، فبيقرر أنه يهرب من العالم ده اما بالغيبوبة و هو أنه ينعزل عن العالم ده كله تمامًا أو أنه يخلق عالم تاني هو اللي يكونه لنفسه بنفسه، بس أنا شايف إن المريضة لسة محتفظة بشوية قوة علي الرغم من الخلل النفسي و الجسدي اللي اتصابت بيه و لسة متمسكة بالدنيا لأن واحدة مكانها مكانتش هتستحمل الستريس ده كله.
علي كل حال الحمد لله أنها جات علي قد كده، المهم لازم تعرفوا أن المريضة هتحتاج الفترة اللي جاية اهتمام منكم و انكم تاخدوا بالكم منها و تحاولوا علي قد ما تقدروا تبعدوها عن جو الصراعات و الاكتئاب و الضغوطات النفسية اللي اتعرضتلها الفترة الأخيرة و طبعًا مش هوصيكم علي اكلها و نومها، لازم تاكل كويس عشان تعوض جسمها كل اللي فقده، من الأخر هي هتحتاج رعاية الفترة اللي جاية لا تقل عن ٢٤ ساعة يوميًا، يعني من الأخر اليوم كله لازم تكون تحت مراقبتكم و رعايتكم لأن ده أكيد هيفرق معاها أوي و حاولوا تخلقوا كده جو فيه محبة و أمان ليها، بجد هيفرق معاها جدًا و دي ورقة فيها شوية فيتامينات أنا كتبتهالها عشان تساعد جسمها يستعيد توازنه و عافيته بسرعة و الباقي عليكم بقي و كمان أنا اديتها حقنة هتخليها تنام طول الليل و مش هتصحي غير علي الصبح إن شاء الله و اهو تعوض شوية من النوم اللي منامتهوش قبل كده
بافيا:- حاضر أوعد حضرتك نعمل كل اللي يطلع بأيدينا
الطبيب:- عظيم جدًا، استأذن أنا بقي و كمان اسبوع هاجي عشان اتابع معاها و اشوف حالتها إن شاء الله
تيج:- شكرًا يا دكتور تعبنا حضرتك معانا
الطبيب:- مافيش تعب ولا حاجة ده شغلي و ان شاء الله ربنا يشفيها و يقومهالكم بالسلامة يا رب و علي معادنا الاسبوع اللي جاي إن شاء الله
اصطحب تيج الطبيب حتي باب المنزل ثم طلب أحد الحراس و طلب منه إحضار الأدوية التي ذكرها الطبيب من أجل أنيكا ثم عاد إلي الجميع
تيج:- يلا نسيبها ترتاح دلوقتي و الصبح نيجي نشوفها، كده كده الدكتور قال أنها مش هتصحي غير بكرة الصبح، يعني وقفتنا هنا مالهاش لازمة
بافيا:- أنا هفضل مع أنيكا، هدخل اسهر جنبها مش هسيبها
تيج:- يا حبيبتي هي كده كده نايمة، يعني مالوش لازمة سهرك جنبها، تعالي نعض برة شوية و ابقي ارجعي نامي جنبها، كده كده دي أوضتك يعني مش هنمنعك تدخليها و الحمد لله أنها جات علي قد كده و الموضوع مبقاش أخطر من كده
بافيا:- كل ده و شايف الموضوع مش خطر، البنت وقعت و هيا واقفة وسطينا و جالها انهيار عصبي و تقلي مش خطر، كان ممكن تدخل في غيبوبة و يا عالم كانت هتفوق امتي منها ده لو فاقت اصلًا و تقلي مش خطر!!!
تيج:- يا بنتي محدش كان عامل حساب كل ده و اكيد محدش كان قاصد أن ده يحصل
بافيا:- و حضرتك كنت مستني إيه من واحدة شايفة جوزها كل يوم داخل بيتها مع واحدة شكل و طالع بيها اوضتهم، و إحنا شايفين اللي بيحصل ده و واقفين نتفرج بدل ماكنا ناخد موقف و نطردهم و نوقف الأستاذ عن اللي بيعمله، فضلنا نتصرف علي إننا مش شايفين كل اللي بيحصل، حضرتك أخدت موقف مرة و مانجحتش، فقولت أخرج من الموضوع أحسن و أنا مالي و بعدين تقصد إيه محدش كان قاصد، هو لما الراجل ييجي البيت اللي فيه مراته و هو حاضن واحدة لا مؤاخذة و واخدها معاه علي أوضته فوق يبقي قصده إيه!!! جايبها عشان يعرفها علي مراته و يبقوا صحاب ولا ماكانتش لاقية مكان تنام فيه فقال حرام اجبها تنام عندنا، و المفروض تبقي انيكا روحها رياضية و متكبرش الموضوع، إيه يعني داخل عليها و في إيده واحدة تانية، إيه يعني طلعها أوضتها، إيه يعني يخونها فيها، إيه يعني تنام على الأرض، إيه يعني يهينها و يغلط فيها بكلامه و يظلمها، إيه يعني يحاسبها علي ذنوب مرتكبتهاش، ما هو حاسب أخته طول السنين اللي فاتت هتيجي علي مراته. و بعد كل ده تقلي ماحدش كان قاصد
أومال لو كان قاصد كان عمل إيه!!! كان دبحها ولا جلدها، كنت مستني يحصل إيه عشان تقول أن اللي حصل كان مقصود. أنت ليه مش عاوز تعترف؟
تيج:- اعترف بإيه؟
بافيا بصراخ:- إن شيفاي ابنك هو السبب في اللي حصلها و كان قاصد كل حركة بيعملها، كنت عاوزة أقول ساب عقله يتحكم فيه بس حتي ديه مش شايفاها صح، عشان العقل بيفكر إنما ابنك لغي عقله و قلبه و خلي انتقامه هو اللي يتحكم فيه و يوجهه. هو كان واعي و قاصد كل حركة بيقوم بيها و لقي البنت ساكتة و مستحملة و كان كل مابيلاقي ردة الفعل دي يقوم يسوء فيها أكتر و يكمل عليها مع أن واحدة غيرها كان المفروض تخرب الدنيا عشان هي إنسانة و عندها أخر لصبرها بس جات علي نفسها برضه و استحملت و شيفاي مش يستكفي لاء ده كان بيدوس عليها أكتر و يشعلل النار اللي جواها أكتر، و فضل مكمل و مكمل لحد ما جه لحظة إنفجار البركان و مهمهوش الكلام اللي هيطلعه هيجرح مين ولا هيأذي مين ذي البركان بالظبط مابيفكرش هيجرح مين، المهم يحرق بس، ذي ابنك هو كمان كان بركان بيأذي كل اللي حواليه و هو مش حاسس, المهم يحرق و كانت أول ضحاياه أنا و بعدين أنيكا مع اختلاف حجم الإصابات بتاعت كل واحدة فينا، مع اني مش عارفة إحنا عملنا ايه. أنت السبب يا شيفاي في اللي حصل لأنيكا و حالتها اللي وصلتلها دلوقتي دي تبقي بسببك أنت. ربنا يعاقبك و سجبلها حقها منك، ذنب أنيكا في رقبتك يا شيفاي و في رقبتك أنت كمان يا بابا عشان حكمت عليها تتجوز شيفاي و تيجي البيت ده و انت عارف كويس أنه مش هييجي من ورا الجوازة دي خير.
تيج:- أنا يا بافيا!! أنا كنت عملت إيه؟ عشان جوزته و حبيت ابعده عن الطريق اللي كان ماشي فيه و اخليه يفوق لنفسه بدل ماهو صايع في الديسكوهات
بافيا:- هههه، لاء يا بابا، أنت جوزته عشان نفسك بس، جوزته عشان سمعتك و عشان توقف كل واحد عند حده خصوصًا الفترة الأخيرة بعد ما مشاكل شيفاي كترت و الجرايد بقيت بتكتب عن إبن رجل الأعمال شيفاي تيج سينج أوبروي و علاقاته النسائية المتعددة، قلت أوقف الناس ديه عند حدها و أقفل بقهم بأني اجوزه و اختارله أنا العروسة، بس عشان ترضي ضميرك و تحس أنك عملت اللي عليك تجاه ابنك بس بص حواليك، كسبت إيه غير أن الجرايد نسيتك و هديت عليك حبة، لاكن غير كده ابنك بيسهر، بيجيب بنات البيت، مافيش أي حاجة من اللي قلت عليها حصلت لاكن اللي ماقلتش عليه بس هو اللي حصل، أنت فكرت في نفسك بس.
اوم:- بافيا كفاية كده، مش وقته عتاب و لوم، نطمن علي أنيكا و بعدين عاتبي براحتك
بافيا:- أوم أنت طلعت من أوضتك؟! حمد الله على السلامة، عاش من شافك، أخيرًا سيبت الأوضة اللي قاعد فيها هروبًا من الكل و انعزلت عنهم و دلوقتي بتتكلم و تقول مش وقته لوم و عتاب  و اشمعنا انتوا كنتوا علي طول بتعاتبوا أي وقت، بتعاتبوني أنا و لما اسأل نفسي بتعاقب علي إيه، ملاقيش إجابة و أقول مش مهم، هحاول اعمل اللي يطلع بإيدي و أقرب منهم، كنت كل ماعمل حسنة ترفضوها و تتهموني أن في سبب مستخبي ورا اللي بعمله و كان السبب الوحيد من اللي بعمله و جهودي المستمرة عشان أقرب منكم هي أنكم اخواتي و محتاجاكم و عارفة انكم محتاجني بس بتكابروا، بس كنتوا علي طول بتعاتبوا و تقابلوا اللي بعمله بشك ورفض لحد ما أنيكا جات و عوضتني عن الوحدة اللي كنت عايشة فيها، عمرها ما اشتكت عليك يا شيفاي ولا حتي قالتلي بتعمل معاها إيه، كانت بتضحك و تهزر و تخدم ده و ده بابتسامة بس عينيها فضحاها و لما اسألها تقلي مافيش حاجة و تخبي وشها مني و تهرب، لكن ماعاتبتش، و أدي نتيجة المرة الوحيدة اللي عاتبت فيها. لسة شايف مش وقته اللوم يا أوم!!!
قابل أومكارا حديثها بالصمت و كأنه رأي أنها علي حق أما شيفاي فاستمع إلي كل ما قالته بافيا و هو حزين، يتألم يداخله، يشعر بقلبه يتمزق و هو فقط يستمع للحديث، فماذا عن تلك التي تحملت أكثر من ذلك، سواء بالكلام أو بالأفعال، يشعر أنه يعاقب علي كل ما فعله و علي ظلمه لمن حوله، كان حديث بافيا أشبه بالخنجر الذي غرسته في قلبه لتسمح لتلك المشاعر المختفية أن تظهر، انتظر حتي انهت بافيا حديثها ثم رحل تاركًا منزله و اتجه إلي الحديقة ليجلس بها قليلًا و بدأ يتذكر جميع المواقف الذي جمعته بأنيكا منذ شجارهم يوم حادث السيارة حتي اليوم و انصدم من نفسه عندما اخذ يستعرض ما فعله بها و هو يفكر فيما فعلته لتستحق ما فعله بها، لما فعل هذا، هل لينتقم من والدخ؟ هل يري أنه انتقم منه؟ هل الانتقام يأتي بمعاقبة الأخرين، هل يأتي بإخراج الغضب في من ليس لهم ذنب بما حدث؟ اهمل والدته، عاقب أخته، ظلم زوجته حتي أصابها المرض، كان يري أنه المذنب الوحيدة فيما حدث، ثم استسلم للبكاء و كأنما يعبر عن ندمه هكذا ثم شعر بيد أحد علي كتفه ليلتفت فوجده أخوه أوم
اومكارا:- شيفاي، ماتعملش في نفسك كده، إن شاء الله أنيكا هتبقي كويسة و هتخف و تقوم بالسلامة
شيفاي ببكاء:- أنا السبب في اللي حصلها يا أوم، فضلت أجي عليها و اضغط عليها و اهينها بكلامي. مافيش واحدة ست تستحمل كل اللي أنيكا استحملته ده، كام مرة حاولت تقلي الحقيقة و أنا كنت برفض، قالتلي أنها اتغصبت علي الجوازة زيي و برضه مصدقتهاش، قارنتها بالبنات اللي كنت أعرفهم قبل كده و هو مافيش وجه مقارنة بينهم اصلًا، كنت عشان ابرر اللي بعمله اتهمها هي بيه، كنت بألف ألف قصة و قصة عشان اطلعها وحشة، خلتها موضع شك كنت عاوز أقنع نفسي أنها طماعة و بتاعت فلوس زيها زي أي واحدة تانية، أنت عارف أول يوم جواز لينا، اهنتها أوي، قلتلها هديكي مبلغ حلو و نقضي ليلة مع بعض، قلتلها هقضي كل ليلة بخونك مع واحدة شكل و لما لقيتها لسة قاعدة قلتلها أنتي بجحة أوي فبقيت أجي كل يوم البيت و معايا واحدة شكل و اشوف نظرتها ليا اللي بتوجعني و تحسسني قد إيه أنا حقير بس أدور وشي و اطلع الأوضة مع البنت اللي معايا و نفضل قاعدين فوق بعيد عن بعض كام ساعة و اتعمد أني اخليها تطلع أي صوت أو نضحك أنا و هي بصوت عالي عشان بس اثبتلها أني مبسوط، فضلت أجي عليها لحد ما وقعت و معادتش قادرة تقوم، حتي كنت لما اشوفها طالعة من أوضتك بتضحك، اقوم اسمعها كلمتين زي السم و اشكك في أخلاقها
اوم باندهاش:- للدرجة دي يا شيفاي، طب هنقول أنك مش واثق فيها، لاكن كمان مش واثق فيا، معقول تفكيرك وصل للنقطة دي؟!
شيفاي:- غصب عني يا أوم، أنا الانتقام عماني، أنا كنت عاوز اشوفها غلطانة و خلاص، كنت عاوز أثبت أني مش ظالمها، كنت عاوز احلل ظلمي ليها، عاوز اأكد لنفسي أنها رخيصة و بتاعت فلوس. الانتقام أعمي و أنا مانتقمتش غير من اللي ملهمش ذنب و سبت المذنب الحقيقي، هي كانت بافيا عملت إيه؟ عاقبناها علي إيه أنا و أنت، كانت بتحاول تقرب مننا و إحنا نصدها حتي يوم ماكنت بين الحياة والموت في المستشفي نسيت كل خلافاتنا و جات تطمن عليا، هي كانت بتحاول تقوم بدور الأخت بجد بس إحنا كنا بنقابل محبتها دي و خوفها علينا بالرفض و هي برضه تحاول.
اوم:- أنيكا كمان طيبة أوي يا شيفاي، لما كانت بتجيلي الأوضة، كانت بتحطلي الفطار و تمشي، كانت هي أول واحدة تدخل أوضتي و تفكر في اكلي و شربي، كانت عارفة أني بكره انزل اعض معاهم تحت ولا أكل، فكانت تجبلي الاكل لحد الأوضة و بعدين تمشي و تعدي عليا كمان ساعة اكون خلصت، كانت ماتحبش تقف معايا كتير عشان محدش يفهم غلط، أنت عارف أنها مجاتليش ابدًا تشتكيلي منك، مقالتش ده اخوه أقله يشوفله صرفة معاه، تحس أنها كانت بتخلي حزنها لنفسها
شيفاي:- كل ده حسيت بيه في الشوية اللي كانت بتقفهم معاك؟
اوم:- فيه ناس أول ماتشفها لا يمكن تصدق أنها وحشة، أوقات كنت بحس إن القدر ليه غرض من جوازك من أنيكا و أنها دخلت حياتك لغرض معين إحنا مش عارفينه دلوقتي
شيفاي:- انت عارف ان دي مكانتش أول مرة اشوف فيها أنيكا في الفرح
اوم:- بجد!! ازاااي؟
أخذ شيفاي يقص علي أومكارا المرات الأولي التي رأي بها أنيكا من قبل و كذلك حدثه عن الفتاة التي كانت تغني في حفل عيد ميلاده و أوم ينصت إليه باهتمام
اوم:- و مين البنت اللي سمعتها و هي بتغني ديه و ليه تهرب منك؟
شيفاي:- مش عارف يا أوم، لما عينيا اتقابلت من عينيها يوم ماشفتها كنت حاسس بأمان و فرحان أوي، خصوصًا أنها بين ايديا خلاص، بس هربت مني مع أني قلتلها ماتمشيش بس برضه هربت مني، بس مش قادرة أنساها ولا أنسي عينيها و لا صوتها، أوقات لما ابص في عيون أنيكا افتكرها و اشوف نفس النظرة بس استحالة تكون هي لأن أنيكا كانت نادلة في الفندق و كانت بتخدمنا
اوم:- حكاية غريبة أوي يا شيفاي، طب ليه مسألتش مدير الفندق عنها؟ أكيد ما دام ما اتفق معاها تغني اليوم ده يبقي عارفها شخصيًا و جايز يفيدك لو سألته
شيفاي:- ماجاش في بالي يا أوم بقي، أنا مشيت علي طول بعد ماختفيت
اوم:- بس مش غريبة أن البنت اللي قابلتها قبل كده صدقة تبقي هي نفسها اللي اتجوزتها؟! و ده مبيأكدش غير حاجة واحدة، إن الصدفة دي كانت تخطيط من القدر، ماهو استحالة البنت اللي شفتها مرتين في نفس اليوم تبقي هي هي نفس اللي اتجوزتها و أنت ماتعرفش مين هي و تقولي صدفة، ربنا أكيد له حكمة من ده و ده قدركم اللي ربنا كتبهلكم و هنعرف الغرض منه دلوقتي أو بعدين.
إحنا بس ندعي أنها تقوم بالسلامة أهم حاجة.
شيفاي:- يا رب يا أوم، يا رب. أنا محتاج اتأسف علي حاجات كتير أوي، و هي بس تفوق و أنا هعتذرلها علي كل اللي صدر مني بس هي تفوق، أنا خايف و مرعوب لاحسن أكون السبب في مرضها زي ما ابونا كان السبب في شلل أمنا، مرعوب يا أوم
عانقه أوم و أخذ يبثه الحنان و يحاول تهدأته من حالة الرعب التي أصابته، فهذه أول مرة يراه هكذا، ما سبق و رأه هكذا من قبل،  هل هذا كله لأجل أنيكا؟ هل يعقل أن القدر قام بلعبته و جعل أخيه يقع في الحب...

انتهي الفصل
هل سيكون مرض أنيكا هو بداية تغير شيفاي؟ هل شيفاي وقع في حب أنيكا كما يعتقد أومكارا أم هذا مجرد شعور بالندم عما بدر منه في حقها و لشعوره أنه السبب فيما حدث لها؟ سنعرف في الفصول المقبلة  ماذا يخبئ القدر لأنيكا و شيفاي
ماتنسوش تدعموني و تشاركوني ارائكم و تقولولي حبين القصة ولا لاء و إيه اللي عاجبكم في الأحداث و توقعاتكم 😍
اشوفكم في الفصول اللي جاية

 ماذا يخبئ القدر؟حيث تعيش القصص. اكتشف الآن